نواب الشعب: أميركا استخدمت التفاوض أداة للخداع وتغطية العدوان العسكري
*توجيهات قائد الثورة هي المرجع الأسمى في الاستراتيجيات الوطنية يجب أن تكون محور الوحدة الوطنية
*هزيمة العدو في هذه المرحلة كان وعي الشعب ووحدته القصوى وحضوره الفعال في الوقت المناسب
طهران-تسنيم:-أصدر نواب مجلس الشورى الإسلامي بيانًا حول الحرب التي استمرت 12 يومًا وموضوع التفاوض جاء فيه: "عندما جعلت أمريكا التفاوض أداة لخداع إيران وتغطية الهجوم العسكري للكيان الصهيوني، لم يعد بالإمكان التفاوض كما في السابق؛ يجب وضع شروط مسبقة."
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن أحمد نادري، عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى، أوضح في جلسة امس الاربعاء أن البيان يعبر عن موقف النواب تجاه الدفاع المقدس في مواجهة أمريكا، وجاء نص البيان كما يلي:
"إن ينصركم الله فلا غالب لكم.
نشكر الله تعالى على أن الشعب الإيراني البطل قد اجتاز مرة أخرى اختبارًا جديدًا، وهذه المرة في معركة شاملة ضد جبهة الباطل والكفر وأعدائها المتوهمين. وكان فشل العدو في تحقيق أهدافه الاستراتيجية بفضل نعمة الوحدة الوطنية والمحافظة على إيران العزيزة تحت قيادة الولي الفقيه.
وبمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وشهداء الدفاع المقدس، نرى من الضروري الإشارة إلى النقاط التالية:
1- نشكر الله تعالى على التدخل الإلهي ونعمة قيادة الولي الفقيه الحكيمة التي قادت القوات المسلحة في مواجهة العدوان منذ بدايته، مع اتخاذ تدابير دقيقة لتعويض النواقص واستبدال القادة، مما فرض التفوق العملياتي والتكتيكي على العدو الصهيوني والقوات الإرهابية الأمريكية في المنطقة.
2-أهم أسباب هزيمة العدو في هذه المرحلة كان وعي الشعب، وحدته القصوى، وحضوره الفعال في الوقت المناسب، خلافًا لتوقعات العدو. لم يتعاون الشعب مع العدو ولا وقف متفرجًا، بل شارك بفعالية رغم المخاطر، ونادى بشعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" و"روحي فداء إيران"، ودعم وصية الإمام الخميني وولاية الفقيه.
3-المسؤول الرئيسي عن العدوان الظالم ودماء أبناء إيران هو بالتأكيد الحكومة الإرهابية الأمريكية، التي بالتعاون مع حكومات أوروبية مدعية لحقوق الإنسان كلفت الكيان الصهيوني بارتكاب هذه الجريمة الكبيرة بهدف تفكيك إيران وإسقاط النظام الإسلامي. هذا الهدف تم سعيه من القوى الاستعمارية خلال مئة عام، والجمهورية الإسلامية كانت حصنًا منيعًا خلال الخمسين عامًا الماضية.
4-الحكومة الأمريكية المتجاوزة، وبالأخص رئيسها القاتل، خدعت العالم عندما زعمت السعي للتفاوض والدبلوماسية، لكنها منسقة مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني طوال الـ12 يومًا، وقدمت كل الدعم الاستخباراتي والتسليحي والعملي، وحتى الهجوم الرمزي على المنشآت النووية، وتحملت المسؤولية عن ذلك.
5- عداء أمريكا للشعب الإيراني ليس جديدًا، ونحن لا نريد إحداث مشاكل لأنفسنا، بل الحقيقة أن أمريكا عدو لا يحتاج للتحفيز. لقد كانت تسيطر على إيران قبل الثورة الإسلامية، ولا تزال تحاول فرض سيطرتها من جديد، فلا نتوقع منها أي لطف. شعار "الموت لأمريكا" ليس موجهًا للشعب الأمريكي بل لرموز الاستكبار والظلم في أمريكا. هذا الشعار اليوم ليس حكرًا على إيران، بل يردده الكثيرون بسبب سياسة أمريكا الظالمة والمسلحة والمتسلطة.
6- يثمن مجلس الشورى جهود الحكومة وخصوصًا الرئيس، وتضحيات القوات المسلحة، ويعلن استعداده لمواصلة العمل التشريعي من أجل مواجهة جرائم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الإرهابيتين، ويسعى للتعاون مع برلمانات العالم لإدانة هذه الجرائم خاصة في غزة ولبنان واليمن، والجرائم ضد إيران خاصة المؤامرات ضد القادة.
7- يعتبر المجلس تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ضمان الأمن الكامل ردًا منطقيًا وقويًا على الاعتداءات غير القانونية على مراكز و علماء إيران النوويين، وأنه لن يتم تسليم أي معلومات إلى جواسيس أو معتدين حتى الاطمئنان التام بعدم تكرار الاعتداء.
8- في الحرب الشاملة، القوة ليست فقط عسكرية، بل تشمل الاقتصاد، العلم، الثقافة، السياسة، والدبلوماسية. المجال الدبلوماسي هو ساحة القتال، وحيث أن أمريكا استغلت التفاوض لخداع إيران وتغطية هجوم الكيان الصهيوني، فلا بد من وضع شروط مسبقة ولا يمكن التفاوض حتى تتحقق هذه الشروط.
9- يؤكد المجلس إيمانه العميق بأن توجيهات قائد الثورة هي المرجع الأسمى في الاستراتيجيات الوطنية، ويجب أن تكون محور الوحدة الوطنية، وأي خروج عن هذه الإطار يعد خدمة للعدو وضد المصلحة الوطنية، والله ولي التوفيق."