حكومة سلام .. انبطاحية أم خيانية ؟!
الخطاب الاخير للشيخ نعيم قاسم الامين العام لحزب الله الذي استبق زيارة المبعوث الاميركي براك ليقطع الطريق عليه ويحرق ورقته التي كتبت في الكيان الصهيوني على ان يقدمها للمسؤولين في لبنان كورقة اميركية . الخطاب كان على مستوى الحدث ليضع الحكومة اللبنانية امام مسؤوليتها لتحقيق السيادة اذ لا استقرار في البلد من دون سيادة وعليها ان تستنجد بالمفكرين والساسة والنخب لمناقشة كيفية استعادة السيادة.
وما اكده سماحته حول سلاح حزب الله بانه روحنا وشرفنا وكرامتنا أمر في غاية الاهمية على انه خط احمر لا يمس في كل الاحوال فمن يجرؤ على انتزاع هذا السلاح الذي هو روح حزب الله وشرفه .
السؤال المطروح كيف تجرأت حكومة نواف سلام ان تتخذ قراراً بنزع سلاح حزب الله في غياب المكون الشيعي المكون الفاعل والاساس في لبنان الذي حمى سماءها وارضها ومياهها. فاعتراف اكثر الخبراء والقانونيين بان قرار الحكومة غير ميثاقي وغير دستوري، حيث اكد الدكتور عقل عقل المدير السابق لكلية الحقوق في لبنان ان اي قرار يتخذ دون تأمين الميثاقية يصبح باطلاً . وما كان لافتاً في هذا المجال هو حديث الرئيس اللبناني السابق اميل لحود حيث اعتبر ان "الكلام على سحب سلاح المقاومة في هذا التوقيت مستغرب جداً اذ ان تسليم السلاح في خضم المعركة يعد خيانة في المفهوم العسكري.
واليوم تتزايد التساؤلات المشروعة بان ما جرى في حكومة نواف سلام اللاميثاقية ولا الدستورية حول حذف ارادة مكون مديون له كل لبنان هو من اجل بسط السيادة ام تنفيذ الاملاءات الاميركية والصهيونية التي تصب في خانة خيانة الوطن واضعافه.
ويعتقد اكثر المراقبين والخبراء ان ما تفعله حكومة نواف سلام أمر غير مسبوق في تاريخ الحكومات في العالم حيث لم اي حكومة مهما كانت ضعيفة ام عميلة انتقدم على انتزاع قدراتها وانتقاص سيادتها تنفيذاً لأوامر الخارج على حساب شعبها وارضها.
فالساحة اللبنانية تشهد اليوم غلياناً متصاعداً جراء ما اتخذته الحكومة اللبنانية المرتهنة للحضن الاميركي والعربي المتصهين من اتخاذ خطوة لنزع سلاح حزب الله الذي هو حصن لبنان المنيع دون ان تحصل على اية ضمانة للانسحاب الاسرائيلي من التلال الخمس التي اصبحت اليوم سبعة تلال فيما يواصل العدو الاستمرار في اعتداءاته اليومية، وبعد مغادرة براك المبعوث الاميركي الاراضي المحتلة ووصوله الى بيروت اعلن مكتب نتنياهو استعداده لدعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله!!
لكن ما خيب آمال اميركا والكيان المحتل و"السياديين" في لبنان ممن لا جذور لهم ولا انتماء هو بيان قيادة الجيش اللبناني التي اكدت بانها "قررت ان لا تدخل في صدام مم اجل نزع سلاح حزب الله" حيث تتوقع بعض المصادر بان الرد الاميركي سيكون كالتالي: اذا لم يذهب الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله فاننا سنقطع التمويل عنه.
التحرير