أسوأ خطاب لرئيس اميركي في التاريخ
كتب المحرر السياسي
من تابع خطاب الرئيس الاميركي أمس من على منبر الامم المتحدة في دورتها الثمانين شعر بالغثيان والملل لكثرة اسفافه ودخوله في الجزئيات والشؤون الداخلية الاميركية وكأنه خطاب انتخابي وقد نسي نفسه انه يعتلي منبر دولي وبحضور قادة وزعماء دول العالم وعليه ان يتهيأ ويتكلم بمستوى المكان والحضور على انه رئيس اكبر دولة عالمية ويكون خطابه خطاباً عالمياً يرقى الى مستوى التطورات والاحداث العالمية وسبل معالجتها لكنه وللاسف الشديد لم يسمع العالم منه شيئاً ايجابياً لان "فاقد الشيء لا يعطيه"، وبدل من ان يصحح مسار السياسة الاميركية الخرقاء وتواطؤها التام مع الكيان الصهيوني بصفتها الشريك الاول في جرائمه وحرب الابادة ضد غزة، تسرح يميناً وشمالاً وتهاجم الامم المتحدة ودورها الضعيف في حل القضايا العالمية وكذلك مهاجمته للدول الاوروبية والصين وروسيا. لكن الجميع يعلم ان من يضعف الامم المتحدة هو دورها في حل القضايا هو اميركا المجرمة في استخدامها لـ"الفيتو".
واللافت في خطابه المطول والممل انه ظهربمثابة الكذاب الاشر بانه اوقف سبع حروب على مستوى العالم التي لم يسمع بها احد، بالعكس هو من يؤجج الحروب ويروج للازمات.
ترامب الذي لا يزال يحلم باميركا القرن العشرين لاعادتها الى سدة الاحادية القطبية قد فاته قطار الزمن لكن يحاول عبر عنترياته ودكتاتورياته ان يفرض سطوته على العالم لكن هيهات وهيهات لقد ولى ذلك الزمن الغابر.
لازال ترامب يتحدث عن تعاظم اميركا وقوتها وهو يتصور ان اسلوب الجنون والزعبرة التي يستخدمها يستطيع بها تخويف زعماء العالم لينصاعوا اليه ويرضخوا لهيمنته وهذا ما تجلى في خطابه ليوم أمس حيث تحدث بنبرته الوقحة وغير المؤدبة مع زعماء العالم وكأنهم طلاب لديه وهذا ما اعاد الى الاذهان حديثه الفوقي مع القادة الاوروبيين وكأنهم مجموعة صبيان.
والامر الاخر ان هذا الرجل الذي لا يتقن فن السياسة وانه لازال يتعامل مع قادة العالم باللغة التجارية وهذا ما ظهر من هفوة لسانه لمخاطبته الرئيس البرازيلي يوم أمس من على منبر الامم المتحدة.
فخطاب الرئيس ترامب ليوم امس في الامم المتحدة كان خطاباً سطحياً وضحلاً لا يليق بمستوى خطاب رئيس دولة يحسب لها ألف حساب وقد وصف المراقبون بأن خطابه هو أسوأ خطاب لرئيس اميركي في التاريخ.