kayhan.ir

رمز الخبر: 211253
تأريخ النشر : 2025August15 - 19:42
بعد ختام زيارته للبنان ولقائه كبار المسؤولين في بيروت..

لاريجاني: سنردّ بقوّة على أيّ عدوان ولا تفاوض بمنطق "السلام بالقوّة" الأميركي

 

طهران-ارنا:- اكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، أنّ المقاومة رأس مال استراتيجي للمنطقة، مشدداً على أنّ إيران ستردّ بقوّة على أيّ عدوان، ولا تفاوض بظلّ منطق "السلام بالقوّة" الأميركي.

وأكّد لاريجاني، استعداد ايران دائماً للردِّ بقوةٍ على أيِّ هجومٍ من كيان الاحتلال، لافتاً إلى أنّ "إسرائيل لن تترك المنطقةَ تستقرّ. نتنياهو ما دام موجوداً على سُدّة الحكم، لن يدع الأمور تستقرُّ حتى في فلسطين".

وفي حوار خاص مع الميادين، مساء الخميس، أضاف لاريجاني أنّ "نتنياهو شخص شرير ولن يدع الأمور تستقرّ. ففي لبنان تشاهدونَه كلَّ يومٍ يستهدِفُ مكاناً، وفي الدوِل الأخرى كذلك، هو يُزعِج الدول دائماً، رأينا ما فعلَه في سوريا، هذا التخبّطُ الأمنيُّ الذي يُحدِثُه في الدولِ غيرُ مقبول".

ولفت في ردّ له على "تهديد نتنياهو بأنّه مستعدّ لتوجيه ضربة أخرى لإيران"، إلى أنّ  نتنياهو مادامَ موجوداً لن يكون هناك استقرار وأمن وهذه مشكلةٌ بالطبع، مضيفاً: "هو يفتعل الأزمات لمصالحه الشخصية".

وتطرق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، مذكراً بالهدف الإسرائيلي وهو إسقاط النظام في الجمهورية الإسلامية، مشيراً إلى أنّهم "خطَّطوا لهذا الأمرِ منذ 14 عاماً ولم يوفَّقوا، وكان مخطَّطُهم أن يُثيروا الفتنةَ في الجمهورية وأن ينزل الناس إلى الشوارعِ وهذا ما صرّح به نتنياهو عدةَ مرات".

وقال في هذا السياق ، إنّ "نتنياهو كان يظن أن الشعب الإيراني يحبُّه ولكن ما حدثَ كان على عكسِ ما تصوّر"، منوّهاً بأنّ "حتى المعارَضةُ في إيران وقفت مع النظام في الجمهورية الإسلامية أيضاً وهذه هزيمة أخرى للكيان".

وأضاف لاريجاني أنّ رئيس حكومة الاحتلال، كان يظن أن دول المنطقة أيضاً ستدعمه لأنّ لديها بعضَ المشاكلِ مع الجمهوريةِ الإسلامية ولكن لم يحدث هذا، لافتاً إلى أنّ "كلّ الدول الإسلامية رغم بعض المشاكل الموجودة، اجتمعت ودعمت الجمهورية".

لاريجاني، أردف أنّه "نعم، هي استطاعت أن تغتال بعض شخصياتِنا وقادتنا غدراً، وهذه كانت خديعة"، سائلاً: "لكن، ما الذي استطاعت أن تحصُلَ عليه؟".

وقال إنّه "دمّرت الأبنية وتدمرت أبنيتهم، إذا أردتم أن تقارنوا إسرائيل في تعداد السكان عندها مع الجمهورية الإسلامية بجغرافيتها وعمقها والدمار الذي أحدَثته الصواريخُ الإيرانية، ترَونَ أنه حتى من الناحية التكتيكية هي خسرت".

كذلك أشار إلى أنّ "الكيان يُخفي دائماً خسائره، ولكن أنتم تعلمون من وسائلِ الإعلام أن إسرائيل تحوّلت إلى جهنّم وأصبحت مثلَ غزة، و ترامب نفسُه  قالَ إنَّ إيران بواسطة صواريخها أحدثت جهنّم على نتنياهو وأنه هو أنقذَه"، مضيفاً: "هذه كلُها إذا وضعناها مع بعضها، نعلمُ أنَّ هناك هزيمة استراتيجية للكيان وهو بدأ الحرب وهو طلب وقفها".

