kayhan.ir

رمز الخبر: 209291
تأريخ النشر : 2025July09 - 20:41
المقاومة باقية وصامدة..

الشيخ قاسم: حزب الله انتصر بالعزيمة ومنع جيش الاحتلال من التقدّم

 

 

 

 

 

*الدعم الإيراني العسكري والمالي والسياسي والإعلامي والاستخباراتي لن يتوقّف عن فلسطين

 

*حزب الله مشروع وعقيدة وخطّ ولديه امتداد شعبي وسلاحه سبب بقاء لبنان قويًا

 

*الأميركي مشروعه أنْ يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالحرب

 

*الساحة في لبنان ستشهد حراكًا سياسيًا واسعًا وشاملًا لحزب الله مع كل الأطراف

 

*نحن على استعداد لإقامة علاقات مع كل دول العالم باستثناء اميركا والكيان الصهيوني

 

بيروت- وكالات:- أكّد الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، أنّ "معركة الإسناد هي نتاج طبيعي لمعركة طوفان الأقصى"، معلنًا أنّ "لبنان سيلمس حراكًا سياسيًا واسعًا وشاملًا لحزب الله مع كل الأطراف".

وأضاف الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة مع قناة "الميادين" ، ونشرت يوم الثلاثاء ، أنّ "أول فكرة بادر بها السيد نصر الله هو إعطاء الأمر في اليوم التالي لطوفان الأقصى بالقصف على مزارع شبعا باعتبارها أرضًا محتلة".

وقال: "أخذنا قرار المساندة وليس الحرب الشاملة، لأنّ الحرب الشاملة يجب أنْ يكون لديها استعدادات متوافرة، وقرّرنا قراءة التطوّرات وعلى أساسها نحسم الخيار. ترشح لدينا بأنْ نخوض حرب مساندة لأنّها تحقّق الأهداف المطلوبة".

وتابع قوله: "أهدافنا كانت جلب قوات كبيرة للعدو إلى الشمال وإيقاع قتلى فيهم وتهجير سكان الشمال وإيقاع خسائر في الشمال. لم يكن هناك أيّ تنسيق مسبق في بداية معركة طوفان الأقصى، واقتنعنا بأنّ المساندة تحقّق الأهداف".

وأشار الشيخ قاسم إلى أنّه "بعد مرور شهرين من المساندة قالت لنا حماس بوضوح أنّها مقتنعة بأنّ المساندة كافية وتؤدّي الغرض المطلوب"، مضيفًا: "في الوقت الذي لدينا قناعة بتحرير القدس لكنْ كنّا نراعي خصوصية لبنان في عين الاعتبار".

ولفت الانتباه إلى أنّ "المساندة أخذت بعين الاعتبار كيف نخدم غزة وكيف لا نضرّ بلبنان، والسيد نصر الله قال بأنّنا لا نريد حربًا في لبنان"، مبيّنًا أنّ "سماحة السيد نصر الله كان يطرح جميع القضايا داخل شورى حزب الله وقرار المساندة كان قرارًا بالإجماع، وكل قرارات حزب الله الأساس كانت بالإجماع".

وكشف الأمين العام لحزب الله عن أنّ "الدعم الإيراني العسكري والمالي والسياسي والإعلامي والاستخباراتي لم يتوقّف لدعم فلسطين".

وإذ ذكَّر بأنّ "فكرة وحدة الساحات نشأت قبل معركة طوفان الأقصى بسنتَين ولكنّها لم تترجم بشكل تنظيميّ معيّن"، أشار إلى أنّه "حينما جاءت معركة طوفان الأقصى كان لا بد من التنسيق"، ملاحظًا أنّ "كل ساحة قدّمت بالمواجهة بحسب تقديراتها وظروفها".

وتطرّق إلى تفجيرات "البيجر"، فقال: "شكّلنا لجنة تحقيق مركزية وما زالت تعمل إلى الآن"، كاشفًا عن أنّ الموضوع بدأ من ثغرة كبيرة في عملية الشراء، وتبيّن أنّ الشركات التي كانت تتابع هذه العملية مكشوفة لدى "الإسرائيليين"".

