بزشكيان: القيادة الاستثنائية للقائد سدت الفراغ القيادي بسرعة
طهران-تسنيم:-أكد الرئيس مسعود بزشكيان، أن التنمية المستدامة مرهونة بتوازن وتناغم التنمية في جميع أنحاء المنطقة.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن بزشكيان قال في اجتماع المحافظين العامّين صباح اليوم الإثنين، إنّ "أزمة المياه في طهران بلغت مرحلة مقلقة، وبدون التنسيق مع الشعب، لا يمكن تجاوز هذه الأزمة"، مؤكداً أن "المسؤولية عن هذا الوضع لا تقع على عاتق الطبيعة أو الآخرين، بل نتيجة قرارات خاطئة اتخذناها في الماضي، واليوم علينا السير في طريق الإصلاح بعقلانية ومسؤولية".
وفي مستهل حديثه، قدّم رئيس الجمهورية التحية لأرواح شهداء الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، وشكر الشعب على صبره وصموده، مؤكداً أن "التلاحم الشعبي أسقط مخططات العدو"، كما أشاد بالقيادة الاستثنائية لقائد الثورة في تلك الفترة، والتي استطاعت أن تسد الفراغ القيادي بسرعة وتدير المعركة بكفاءة، ما يدل على أن النظام في إيران لا يعاني من فراغ أو ضعف في القيادة كما يظن البعض.
وأكد بزشكيان على أن تطوير الأحياء ومشاركة المجتمع المحلي يجب أن تتم من خلال جلسات ورش عمل، تتيح تبادل الأفكار والخبرات بشكل عملي، وأضاف: "كلّ محافظ هو بمثابة رئيس جمهورية لمحافظته، ويجب أن يتحلى بالوعي وسرعة التحليل والتصرف، فلو اعتمدنا فقط على التسلسل الهرمي لما بلغنا هذه القدرة في اتخاذ القرار".
وأشار إلى أن العدالة الحقيقية تعني التعامل مع الجميع بغض النظر عن العرق والدين والانتماء، داعياً إلى اعتماد الكفاءة كمعيار أساسي في توزيع المناصب، ومؤكداً أن "من برزوا خلال الحرب الأخيرة كانوا ممن لم يتوقع أحد منهم هذا الأداء المتميز".
أشار رئيس الجمهورية إلى أزمة نقص المياه الحادّة في طهران، وقال: "تُظهر التقييمات الدقيقة أن مواردنا المائية أوشكت على النفاد، وأن إدارة هذه الموارد كانت خاطئة حتى الآن"، مضيفاً أن معالجة هذه الأزمة تتطلب "إدارة علمية ورؤية مستقبلية، مع مشاركة فعالة من الحكومة والمواطنين".
كما أكّد أن التنمية الحقيقية لن تتحقّق إلا من خلال تنمية متوازنة وشاملة لجميع مناطق إيران، مشيراً إلى أن شعاره منذ البداية كان "من أجل إيران"، وأن على جميع أبناء الوطن، بغض النظر عن العرق أو المذهب أو الجنس، أن يكونوا شركاء في التنمية. وأضاف أن هذا الانسجام يجب أن يمتد أيضاً إلى دول الجوار والمنطقة، لأن "التنمية المستدامة لا تتحقق إلا من خلال توازن وتناغم في جميع أنحاء المنطقة".
وأكد بزشكيان على أهمية دور المساجد، ومؤسسات المجتمع المدني، والهيئات الشعبية في إدارة البلاد، وقال: "لدينا أكثر من 80 ألف مسجد في البلاد، أي بمعدل مؤسسة دينية وثقافية لكل ألف نسمة، ويمكن توظيفها في تعزيز الحوكمة الشعبية"، كما شدد على ضرورة تقليص البيروقراطية الإدارية، قائلاً: "بعض التراخيص التي يمكن إصدارها خلال نصف ساعة، تستغرق ستة أشهر، بسبب غياب التنسيق المؤسسي".
وأشار إلى أهمية إشراك النساء في جميع المستويات الإدارية والاجتماعية، ومنحهن المساحة الكافية لإظهار قدراتهن.
ناقش الاجتماع أيضاً فعالية تفويض الصلاحيات إلى المحافظين، لا سيما خلال الحرب الأخيرة، حيث أكد المحافظون أن هذا الإجراء ساعدهم على الاستجابة السريعة واتخاذ قرارات فعالة. وأكّد رئيس الجمهورية بدوره ضرورة استمرار هذا النهج، مشيراً إلى أن "تفويض السلطة خطوة صحيحة، وقد تواجه عقبات، لكن يمكن تجاوزها بالتنسيق والتعاون بين السلطات".
وفي سياق متصل، تحدث وزير الداخلية، إسكندر مؤمني، عن محاور الجلسة، مركّزاً على "الحيّ المحوري" كاستراتيجية لإدارة ما بعد الحرب، وداعياً إلى استخدام القدرات المحلية من خلال المساجد والمنظمات المجتمعية. كما تناول موضوع تنظيم أوضاع المهاجرين، مؤكداً أن إيران ليست ضد الهجرة، لكنها تتعامل معها ضمن أطر قانونية وتنظيمية.
في نهاية الجلسة، شدد رئيس الجمهورية على أن "مفتاح النجاح في تجاوز التحديات هو إشراك المجتمع في صنع القرار"، ودعا الجميع إلى "الإيمان بقدرة الناس، والاستفادة من هذا الرأسمال الاجتماعي الكبير في البلاد".