kayhan.ir

رمز الخبر: 211305
تأريخ النشر : 2025August16 - 21:02

اقتراح بقصد الخير

حسين شريعتمداري

1 – كان للدكتور "علي لاريجاني" امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني خلال اول زيارة للخارج بعد فترة قصيرة من تنصيبه، تعامل ومواقف تستحق الثناء. فقد ظهر خلال زيارته للعراق ولبنان بصلابة دبلوماسي بوزن الجمهورية الاسلامية الايرانية دون اي تعثر في الخطاب دافع عن المواقف التي سبق التأكيد عليها مراراً لايران الاسلامية، مما يعكس فطنة تعيينه من قبل رئيس الجمهورية والتأييد الحكيم لهذا التعيين من قبل سماحة قائد الثورة المعظم.

ان نظرة عابرة لجانب من مواقف الدكتور علي لاريجاني خلال زيارته الاخيرة الى العراق ولبنان ومقارنة هذه المواقف مع مواقف بعض المسؤولين الاخرين والمستشارين يمكن اعتبارها شاهداً واضحاً على صحة التقييم المشار اليه. لنقرأ!

2 – ان لاريجاني وفي معرض دفاعه عن حزب الله لبنان وسائر قوى المقاومة، قد قال: "ان المقاومة رأسمال كبير لدول المنطقة ... ان موضوع المقاومة لا ينحصر بالشيعة او السنة، المقاومة هي للجميع وليست طائفية... ان طهران تدعم حركة حماس "المقاومة السنية" وحزب الله "المقاومة الشيعية" ما يثبت ان موقف ايران ليس طائفياً... هل تذكرون كيف غزت "اسرائيل" بيروت في يوم واحد؟ اذ لم يكن حينها حزب الله، واليوم مع توحش "اسرائيل" اكثر فان حزب الله يقف بوجهها... فيا اخوتنا من حزب الله! لربما يتم التعامل معكم بجفاء وحقد وهذا بسبب تأثيركم، فأن لم تكن حركتكم مؤثرة لم يكن كل هذا الحقد".

3 – ان السيد لاريجاني احجم عن اللقاء بوزير خارجية لبنان الذي له مواقف غير مقبولة، وفي معرض الرد على سؤال المراسلين بانه لماذا لم تلتق بوزير الخارجية اللبناني، اجاب بذكاء: "لم يكن لي متسعاً من الوقت، اذ ان برنامج عملي محدد"!

4 – وحول المفاوضات يقول امين المجلس الاعلى للامن القومي : " ان البعض يظن ان المفاوضات هي عصا سحرية لحل المشاكل، فالمفاوضات التي تكون وسيلة للحملات وحرب مستأنفة لا قيمة لها، وما دام هذا هو نهج اميركا، بانه إما أن تستسلم او الحرب، فلا طائل من التفاوض" و...

5 – لقد ووجهت المواقف الاخيرة للسيد لاريجاني بقلق وامتعاض المتأثرين بالغرب في الداخل من بعض ادعياء الاصلاح (!) فعلى سبيل المثال فان احد ادعياء الاصلاح قد كتب: "ان السيد لاريجاني خلال زيارته للعراٌق ولبنان قد التفت ان الاوضاع في المنطقة لا تشبه بما كانت عليه قبل سنتين. فالكثير من الامورقد فقدت وما يفتقد لا يمكن استرجاعه.... وكل شخص ينظر بواقعية سيجد بوضوح ان هنالك معادلة وساحة لعب جديدة في البين ولا سبيل في النزول عند قواعد هذه اللعبة الجديدة وخصوصياتها، في اي ستراتيجية لا تتوقف على دفع وافشال الازمة"! ان هؤلاء انفسهم الذين يشيرون على رئيس الجمهورية، ضعف الفكرة والرؤية المتأثرة بالغرب وحالة الاستسلام (!) لذا فمن الطبيعي يمتعضون من المواقف المقتدرة للسيد لاريجاني.

6 – وخلاصة القول فهنالك اقتراح بقصد الخير يوجه لرئيس الجمهورية المحترم وهو ان يعزل بعض المستشارين المتأثرين بالغرب وادعياء الاصلاح او في الاقل ان يستفيد من السيد لاريجاني ضمن مجموعة المستشارين.