وأردف قوله: "لدينا فحص لـ"البيجر" وتمّ بالأدوات المتوافرة، لكنْ تبيّن أنّ نوع المتفجّرات استثنائي ولا يتم اكتشافه بالطرق المعتمدة. لم نكن نعلم أنّ سلسلة الشراء مكشوفة ولم نستطع بالوسائل التي لدينا اكتشاف التفجير". 

واعتبر أنّ "عملية "البيجر" كانت ضربة كبيرة جدًا، والسيد نصر الله في آخر اجتماعاتنا كان غاضبًا جدًّا، فالأمر كان غريبًا ومفاجئًا، وكان هناك شعور بوجود خلل معيّن". وقال الشيخ قاسم: "كانت تصلنا معلومات بوجود تنصّت ولكن لم يصلنا بأنّ التنصّت كان بشكل شبه كامل"."

وواصل قوله: "أخذنا بعض الاحتياطات لكنْ ما كان يعلمه "الإسرائيلي" أكبر والعمالة البشرية محدودة جدًّا أمام حجم التنصّت، وحتى الآن لم نصل إلى وجود خرق بشريّ واسع. حين تنتهي التحقيقات سأتحدّث للرأي العام وما يمكن قوله الآن إنّ ما حصل عبر التنصّت والطيران المُسيَّر كان المقتل الأساس بالنسبة إلينا".

كما كشف عن أنّه "كانت هناك دفعة من "البيجر" المفخّخة في تركيا، وحصل تواصل عبر (رئيس الحكومة السابق نجيب) ميقاتي مع (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان حول الأمر". 

وذكَر الشيخ قاسم أنّه "بحسب النظرية "الإسرائيلية" كان من المفترض أنْ ينتهي حزب الله بسبب ما تعرّض له"، مستدركًا بقوله: "استمرار حزب الله معناه بأنّ الطاقة الكامنة داخل الحزب والعقيدة والإيمان والصلابة جعلت الحزب يقف مجدّدًا".

وأضاف: "قُلتُ في التشييع أنّنا أمام مرحلة جديدة لكنّنا ثابتون"، متسائلًا: "هل يتوقّع أحد أنْ تنهزم هذه المقاومة؟"، مشدّدًا على أنّ "حزب الله انتصر بالاستمرارية ومنع "إسرائيل" من التقدّم وانتصر بمنع الفتنة وعدم إنهاء الحزب"، مطمئنًا الناس بأنّ "المقاومة باقية وصامدة".

ونبّه إلى أنّ "الأميركي مشروعه أنْ يأخذ بالسياسة ما لم يأخذه بالحرب، ونحن لا يمكننا البقاء صابرين وهناك حدود في النهاية"، قائلًا: "حين يكون لدينا قرار المواجهة فلدينا خيار النصر أو خيار الشهادة".

وحيّا الأمين العام لحزب الله رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ملاحظًا أنّه "بعد قصف الضاحية كان أركان الدولة والمقاومة في موقف واحد".

وتحدث الشيخ قاسم عن استشهاد سيد شهداء الأمة، فقال إنّه "لم يكن مفاجئًا للعالم كلّه فقط بل لنا أيضًا. كنت أتصوّر أنْ نموت كلنا ويبقى سماحة السيد نصر الله بمعطيات العمر والشجاعة والقوة والتسديد الإلهي". وأضاف: "لا نعرف الأجل متى يأتي لكنْ ما كنا نتوقّع أنْ يُستَشهد سماحة السيد في هذا الوقت"، معتبرًا أنّه "ربما من حق السيد حسن نصر الله أنْ يرتاح ويرتقي إلى المكان الأعلى".

وتابع قائلًا: "لا نبكي لأنّه غادر فهو رسم هذا الخط المستمر وإنّما نبكي لأنّه لا يُعوَّض بما كان لديه من إمكانات وقدرات وموقف وزخم. لا يوجد لدينا شهادة تُوقِف مَسِيرة بل لدينا شهادة تغذّي مَسِيرة".

وكشف عن أنّ إطلالته في 30 أيلول/سبتمبر 2024، بعد ثلاثة أيام من استشهاد السيد نصر الله، "كانت ضرورية وجاءت بمبادرة منّي وبتنسيق مع السيد هاشم صفي الدين". وأوضح: "تحدّثتُ يومها إلى السيد هاشم صفي الدين وقلت له: أنا أفكّر في أنّه يجب أنْ أخرج لنتحدّث إلى الناس لأنّ وضعهم صعب جدًا فأيّد الخطوة".