ومن لبنان، أكد لاريجاني انّ إيران كانت ولا تزال إلى جانبه في مختلف الظروف، وهي لطالما دافعت عن لبنان وعن مقاومته، التي يراها "رأسمالاً استراتيجياً" ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة التي تواجه التحديات.

وقال إنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، بل تكتفي بتقديم المشورة عند الحاجة، انطلاقاً من إيمانها بأنّ قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبية ناضجة وواعية، قادرة على اتخاذ ما تراه مناسباً لحماية بلدها.

وخلال لقاءاته في بيروت مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية من مختلف الطوائف، شدد لاريجاني على أنّ "موقف إيران من لبنان واضح وثابت، وأنّ العلاقات بين البلدين ضاربة في التاريخ".

كما لفت إلى أنّ الغضب الأميركي من مواقف الجمهورية الإسلامية يعود إلى اختلاف جذري في الرؤى بشأن أمن المنطقة. واعتبر أنّ ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن بناء السلام عبر القوة يُعبّر عن توجّه لفرض الاستسلام أو المواجهة، وهو ما ترفضه طهران بالمطلق.

وأضاف لاريجاني أنّ إيران ترى أنّ الأمن الحقيقي في المنطقة يقوم على احترام سيادة الدول واستقلالها وقوّتها الداخلية، وليس من خلال الخضوع لإملاءات خارجية، لافتاً إلى أنّ الغضب الأميركي في هذا السياق أمرٌ غير مستغرَب.

وبشأن زيارته العراق ولبنان، قال لاريجاني: "نملك علاقة أُخوّة وصداقة قوية واستراتيجية مع لبنان والعراق، وهذه العلاقات تمتد على مدى العصور التاريخية، وطبعاً نحن نتحاورُ معَ بعضنا في مختلف الأمور المشتركة".

وبشان الهدف من زيارة العراق، قال انه تم "البحث في الأمور الاستراتيجية في بغداد وكذلك وقَّعنا اتّفاقية أمنية، والنقطةُ المِحوريةُ في هذه الاتفاقية أننا نسعى إلى أن نصل إلى أمان وثَبات واستقرار للبلدين".

شدّد علي لاريجاني، على أنّ المقاومة ليست حِكراً على طائفة أو مذهب، مؤكداً أنّها خيارٌ جامع يتجاوز الانتماءات، وقال: "الحقيقةُ أن موضوع المقاومة لا ينحصر بالشيعة أو السنّة، المقاومة هي للجميع، والمقاومة ليست طائفية".

وذكّر بأنّها شملت كلّ المكوّنات اللبنانية، مستشهداً بأنّه "عندما استُشهد سماحة السيد حسن نصرالله، رأينا مشاركة الجميع. إذاً، المقاومة ليست للمسلمين فقط، فالمسيحيون شاركوا أيضاً في المقاومة"، مضيفاً: "المقاومة لم تقتصر على الشيعة والسنّة، بل كان هنالك تيار مسيحي مشارك".

ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم حركات المقاومة من دون النظر إلى خلفيتها المذهبية، مشيراً إلى دعم طهران لحركة حماس "المقاومة السنية"، وحزب الله "المقاومة الشيعية"، ما يثبت أن موقف إيران ليس طائفياً، وأن من يُشكّك في هذا الأمر "لم يفهم خيارات الجمهورية الإسلامية"، مؤكداً أن "بإمكانه التعرّف على الحقائق ميدانياً".

وفي ما يتعلّق بدور إيران في دعم حركات المقاومة في المنطقة، قال لاريجاني إنّ طهران لا تغيّر مواقفها بحسب الظروف، مضيفاً: "نحن نعتقد أن المقاومة رأسُ مالٍ كبيرٌ للأمة الإسلامية، وفي أي دولةٍ توجد، علينا أن نساعدها، لكنّنا لا نتخذ ذلك أرضيةً للتدخل".

