kayhan.ir

رمز الخبر: 212892
تأريخ النشر : 2025September17 - 20:54

المقاومة الفلسطينية ملحمة تاريخية

 في اطار سياسة العقاب الجماعي مجاهرة للنيل من ارادة الشعب الفلسطيني يطرح كيان الاحتلال المجرم برنامج التدمير الممنهج للابراج السكنية في غزة، ضمن استراتيجية تهدف الى اضعاف الخاضنة الشعبية للمقاومة وذلك بتشريد آلاف الاسر لزعزعة معنويات السكان والى التخلي عن دعم المقاومة، بعد ان صعّدت قوات الاحتلال عدوانها بنسف في حي الشيخ رضوان شمال غربي مدينة غزة باستخدام الروبوت ما ادى الى تدمير منازل سكنية، اضافة لقصف مدفعي لمحيط شارع العيون تزامناً مع غارات جوية عنيفة على مناطق عدة، واطلاق طائرات مسيرة من طراز "كوادكوبتر" النار على منازل في منطقة حي الدرج وخيام تؤوي نازحين في مخيم النصرات ، وسط مخطط لاحتلال المدينة وتهجير سكانها البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة ويصف محللون هذه الهجمة تحت اسم "عربات جدعون" بالاخطر منذ اندلاع العدوان في السابع من اكتوبر 2023، وهي خطة قدمها نتنياهو للحكومة الاسرائيلية لاعادة احتلال قطاع غزة بشكل مرحلي لفرض واقع ديموغرافي لاعادة رسم خريطة القطاع بعد ان رحلت خطة الجنرالات الرامية لتقطيع غزة مناطق معزولة. كل ذلك طبعاً تحت غطاء سياسي اميركي في المحافل الدولية.

وبالتزامن مع انعقاد القمة الاسلامية العربية الاستثنائية في الدوحة، يتوجه وزير خارجية اميركا الى "اسرائيل" ويقوم باجراء يستفز مشاعر المسلمين بشكل مباشر حين تواجد نتنياهو جوار حائط البراق في القدس المحتلة والذي هو جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى المبارك، ويمثل تواجده انتهاكاً واضحاً للقوانين والاعراف الدولية ليؤكد مجدداً دعم الحكومة الاميركية الكامل للكيان الصهيوني وتعاونها معه في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين. ويعرف روبيو بعنصريته المتطرفة فهو ينتمي الى اليمين المحافظ وبوضعه في عيد المقاومة على جبينه علامة ما يعرف لدى المسيحيين الغربيين بأسم "صليب اربعاء الرماد" الذي يذكر اللون الرمادي بفناء الاخرين وهو ما يرمز له قيامة المسيح والقضاء على الدجال الذي حسب عقيدتهم هو المهدي "سلام الله عليه". وهذا هو السبب في عداء هؤلاء المتطرفين من ادعياء المسيحية للجمهورية الاسلامية الايرانية لما تحمله من عقيدة مخالفة بالاساس لما تجاهرت به الصهيونية العالمية، ومما يميز رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية للقضية الفلسطينية تبنيها للمقاومة المسلحة وعدم الرضوخ للحلول الاستسلامية والتي رشح منها في البيان الختامي للقمة الاسلامية العربية بشأن العدوان العسكري الاسرائيلي على قطر.

اذ اعلنت ايران دعمها الثابت لإعمال حق الشعب الفلسطيني الاصيل في تقرير المصير، فكان للجمهورية الاسلامية الايرانية ملاحظات على البيان الختامي للقمة، فيما يتعلق بالحل المستدام للقضية الفلسطينية والمبادرات التي قدمتها مختلف الدول بما في ذلك "اعلان نيويورك" بشأن تطبيق حل الدولتين، وكذلك مبادرة السلام العربية والتي تتجلى في عدة فقرات من البيان، فأكدت ايران ان ما يسمى بحل الدولتين لن يحل القضية الفلسطينية وانما الحل الحقيقي والمستدام الوحيد هو اقامة دولة ديمقراطية واحدة تقام عبر استفتاء بمشاركة جميع الفلسطينيين – داخل الاراضي المحتلة وخارجها – وتمثل جميع ابناء الشعب الفلسطيني. واكدت ايران على ان سياسات اميركا واجراءاتها قد ادت عملياً الى استمرار ودعم عدوان الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، فلا يمكن الاعتراف باميركا كطرف موثوق به في دفع عجلة السلام العادل. وهذا لا يعني تدخلاً مباشراً من ايران في شأن داخلي وانما ما تمليه الحالة الاسلامية والانسانية بضرورة نصرة المظلوم والاخذ بيده قبال الظالم.

ان الثورة الاسلامية الايرانية منحت فرصة تاريخية للقضية الفلسطينية في مواجهة الاستعمار والامبريالية وايجاد نظام للصراع مع الصهاينة وحليفاتها فكان لزاما على الدول العربية ان تفتخر بهذا الانتصار. فطرحت مفردة الدعوة الى اسلمة القضية الفلسطينية، والاعلان عن يوم القدس العالمي، فرأت ان الاسلام الحالة الفكرية الوحيدة القادرة على ادارة الصراع واظهرت مدى إخفاق التجارب الاخرى، واكبر دليل على ذلك هو ان ضياع فلسطين قد حصل أبان رواج ظاهرة التيار القومي.

ولزاماً علينا جميعاً ان نقف وقفة اجلال للشعب الفلسطيني البطل في الضفة والقطاع الذي برهن للعالم اجمع انه ابي للضيم غير خانع لكل القوى المتجبرة رغم قلة الناصر وتكالب الحكام الخونة، ان اطفال غزة مدارس فخر يتخرج منها اصالة نظرية الحرية كينونة الانسانية، وهذا ما لانجده في كبريات المدارس الفلسفية منذ نشأة روادها.