وقال الشيخ قاسم: "أَدرتُ المعركة العسكرية بناءً على تجربتي كعضو شورى ونائب للأمين العام لمدة 32 عامًا. حزب الله كان يُدار كما يُدار الحزب الذي لديه أمين عام ولم يكن أحد يدير الحزب نيابة عنّا".

وأشار إلى أنّ "حزب "القوات" جعلنا شغله الشاغل وهو لا يترك للصلح مكانًا، ولا توجد لدينا مشكلة في الحوار مع "الكتائب"، مؤكّدًا وجود "تواصل مع تيار "المستقبل" وأنّه "لا توجد لدينا مشكلة معه".

وكشف الشيخ قاسم عن أنّ "الساحة في لبنان ستلمس حراكًا سياسيًا واسعًا وشاملًا لحزب الله مع كل الأطراف"، لافتًا الانتباه إلى أنّ "الدول العربية وخاصة الخليجية مهتمة بأنْ يكون لديها حضور في لبنان، ونحن رحّبنا بذلك على قاعدة الندية وألّا نكون تابعين، ولدينا استعداد لإقامة علاقات مع كل دول العالم باستثناء أميركا و"إسرائيل"".

وقال: "نحن مع استمرار "اليونيفيل" في لبنان على أنْ تستمرّ في مهمتها، ولسنا مع دخولها بشكل مستقلّ إلى القرى والأملاك الخاصة من دون إذن من الجيش اللبناني. نحن مع التمديد لـ"اليونيفيل" لمدة عام ونأمل منها ألّا تتجاوز مهمتها لأنّ الاشكالات مع الأهالي سببها ذلك".

وأعاد الأمين العام التذكير بأنّ "حزب الله مشروع وعقيدة وخطّ ولديه امتداد شعبي وهو أكبر حزب موجود في لبنان، ولا أحد يناقش إنْ كان سيبقى أم لا"، معتبرًا أنّ "السلاح ليس سبب بقاء حزب الله بل هو سبب بقاء لبنان قويًا، ولا نقبل بأنْ يكون لبنان ضعيفًا"، مذكّرًا بأنّ "حزب الله هو من أخرج "إسرائيل" من الجنوب ولبنان".

وإذ شدّد الشيخ قاسم على أنّ "المقاومة ليست تهديدًا لكيان لبنان"، بيّن أنّ "حزب الله واحد والقيادة العسكرية والسياسية واحدة والانضباط موجود"، جازمًا بأنّه "لا توجد أجنحة داخل حزب الله ويبدو أنّها موجودة عند من يحاول أنْ يصنعها فقط".

وأضاف: "أولويتي الأولى بأنْ أحافظ على الخط والمبادئ التي رسمها سيد شهداء الأمة السيد نصر الله، وثانيًا الالتزام بالثوابت ومنها الإيمان بتحرير فلسطين. نحن مع وحدة المسلمين على مستوى العالم ونحن مع الوحدة الوطنية من أجل بناء لبنان ومؤسّساته وتطبيق الدستور والطائف".

وأردف قوله: "نحن جماعة نحفظ العهد ونحفظ الإحسان والوفاء وبالنسبة إلينا فإنّ الحليف الأكبر هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعلاقة معها علاقة وفاء وولاية وهي خطّ أحمر لنا".

وحيّا "محور المقاومة"، قائلًا: "نحن دائمًا نريد أنْ نبقى على علاقة متينة خصوصًا هذا الجبل الشامخ في اليمن، كما أحيّي العراق"، مضيفًا: "العروبيون يعلمون أنّنا أول من حافظ على استمرارية الحضور العروبيّ".

وأثنى الأمين العام لحزب الله على مسيرة سيد شهداء الأمة السيد نصر الله، واصفًا إياه بأنّه "قائد قلّ نظيره في العالم بل عبر التاريخ"، مبيّنًا بأنّه "أسّس مشروعًا من أخطر وأصعب المشاريع، وكان يتحدّث من القلب وكان صادقًا". وقال الشيخ قاسم: "حبّي للسيد نصر الله عميق جدًّا"، متوجّها إلى السيد نصر الله بالقول: "حَصلتَ على وسام الشهادة ونحن أطلقنا شعار "إنا على العهد" يعني أنّنا سوف نستمرّ. مسيرتنا مسيرة طويلة".