بزشكيان: على المؤسسات الدولية الكف عن ازدواجية المعايير ووقف جرائم "إسرائيل"
*ايران وباكستان تؤكدان تشكيل تعاون عملي وفعّال بين دول المنطقة لمواجهة الكيان الصهيوني
*لدى طهران واسلام آباد إرادة جادة ومشتركة لتعميق العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات
*التوقيع على عدد من الوثائق المهمة في مجالات التجارة والثقافة والسياحة والنقل والتبادل العلمي والتعليمي
*التاكيد على أمن الحدود بين البلدين مثّل أولوية أساسية للتعاون الثنائي في ظل تهديدات الارهابيين المستمرة
*شهباز شريف: نحيي بسالة القوات المسلحة الايرانية التي دافعت بقوة عن بلادها ووجهت ضربات مؤلمة "لإسرائيل"
طهران-تسنيم:-أكد الرئيس مسعود بزشكيان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، على وجود إرادة جادة ومشتركة بين البلدين لتعميق العلاقات الثنائية وتوسيع نطاق التعاون في مختلف المجالات.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بزشكيان قال، "أؤمن إيماناً راسخاً بأن بإمكاننا، خلال فترة زمنية قصيرة، رفع حجم التبادل التجاري الثنائي من 3 مليارات دولار حالياً إلى الهدف المرسوم وهو 10 مليارات دولار."
وأضاف أن الزيارة الحالية إلى باكستان أسفرت عن نتائج قيمة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، مشيراً إلى توقيع عدد من الوثائق المهمة التي ستسهم في تعزيز التعاون في مجالات التجارة، والثقافة، والسياحة، والنقل، إضافة إلى التبادل العلمي والتعليمي.
وأكد الرئيس بزشكيان، أن ايران تواصل، بعزم جاد، اتصالاتها وحواراتها مع باكستان من أجل تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية الثنائية.
وأوضح بزشكيان أن من أبرز متطلبات العلاقات بين البلدين هو توسيع مسارات الترانزيت البرية والبحرية والسككية، وتطوير الأسواق الحدودية، وتسهيل الحركة التجارية، وإنشاء مناطق حرة اقتصادية مشتركة، مشيراً إلى أن محادثات بنّاءة قد جرت في هذا الخصوص.
وأضاف: "في ظل التهديدات المستمرة من الجماعات الإرهابية، فإن أمن الحدود يمثّل أولوية أساسية للتعاون الثنائي، وقد تم التأكيد على العلاقة الوثيقة بين الأمن والتنمية الاقتصادية في المنطقة."
وأكد رئيس الجمهورية أن إيران وباكستان تتشاركان رؤى متقاربة حيال القضايا الإقليمية والدولية، مشدداً على أن أمن الدول مترابط، ولا يمكن تحقيق تنمية العلاقات إلا في ظل السلام والاستقرار والطمأنينة.
وأوضح بزشكيان، أن من أبرز ما تم التأكيد عليه خلال الاجتماعات هو إدانة الجرائم اللاإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان وسوريا، واستمرار الإبادة الجماعية في غزة والاعتداءات الصارخة في المنطقة، وضرورة الوقف الفوري لها.
وأضاف: "نحن وباكستان نؤمن بضرورة تشكيل تعاون عملي وفعّال بين دول المنطقة، وخاصة الدول الإسلامية، في مواجهة الكيان الصهيوني، وقد ناقشنا مبادرات لتفعيل هذا التعاون."
وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة تؤكد مجدداً الحاجة الملحّة إلى إجماع إقليمي لمواجهة تجاوزات هذا الكيان الخارج عن القانون.
ودعا بزشكيان في ختام تصريحاته المؤسسات الدولية ومجلس الأمن الدولي إلى الكفّ عن ازدواجية المعايير، والاضطلاع بمسؤولياتهم لمنع التعدي على الدول الأعضاء، ووقف توسع رقعة الحروب، ووضع حد لقتل المدنيين الأبرياء.
من جهته، أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في المؤتمر الصحفي، العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية، وقال: "إسرائيل ارتكبت في يونيو الماضي عدواناً غير قانوني على الأراضي الإيرانية، ونحن لا ندين ذلك فقط باسم الحكومة، بل باسم شعب باكستان بأسره."
وتابع: "ندعو بالشفاء العاجل للمصابين في الحرب التي استمرت 12 يوماً، ونحيي بسالة الجيش الإيراني وسائر القوات المسلحة التي دافعت بقوة في وجه الاعتداءات، ووجهت ضربات صاروخية مؤلمة لإسرائيل."
وأكد شهباز شريف على "حق إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي"، مشدداً على أن موقف بلاده ثابت في دعم حقوق إيران المشروعة على هذا الصعيد.
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى أن طهران وإسلام آباد يتشاركان موقفاً موحداً من محاربة الإرهاب، قائلاً: "نرفض تماماً أي شكل من أشكال الإرهاب في إيران، وإذا تعرّض شخص للإرهاب هناك، فكأنما وقع ذلك على أراضينا في باكستان."
وفي السياق دعا الرئيس بزشکیان، إلى إحياء الاتفاقيات الثلاثية بين إيران وباكستان وتركيا في مجالات التجارة والاقتصاد.
وخلال لقائه امس الاحد في اسلام اباد، رئيس الوزراء، وزير الخارجية الباكستاني "محمد إسحاقدار"، أشاد الرئيس بزشکیان بموقف الحكومة الباكستانية الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الحرب العدواني الأخيرة للکیان الصهيوني، وقال : في هذه الأزمة، أصبح من الواضح أن تضامن باكستان مع الشعب الإيراني تجاوز المجاملات الدبلوماسية وكشف عن عمق الأخوة بين البلدين.
واعتبر تعزيز العلاقات الاقتصادية والعلمية والثقافية بين الدول الإسلامية ضرورة ملحة، وقال : لو استطاعت الأمة الإسلامية ان تحقق التماسك والوحدة الحقيقية فلن يملك الکیان الصهيوني الشجاعة على غزوها.
كما استذكر الرئيس بزشکیان، توقیع الاتفاقيات الثلاثية بين إيران وباكستان وتركيا في مجالات التجارة والاقتصاد؛ مؤكدا : رغم أهميتها الستراتيجية إلا أن هذه الاتفاقيات لم يتم تنفيذها، وداعيا الى "إحيائها بنهج جديد".
بدوره، قال وزير الخارجية الباكستاني : لقد حان الوقت المناسب لبلوغ مستوى جديد في العلاقات بين اسلام اباد وطهران؛ مبينا ان "هناك العديد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الثنائية التي اصبحت جاهزة للتوقيع".
وفي إشارة إلى موقف إسلام آباد خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن العدوان الإسرائیلي علی إیران، قال إسحاقدار : لقد كانت المشاركة الفعالة في هذه الاجتماعات، بهدف الدفاع عن مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد تم الابداء عن مواقف واضحة في هذا الخصوص.