kayhan.ir

رمز الخبر: 209418
تأريخ النشر : 2025July12 - 20:24
خلال اجتماعه مع سفراء أجانب..

عراقجي: أميركا خانت الدبلوماسية والوكالة الدولية مهدت الطريق للعدوان الصهيوني

 

 

 

 

 

* التخصيب وقدراتنا العسكرية لن تكونا محل تفاوض أبدا ولسنا في عجلة للدخول في مفاوضات غير مدروسة

 

*يجب احترام حقوق الشعب الإيراني خاصة حق التخصيب فهو ثمرة جهود وتضحيات العلماء الإيرانيين

 

* تعاون إيران مع الوكالة الدولية سيتم عبر المجلس الأعلى للأمن القومي وحده وسيُراجع هذا المجلس أيضا طلبات الوكالة

 

*تفعيل "آلية الزناد" يعني نهاية دور أوروبا في الملف النووي ولايمكن استخدامها في الضغط على ايران

 

طهران-العالم:- قال وزير الخارجية عباس عراقجي في اجتماع مع سفراء أجانب ودوليين ان ايران طرف في معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) وستلتزم بأحكامها، ولكن نظرا للظروف الجديدة والتطورات الأخيرة، فإن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيتخذ شكلا جديدا.

وفيما اشار الى ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تزال ملتزمة باتفاقية الضمانات المبرمة بينها والوكالة الدولية للطاقة الذرية قال عراقجي: لم يتوقف تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن نظرا للظروف الجديدة والتطورات الأخيرة، سيتخذ هذا التعاون شكلا جديدا؛ وهو أمر طبيعي ومتوقع تماما.

وتابع رئيس السلك الدبلوماسي قائلا : وفقا لقانون مجلس الشورى الإسلامي، من الآن فصاعدا، سيُدار ويُوجه جميع تعاون إيران مع الوكالة من خلال المجلس الأعلى للأمن القومي وحده، وسيُراجع هذا المجلس أيضا طلبات الوكالة لمواصلة المراقبة في إيران، وسيبت فيها كل حالة على حدة. وسيتم إجراء هذه المراجعات مع مراعاة كاملة لاعتبارات السلامة والأمن.

وتابع : هناك حقيقة، وهي أن المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرضت لهجوم عسكري والتواجد والأنشطة بالقرب من هذه المراكز باتت الآن مرتبطة بمخاطر جسيمة .

واعرب عن استيائه حيال اداء الوكالة الدولية وقال : لسنا راضين عن أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لقد أصبح التقرير الذي أعدته هذه الوكالة أساسا لإصدار قرار سياسي بحت في مجلس المحافظين؛ وأصبح القرار والتقرير المذكوران ذريعة لشن هجمات عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية.

ولفت الى أن ايران ولأكثر من عشرين عامًا، تسعى جاهدة لإثبات الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي للدول التي تُعرب عن قلقها واضاف: خلال هذه الفترة، استخدمنا جميع السبل والأدوات لإثبات أن البرنامج النووي الإيراني، وفقا لفتوى قائد الثورة الاسلامية، سلمي بحت وسيبقى كذلك.

وأوضح قائلا: لا نعتبر الأسلحة النووية غير إنسانية فحسب، بل مخالفة للتعاليم الإسلامية، وقد تم ايضاح هذا الموقف بشكل صريح في فتوى قائد الثورة الاسلامية .

واضاف: لو كانت لدينا أي نية للتحرك نحو الأسلحة النووية لكنا فعلنا ذلك من قبل، أو ربما كان لدينا أفضل ذريعة الآن.

وعن المفاوضت مع امريكا بشأن الملف النووي الايراني قال عراقجي : لطالما أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية استعدادها للمحادثات بشأن البرنامج النووي، وستكون مستعدة للتفاوض مستقبلاً. ومع ذلك، من الطبيعي، قبل بدء أي مفاوضات جديدة، يجب التأكد من أن عملية التفاوض لن تؤدي إلى توتر أو صراع مجددا.

واضاف : يعلم الجميع أنه بينما كانت إيران على طريق المفاوضات، هاجمها الكيان الصهيوني بالتنسيق مع الولايات المتحدة. برأينا، هذا التنسيق حاسم، وكان دور الولايات المتحدة في هذه الهجمات واضحا منذ البداية. بعد ذلك، تدخلت نفسها بشكل مباشر.

وتابع وزير الخارجية قائلا: في الواقع، بمشاركتها في هذه الهجمات، خانت الولايات المتحدة طاولة المفاوضات ومبدأ الدبلوماسية. ولذلك، إذا أرادت امريكا والدول الأخرى استئناف المفاوضات، فعليها أولاً ضمان أن هذه العملية لن تؤدي إلى أعمال عدائية مرة أخرى.

