ليست هذه الثنائية حقيقية يا رئيس الجمهورية!
حسين شريعتمداري
1 – حين يكون هذا التساؤل مطروحاً بأن: استمرار المفاوضات مع اميركا ما الذي يعنيه غير "الاستسلام"؟! فان بعض رجال الدولة يجيبون بطريقة وكأن علينا ان نختار بين التفاوض والحرب احدهما! وحين يثار التساؤل وهل ان ما يقابل "التفاوض" هو "الحرب"؟! واذا لم نكن مستعدين للتفاوض مع دولة ما فهل من الضروري ان نكون في حرب معها؟! سيجيبون: ان هذا هو حال اميركا! وبعبارة ثانية يدعون ان اميركا هكذا تريد (!) مشددين على اما ان نلج المفاوضات او الاستعداد للحرب؟! ومفهوم هذا المنطق هو اما عن طريق التفاوض نخضع لمطالب اميركا أو خلال الحرب نخضع لمطالب اميركا! وفي هذه الرؤية لا مكان للصمود والمقاومة فكلتا الجهتين الاستسلام!
2 – ان جانباً من حديث السيد بزشكيان بالامس خلال احتفالية يوم الصحفي، كان له اثر من هذه الرؤية، آملين ان يكون من زلات الكلام. فرئيس الجمهورية في اجابته الضمنية لهذه الرؤية بان التفاوض حالياً مع اميركا يعني الاستسلام، قال: "تريد (أي اميركا) الحرب؟ حسناً انها هاجمت...وان أصلحنا الامر تهاجم ثانية...ان هذه الامور ليست بالامور التي نعالجعها بالمشاعر"! واضاف: "وان نذهب للتفاوض لا يعني اننا نريد الاستسلام"! وللاسف لم يبين انه حين تحدد اميركا سلفاً سقف التفاوض "اي نتيجة المفاوضات"، فهل المفاوضات لها مفهوم آخر غير الاستسلام؟!
3 – ان جناب بزشكيان قد ترك هذه الاسئلة كذلك دون اجابة، بان: الف: هل هنالك ولوحالة واحدة لالتزام اميركا بعهودها؟! باء: ألم تصدر اميركا – باقرار صريح من ترامب ونتنياهو – امر الهجوم العسكري للكيان الصهيوني على ايران خلال جولات التفاوض الساحنة؟! وأليست قد هاجمت بشكل مباشر او غير مباشر المراكز النووية لبلدنا بعد ان عجزت وفشلت "اسرائيل"؟! جيم: على ذلك فهل هنالك اقل ارضية لاستئناف المفاوضات مع اميركا؟!
4 – ومن كان يصدق ان ايران الاسلامية لوحدها ليست صمدت امام الهجمات العسكرية الاميركية والاسرائيلية وعشرات الدول من اعضاء حلف الناتو وبعض الدول العميلة في المنطقة وحسب بل اجبرت الخصم المجهز باحدث الاسلحة والمدعوم بعشرات وكالات التجسس والامن على التماس وقف اطلاق النار؟ ان اميركا و"اسرائيل" قد اعترفنا علناً بفشلهما قبال ايران. ولجأت اميركا بعد هذا الفشل الذي اعقبه وقف اطلاق النار لالتماس التفاوض، والغريب ان بعض مسؤولي بلدنا اعتبروا التماس اميركا بانها مطالبة! وخدعوا بالثنائية الموضوعة: التفاوض والحرب!
5 – ان الاخ العزيز جناب بزشكيان ولاجل اسناد رأيه قد اشار الى جانب من الرسالة 53 لامير المؤمنين "ع" في نهج البلاغة، حين يقول: " وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ...." في الوقت الذي كان المتوقع بالنظر لاطلاعه على نهج البلاغة بما يستحق الثناء، ان يشير كذلك الى جانب من رسالة أمير المؤمنين "ع" الى مالك الاشتر، حين قال: "ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه فان العدو ربما قارب ليتغفل فخذ بالحزم وانهم في ذلك حسن الظن ...".
وهنا نسأل الاخ العزيز جناب بزشكيان انه بالنظر لما هومعروف من ماهية اميركا، فما النصيحة التي ينبغي ان نأخذها حالياً من امير المؤمنين "ع"؟!
6 – ومن الجدير قوله ان الشخصية الاسلامية والثورية لجناب بزشكيان اوضح من ان يشوبها لوث، وان مواقفه الحازمة والصريحة ضد اميركا و"اسرائيل" لشاهد على هذا القول. الا ان السيد رئيس الجمهورية يعتمد على رؤية الخبراء بخصوص بعض المسائل، من هنا فالمتوقع ان يمعن في التدقيق في انتخاب مستشاريه.