منطوق القيادة الاسلامية تفهمه الامة
بالرغم من دسائس الاعداء لتحريف الانبعاثة الاسلامية الجديدة الا ان هذا التيار يواصل طريقه في عالم يحفل بالتحديات وصعوبة تشخيص الحق من الباطل لكثرة الادوات الدعائية الحديثة ولا ينجو الا الانسان اليقظ المواكب للصحوة الاسلامية التي ظهرت اليوم في ثوب حركات المقاومة.
فكلما استخدمت القوى الكبرى الاساليب الحيوانية والوحشية لقمع العواطف الانسانية فان المجال يتفتح اكثر للتعرف على نور الاسلام ويزداد تعطش البشرية له. فتأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من النعم الالهية على الشعب الايراني وعلى كافة المستضعفين في العالم، وبعد ان كان العالم اسيراً في قبضة الامواج المادية انبعثت القيم المعنوية الجديدة في كل مكان من العالم وهذا ما تعجز القوى المادية من مواجهته، لذا وقف الاستكبار بأخبث وجوهه واقذرها امام الشعوب لنحرها على صخرة المطامع. فبدأوا بإتهام الجمهورية الاسلامية بالنزعة التوسعية واثارة الحروب وتصدير الفوضى، وعمدوا لنصب جدران عازلة من الاكاذيب والتهم بين ايران الاسلامية الشامخة وبين سائر البلدان الاسلامية خوفاً من تكرار التجربة الايرانية، من هنا سارعت المحافل العالمية التابعة للصهيونية واصحاب الشركات الرأسمالية الجشعة، وقرروا ان يمحوا شعباً من الارض ويزيلوا من الخارطة الجغرافية، في حين ان شعباً كالشعب الفلسطيني بما لديه من تاريخ مشرف وحضارة اسلامية ومواهب متألقة لحري ان يكون سبباً لتكاتف الامة وكشف مؤامرات اعداء الاسلام على رأسها اميركا التي هي الشر والشيطان المتجسد كما نجد القرأن يشير في آيات لذلك "ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا" سورة فاطر / 6، وفي سورة الوخرف / 62 "ولا يصدنكم الشيطان انه لكم عدو مبين".
وخلال تجربة الحرب الـ12 يوماً الاخيرة شهدنا كيف ان العدوان الصهيوني الاميركي الذي كان عازماً على ضرب النظام الاسلامي بذريعة المنشآت النووية، وفشل في جميع مساعيه، تغيرت المعادلة في الداخل الايراني اذ تبلورت اعلى مستويات الوحدة الوطنية وتوكدت الروابط بين الامة والنظام، فوقف الشعب صفاً واحداً مع الوطن في وجه كل القوى الاستبدادبة واثبتوا "حكومةً وشعباً" ان الوطن رمز الرحمة والتعاطف والتسامح وفي نفس الوقت هو رمز الصمود بوجه الاعداء.
وبالامس الاول ولمناسبة اربعينية شهادة القادة العسكريين والعلماء النوويين وبعض من ابناء الوطن الاسلامي على يد الكيان الصهيوني اصدر سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي بياناً جاء فيه: "ان الحركة العسكرية والعلمية في البلاد تسير بتعجيل يفوق ما كان عليه في الماضي...ينبغي ان لا نغفل عن الوظيفة التي على عاتقنا، بان نحفظ الاتحاد الوطني وعزة البلاد وهداية القلوب معنوياً".
اذ بالرغم من ان الطبقة الاولى من القيادة في القوات المسلحة استشهدت في بداية العدوان الا توجيه قائد الثورة والقائد العام للقوات المسلحة إعادة تنظيم القوات سريعاً والدخول مباشرة في المعركة، وتمكنت القوة الصاروخية من استهداف الاراضي المحتلة من الشمال الى الجنوب حيث دُمرت جميع طبقات دفاع العدو مع ان الغرب لاسيما الترويكا الاوروبية وعلى رأسه اميركا قد جند كل الامكانات لدعم الكيان الصهيوني، والذي يشكل انتهاكاً للقرار 2231 وتعدياً على موضوعه الرئيسي وهو التأكيد على الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني بما في ذلك التخصيب.
وما زال الكيان الصهيوني باعتباره اكبر عدو للاتفاق النووي والمحرض الاساس على انسحاب اميركا من هذا الاتفاق، يفرض شروطه على اوروبا ويعقد الملف اكثر، لاسيما أليات الاتفاق بما فيها "آلية الزناد"، ولابد من اخراج الملف النووي الايراني من جدول اعمال مجلس الامن في الموعد المحدد.