وفي جانب اخر من تصريحاته اشار عراقجي الى انه لضمان سلمية البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا تزال هناك إمكانية للتوصل إلى حلول تفاوضية؛ كما أُتيحت هذه الإمكانية في الماضي وتحققت مرة واحدة وقال : في عام 2015، تم التوصل إلى اتفاق بين إيران ودول مجموعة 5+1، التي تضم الولايات المتحدة، وثلاث دول أوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا)، وروسيا، والصين. وبناء على ذلك الاتفاق، اقتنعت الأطراف المتفاوضة بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي وسيبقى كذلك، وكان هذا الإنجاز ثمرة الدبلوماسية.

واضاف: إلا أن الولايات المتحدة تخلت عن الدبلوماسية بانسحابها الأحادي من هذا الاتفاق، ونتيجة هذا الإجراء ما نشهده اليوم؛ انعدام الثقة، وتصاعد التوترات، وإضعاف مسارات الحوار.

واكد بالقول: تظل إيران مستعدة لاستخدام الدبلوماسية لتوفير الضمانات اللازمة فيما يتصل بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، ولكن قبل ذلك يتعين على الأطراف المعارضة أن تتأكد من أنها تريد الدبلوماسية حقا وأنها لا تستخدمها كغطاء لأهداف أخرى.

ورأى وزير الخارجية أنه في أي حل تفاوضي، يجب احترام حقوق الشعب الإيراني في المجال النووي، وخاصة حق التخصيب وشدد بالقول: لن يُقبل أي اتفاق دون الاعتراف بحق إيران في التخصيب، التخصيب إنجاز علمي عظيم وقيّم، وهو ثمرة جهود وتضحيات العلماء الإيرانيين، وستدافع عنه إيران بكل قوة.

وتابع: لقد بُذلت جهود حثيثة للحفاظ على هذا الإنجاز، وحتى في الآونة الأخيرة، فُرضت حرب على إيران دفاعا عنه.

وقال عراقجي : إذا عُقدت مفاوضات في المستقبل، فإن القضية الوحيدة ستكون البرنامج النووي وضمان سلميته في ظل رفع الحظر. ولن تُدرج أي قضايا أخرى، وخاصة القضايا الدفاعية والعسكرية، على جدول أعمال المفاوضات.

واضاف: ستحافظ إيران على قدراتها العسكرية والدفاعية مهما كانت الظروف. هذه القدرات مخصصة للدفاع عن الشعب الإيراني، وقد أثبتت فعاليتها وقوتها في الحرب الأخيرة. هذه القدرات لن تكون موضع تفاوض أبدا.

وفي مستهل كلامه أعرب وزير الخارجية عن شكره لجميع الدول التي أدانت العدوان السافر على ايران، وخاصةً الهجوم على المنشآت النووية.

كما شكر الدول التي أعربت عن تضامنها مع الشعب الإيراني معربا عن أسفه من أن بعض الدول لم تُبدِ استعدادا لإدانة هذا العدوان السافر، ولم تستنكر هذا الانتهاك الواضح للقانون الدولي.

وفيما يتعلق بموعد المفاوضات، وما إذا كانت ستُعقد في المستقبل القريب أم البعيد، قال وزير الخارجية: ندرس زمانها ومكانها وشكلها والترتيبات والضمانات اللازمة لها. لسنا في عجلة من أمرنا للدخول في مفاوضات غير مدروسة، وبالطبع لن نفوت أي فرصة لضمان أهداف الشعب الإيراني ومصالحه. نحن ندرس الوضع بعناية وندرس جميع الجوانب، وفي أي وقت ومكان عندما تُؤمَّن مصالح الشعب الإيراني، سنفعل ما يتعين علينا فعله في ذلك الوقت".

واضاف: أبواب الدبلوماسية لا تُغلق أبدا. في أي ظرف، هناك إمكانية لتطبيق الدبلوماسية وتحقيق الأهداف من خلالها. بالطبع، نفعل ذلك بتركيز وثقة كاملين. لقد خضنا حربا بطولية بمقاومة ممتازة، ولا شك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني انتصرا في هذه الحرب. من الطبيعي أن من ينتصر ويرفع رايته عاليا لا يخاف من التفاوض، وأفضل وقت للتفاوض هو عندما تتغلب بنجاح على هجوم عسكري.

واشار وزير الخارجية الى ان حوالى 120 دولة أدانت العدوان الصهيوامريكي على ايران في حين لم يُبدِ مجلس المحافظين استعدادا لإدانة هذه الاعتداءات وقال : في هذه الهجمات، تضررت المنشآت النووية الإيرانية، لكنّها ألحقت ضررا أكبر بمعاهدة حظر الانتشار النووي والقانون الدولي.

وعن التلويح بتفعيل آلية الزناد قال وزير الخارجية ، ان تفعيل آلية الزناد يعني نهاية دور اوروبا في الملف الايراني مشددا بالقول: الخطأ الكبير للدول الأوروبية الثلاث هو اعتقادها أنها تستطيع الضغط على إيران من خلال التلويح بتفعيل آلية الزناد.