ولفت إلى أنّ "المقاومة الإسلامية لديها القدرة الكافية على اتخاذ القرار، ونحن لا نتدخل في قراراتها ولا في قرارات الدول كذلك"، موضحاً أنّ طهران تكتفي بطرح وجهة نظرها بكل صراحة ومن دون إخفاء، وتقدّم المشورة لحركات المقاومة، من دون أن تفرض أو تملي قرارات.

وأشار لاريجاني إلى وجود شخصيات كبيرة اليوم داخل حماس، الجهاد الإسلامي، وحزب الله، "تحلل بشكل جيد، وتمتلك أفكاراً ممتازة ولا تحتاج إلى تدخّل من أحد".

وفي ما يخصّ النقاش حول السلاح مع رئيسَي الجمهورية والحكومة، أوضح لاريجاني للميادين، أن طهران نقلت وجهة نظرها من المقاومة بشكل عام، مشدداً على أن إيران لا تتدخل في شؤون الدول.

وأكد أن الدول هي التي تقرر وفق رؤيتها وبعد استشارة مختلف الأطياف، مضيفاً: "نحن لا نخفي وجهة نظرنا ونقولها بشكل صريح، لكن لا نريد أن يحدث أي سوء تفاهم".

وأشار إلى أن هناك أطرافاً قد تستغل بعض التصريحات بشكل مغرض، قائلاً: "بعض الشياطين في السياسة قد يختبئون خلف الأشخاص ويطلقون مفاهيم مغرضة".

لاريجاني، وصف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأنه "من الرجال السياسيين العظماء في لبنان والعالم العربي"، مؤكداً أنه يتمتّع بـ"نبوغ سياسي وباع طويل وتجارب كبيرة". وقال إنه "من العناصر الأساسية في موضوع المقاومة، ويعلم جيداً كيف يتصرّف في كل الظروف".

وأشار إلى أن اللقاء مع بري تخلّله تبادل لوجهات النظر، مضيفاً: "سمعنا وجهة نظره التي تنم عن معرفة شاملة وعميقة، ورأينا أن ما قاله دولتُه يفتح الباب للمضي قُدُماً نحو حلّ الأمور في لبنان".

ولفت لاريجاني إلى أن الرئيس بري قدّم مجموعة من المقترحات المتعلقة بأوضاع المنطقة، وخصوصاً بشأن التعاون بين الدول الإسلامية لحل بعض القضايا الصعبة سواء في لبنان أو غيره من الدول، موضحاً أن "هذه النصائح كان يقدّمها دائماً، وقد استفدت من وجهات نظره واستشارته".

وفي ختام حديثه عن الرئيس بري، قال لاريجاني: "هو رجل المرحلة الصعبة، وكما استطاع أن يتجاوز المراحل الصعبة السابقة بجدارة، سيستطيع أن يتجاوز هذه المرحلة أيضاً، وأعتقد أنه يملك أفكاراً قيمة لحلّ الأمور".

في حديث صريح هو الأول من مسؤول إيراني حول تطورات المشهد السوري، كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ، أن زيارته إلى دمشق قبيل سقوط النظام كانت بدعوة من الرئيس بشار الأسد لبحث قضية محددة، ولم تكن مبنية على أي اعتقاد بانهيار وشيك للدولة السورية.

وبشأن التقارب والزيارات بين طهران والقاهرة، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، أن التواصل مع مصر قائم بشكل دائم، ولا توجد من جانب طهران أي مشكلة تحول دون تطوير العلاقات، مضيفاً أن "المحادثات مع الإخوة في مصر مستمرة، والعلاقة جيدة ومفيدة".

أكد لاريجاني، في مقابلة مع الميادين، أن العلاقة بين طهران والرياض بدأت بداية جيدة بعد اتفاق استئناف العلاقات الذي رعته الصين، مشدداً على ضرورة تعميق هذه العلاقة رغم وجود اختلافات في بعض الملفات.

وبشأن المفاوضات النووية، أكد علي لاريجاني، أن طهران لا ترى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج حقيقية إذا استمرت واشنطن في اعتماد منطق "السلام بالقوة".

