ليسوا بشراً فضلاً عن الاسلام!
حسين شريعتمداري
1 – "...يكفكف دموعه بكم ثوبه...فطفله الصغير يلفظ انفاسه الاخيرة و... عويل الام ينبئ عن موت الطفل ... الشاب الذي يقف على قدميه بصعوبة يحتضن طفله ويبعده عن انظار امه...الا ان الشاب لم تسعفه قواه فسقط هو الآخر على الارض بسبب الجوع"...
"لا احد بقي لي... ولم أأكل لخمسة أيام. لا يمكنني ان امشي، ففي كل خطوة اجلس هنيئة... فانا جائع ...اعتبروا ما تقدموه من طعام ديناً في اعناقنا...." كلمات إمرأة متوسطة العمر تخرجها بصعوبة من فمها ....!
"هنا في غزة، لا يقدر مبلغ الجوع بمعدل درجات الطاقة، وانما يقدر بعدد الاطفال الذين يرقدون ليلهم بأمعاء خاوية ثم لا يستيقطون ... وبعدد الامهات اللواتي يقسمن فتات الخبز على مائدة الطعام....".
"لا وجود للطابور ... وانما تجمهر حشد من الناس الجوعى للحصول على قطعة خبز... والخبز فقط ... وعجوز دون ان يستمهلهم الاجل ليتأوه يلفظ انفاسه واقفاً...".
"في غزة، يولد الاطفال بلا حليب... انهم يتغذون على الماء الدافئ...وبعد دقائق يرحلون من هذه الدنيا". "في غزة، العوائل قوتها اليومي وجبة طعام واحدة...انه شيء من العدس المطبوخ اوالخبز اليابس...".
"ليس الجوع في غزة مشكلة صحية، وانما هو آلة حرب تستعملها الصهاينة في صمت مطبق للمحافل الدولية، لقتل عام لشعب غزة المظلوم".
"يقرب من الف شخص من سكان غزة نالوا الشهادة بمخطط الصهاينة الخبيث وهم في طابور الحصول على الطعام"... وللقصة الحزينة حديث لا ينتهي!
2 – ان هذه الكارثة المهولة التي لا مثيل في تاريخ البشرية ولم تشهده عن من قبل، ترتكب امام اعين ملياري مسلم وبمرأى قادة عشرات الدول الاسلامية. فلا نتوقع حلاً من المحافل الدولية ومنظمات حقوق الانسان ليمدوا يداً من كم العزيمة والانسانية والنخوة ويفعلوا شيئاً لانقاذ شعب غزة المظلوم! فهم يشاركون في ارتكاب هذه الجرائم.
الا انه ما الذي اصاب قادة الدول الاسلامية، اذ يتفرجون دون انحياز على هذه المشاهد المروعة المعادية للانسانية؟! فاي حكومة "وليس شعب" سوى نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المقدس ودولة اليمن الاسلامية الثورية، التي تواجه جرائم الصهاينة، نعم اي حكومة من الدول الاسلامية يمكن فرزها لا تماهي النظام الصهيوني المتوحش قاتل الاطفال واميركا مصاصة الدماء والداعمة لكيان الاحتلال؟! بلاشك يمكن القول ان زعماء ورجال حكومات هذه الدول ليسوا غير مسلمين وحسب بل انعدمت مشاعر الانسانية من وجودهم فاقدة الغيرة.