kayhan.ir

رمز الخبر: 209000
تأريخ النشر : 2025July02 - 19:19

لا تنسَوا اليمن

 

في زمن تكثر فيه السرديّات المفبركة التي تستند إلى التباسات وتداخل عناوين وتعقيد ساحات، يبرز مثال اليمن حيث لا التباس ولا تعقيد ولا تداخل، حيث اليمن الجائع المدمَّر المحاصر وبعد حرب لسنوات طوال يواصل تقديم الإسناد لغزة المحاصرة ويُحرج كل الحكومات العربية التي تملك أفضل مما يملك في كل شيء إلا في فهم معنى الكرامة ومفهوم الانتماء إلى أمة وإدراك حجم القوة التي تمثلها الإرادة المدعّمة بالايمان.

التكامل بين الشعب والجيش والقيادة في اليمن مثالٌ لما يستطيع أيّ بلد عربيّ أن يكون على مثاله إذا أدرك قادته أن أمنه القوميّ لا يُبنى على قوة جهاز المخابرات بل على ما أدركه محمد علي باشا وجمال عبد الناصر بأن الدور في القضايا القوميّة هو مصدر حصانة لا تملك كل أجهزة المخابرات تحقيقها لأي نظام سياسي.

في اليمن يظهر أن التقدّم التكنولوجيّ ليس ثمرة كميّات الأموال التي تنفق على القوات المسلحة أو مراكز البحوث والدراسات، بل إن القضية المحوريّة في استنهاض الهمم والعقول وانخراطها في مشاريع النهوض والابتكار والتقدم العلمي هي في وجود تحديات تتصل بقضية سامية مقدّسة بحجم فلسطين، تصنع الحوافز التي لا تحبطها المخاطر والتهديدات، ولذلك امتلك اليمن وحده دون دول العرب صواريخ فرط صوتية صناعة يمنية.

عندما نتحدث عن أميركا ونسأل لماذا أغدق الحكام العرب على رئيسها بأموالهم تحت شعارات مموّهة وهم يعلمون وهو يعلم أن هذه الأموال ليست اقتناعاً بمناخ استثماريّ لا يعلمون عنه إلا عبثية الحاكم التي أدّت إلى انتفاضة الرساميل المحلية وهجرتها، ولا تعبيراً عن حب او احترام، بل تفادياً لمخاطر وخوفاً من غضب وخوّة لا بد من سدادها ثمن عدم الغضب.

وحده اليمن أمسك الثور الهائج من قرنيه وقام بترويضه وجلبه إلى الحلبة التي يجيد القتال فيها، وفي البحر الأحمر أشعره بمخاطر أن تغرق حاملاته وأن تدمَّر سفنه ويقتل ضباطه وجنوده بعدما تساقطت طائراته من على سطح الحاملة وغرقت في المياه، ما انتهى بالمنازلة إلى تسوية تحمل بصمة قوة اليمن، الذي واصل إسناد غزة بينما انسحب الأميركي من إسناد “إسرائيل”، وهو ما لم يستطع فعل بعضه أيّ عربي آخر.

عندما يقولون لكم إن اميركا أركعت كل العرب قولوا إلا اليمن، وعندما يقولون لكم إن غزة وحدها، قولوا معها الله واليمن، وعندما يقولون لكم ماذا نستطيع نحن العرب في مواجهة هذا الجبروت الأميركي الإسرائيلي قولوا لهم ها هو اليمن استطاع، فلا تنسَوا اليمن وكونوا كاليمن.

البناء