وحول ما يُطرح عن أن إيران، بعد انتصارها في الحرب الأخيرة على "إسرائيل"، باتت في موقع إقليمي أقوى حتى من الولايات المتحدة، تساءل لاريجاني: "هل أميركا ستكون صادقة في هذه المفاوضات؟ وهل الأطروحات التي تقدمها في لبنان أو العراق فعلاً تأخذ بمصالح شعوب هذه الدول؟".

وشدد على أن "نظرية الولايات المتحدة القائمة على فرض السلام بالقوة، تعني إما الاستسلام أو الحرب، وهذا لا يُجدي نفعاً"، مضيفاً أن الدول التي تحترم نفسها وتملك قوة ومكانة لن تستسلم.

وأشار إلى أن إيران لم ولن تستسلم، وأن المفاوضات تكون مجدية فقط عندما يُدرك الطرف المقابل أنه لا يستطيع تحقيق أهدافه بالحرب، مؤكداً أن "المفاوضات لا تعطي أي ثمرة إذا بقي الطرف الآخر يعتقد أنه يستطيع فرض إرادته بالقوة".

كذلك، قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي إن آية الله السيّد علي خامنئي لعب دوراً محورياً في الحرب الأميركية الإسرائيلية الأخيرة، مؤكداً أنه "قلب موازين المواجهة".

وأشار لاريجاني إلى أن السيد خامنئي بالرغم من استهداف واغتيال عدد كبير من القيادات الإيرانية في بداية الحرب، تمكن بسرعة من تعويض تلك الخسائر خلال ساعات معدودة، مضيفاً أن خطابه للشعب الإيراني وضّح أهمية المرحلة وطبيعة المواجهة، وكان هدوؤه الحازم والمطمئن عاملاً مهماً في تغيير المعادلة.

وأضاف لاريجاني أن الرد الحازم على تهديدات الأميركيين بعدم الاستسلام، كان من خلال توجيهاته التي أعطت القوة للجيش الإيراني للرد بقوة وشجاعة، مشيراً إلى أن إطلاق الصواريخ على أهداف إسرائيلية تم بدعم كامل من القيادة العليا.

وعن دوره العملي، أكد لاريجاني أن السيد خامنئي كان يتولى قيادة القوات المسلحة من غرفة العمليات، يقدم التوجيهات ويدير الأمور بشكل كامل، مؤكداً أن هذا أظهر قدرة القوات على الاستمرار وإدارة العمليات حتى في ظل اغتيال قيادات مهمة.

من جهة اخرى قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني إننا نحترم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع اللبنانيين.

وأكد لاريجاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب اللبناني "نبيه بري" أن قوة إيران نابعة من تماسك شعبها ومن ثورة شعبية عميقة؛ مضيفا : لا ننظر إلى أصدقائنا كأداة ونؤمن بأن المقاومة تتمتع بشعور عميق وتفكير استراتيجي قوي.

وتابع بالقول: لبنان يعتبر بلدًا صديقًا لنا واليوم في هذه المرحلة الحالية لدينا أحسن العلاقات مع لبنان؛ مكملا : رجال لبنان هم الأبطال في ساحة المقاومة وفي مقدمتهم هو الشهيد السيد حسن نصر الله.

وأضاف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: إن سياسة إيران هي أن تكون الدول في المنطقة مستقلة وهذا النهج يأتي على عكس ما تميل إليه بعض الدول؛ مؤكدا على التعاون الودي بين الدول.

و أوضح أن حزب الله والحكومة اللبنانية يفهمون الأوضاع الحالية جيدًا وواثق تمامًا إلى أن الأمور لا تتوجه نحو التصعيد.

وأكد "لاريجاني" أن محور المقاومة لم يوجد بناءً لرغبات خارجية بل تاريخ المقاومة يثبت أنّها كانت ردة فعل على الاعتداءات والاحتلال في لبنان والعراق من قبل الولايات المتحدة و"إسرائيل" ونفس الأمر ينطبق على اليمن؛ مشددا على أن المقاومة تيار مبدئي وأصيل والمقاومة تحكم القلوب قبل أي شيء آخر.

والتقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم  ورئيس الجمهورية جوزف عون وورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، وأجرى محادثات معهم خلال زيارته إلى لبنان.