قمة قطر كسابقاتها؟!
افتتحت القمة الاسلامية العربية اعمالها أمس في العاصمة القطرية الدوحة لمناقشة الاعتداء الصارخ والجبان على قطر واتخاذ القرارات العملية الرادعة للحيلولة دون ان تتكرر مثل هذه الاعتداءات السافرة على بقية العواصم العربية والاسلامية التي هي على جدولة الاعتداءات الاسرائيلية.
وقد ذهب بعض المراقبين الى ان القمة ستتخذ عقوبات صارمة لردع العدو عن الاستمرار في اعتداءاته عبر فرض عقوبات عليه مثل قطع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية وهكذا إلغاء اتفاقيات التطبيع فيما ذهب فريق آخر للذهاب بالامر الى مجلس الامن والامم المتحدة للبت فيها بذريعة ان العرب لا يمتلكون القوة والامكانات لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية والاكتفاء بحملات الادانة والاستنكار التي لا تغني من جوع في خطوة ملتوية لعدم اثارة الغضب الاميركي الراعي والشريك الاميركي في هذا العدوان والذي لا يمكن لاسرائيل ان تقوم بذلك دون ضوء اخضر اميركي.
لا يليق بـ57 دولة عربية واسلامية وما تملكه من امكانات وثروات ان لا تتخذ اجراءات عملية رادعة تلبية لمطالب شعوبها بقطع العلاقات السياسية والتجارية مع هذا العدو الغاشم بهدف ردعه ووقفه عند حده لئلا يكرر اعتداءاته الغاشمة فرض هيمنته على المنطقة كما ترسمه الولايات المتحدة الاميركية لكن ما يؤسف له ان اميركا ومن خلال الاتفاقيات والمعاهدات استطاعت تكبيل اغلب الدول العربية والاسلامية ومنعها من اتخاذ خطوات عملية تغضبها وتغضب الكيان الصهيوني. وقد اثبتت التطورات والاحداث واخرها العدوان على قطر، وبالطبع لم تكن الاخيرة. ان الاعتماد على اميركا وحتى احتضان قواعدها لا تحميها من الاعتداءات الاسرائيلية فحسب بل هي في الواقع شريك لتنفيذ مثل هذه الاعتداءات التي تخدم مصالحها. ان الكيان الصهيوني يخطط من خلال هذه الاعتداءات فرض الهيمنة التقرب من بناء "اسرائيل الكبرى".
ان القمة الاسلامية العربية تتحمل مسؤوليات جسام لوضع حد لحرب الابادة الصهيونية على غزة واستخدام كل الوسائل والضغوط لرفع الحصار وحرب التجويع التي يتعرض لها اهالي غزة الذين يحاربون نيابة عن الامة الاسلامية والعربية والا فانها ستدفع ثمن مواقفها وقد كانت قطر البداية.
فالكيان الصهيوني المنلفت والمتعطش للدماء لا يمكن الانفكاك من ماهيته الخبيثة والعدوانية لانه مجبولاً على الاعتداءات والحروب ولا يمكن ان يعيش في ظل السلام والاستقرار لان ذلك لا يخدم اهدافه الاستعمارية والتوسعية في تحقيق حلمه بـ"اسرائيل الكبرى".
وكنا نأمل أن تخرج قمة قطر بنتائج عملية ملموسة للجم الكيان الصهيوني وردعه تماماً من خلال اتخاذ اجراءات عملية، لكن للاسف الشديد لم يحدث ما أرتأيناه وحدث ما كنا نخشاه فالقمة لم تخرج عن سياقات القمم السابقة كالقمة الاسلامية العربية في الرياض عام 2023 والتي بقيت حبر على ورق واليوم يمضي على تلك القمة عامين وغزة لازالت تواجه حرب الابادة والتجويع والحصار,