kayhan.ir

رمز الخبر: 207769
تأريخ النشر : 2025June08 - 22:10

صفعة الإمام "نحن قادرون" أذهلت الغرب

 

 كانت للكلمة التي ألقاها قائد الثورة الاسلامية آية الله الخامنئي الاربعاء الماضي خلال مراسم إحياء الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل الامام الخميني "رض"، وقعاً قوياً على مراكز القرار الغربية فانعكست على وسائل إعلامها، ومنها ما ذكرته وكالة رويترز: "ان اية الله الخامنئي قد قال: ان طهران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وانها ستستمر في التخصيب". فيما افادت وكالة اسوشيتدبرس: "ان قائد الثورة الاسلامية انتقد اقتراح اميركا حول ايقاف التخصيب في ايران". وذكرت "بلومبرغ" الاميركية: "ان قائد الثورة رفض طلب اميركا القاضي بإيقاف التخصيب". واوضحت صحيفة "فيغارو": ان قائد الثورة قد قال: ان طلب اميركا من ايران هو امر يناقض 100% مع اعتقادنا "نحن قادرون".

فقد فاجأ سماحة القائد الغرب وعلى رأسه اميركا في كلمته المدوية، بمدى حزم القيادة الاسلامية وعدم تهاونها في ما يخص الامن القومي للجمهورية الاسلامية الايرانية، وآليات الردع والدفاع عن مكتسبات الثورة لما يقارب من نصف قرن. فمهد في حديثه لاساس النظام حين قال: "ان نظامنا السياسي الذي ولله الحمد نما وتقوى هو نتيجة ثورة عظمية زعيمها رجل عظيم لايزال حضوره ملموساً في العالم بعد اكثر من ثلاثين عاماً من رحيله ولايزال اثر ثورته واضحاً للناس في مختلف انحاء العالم". معرجاً الى رسالة عالم الدين الحقة بانها لا تنحصر في التكايا والحسينيات وانما "ان الامام الخميني خلق في العالم العربي حركة نحو النفور من القيم الغربية، وان التراجع الحاد في مكانة اميركا في العالم يعود الى وجوده وكراهية الصهاينة تعود الى ثورته.

وقد فاجأت الثورة الاسلامية في ايران العالم الغربي فلم يتصوروا ان رجل دين واحد من دون معدات وموارد مالية يستطيع ان يقود أمة".

وسلط سماحة قائد الثورة الضوء على رد فعل الغرب تجاه الثورة: "ان انواع المؤامرات التي تمت ضد ثورتنا الاسلامية ليس لها سابقة في اي من الثورات المعروفة في العالم. فقد صمدت في وجه كل المؤمرات والدسائس والعداوات وربما لو حسبنا فان الجمهورية الاسلايمة احبطت اكثر من ألف مؤامرة".

ان القواعد التي تميزت بها الثورة الاسلامية واضحت خصوصية تفردت بها من بين الثورات العالمية/ ومنها آفة المشاعر المدمرة والعواطف التي تؤثر على الاهداف العقلانية للانتفاضات الاجتماعية، والنتيجة هي انه حين تهدأ المشاعر يتغير اتجاه الحركة التي تم انشاء الثورة من اجلها الا ان الامام الخميني قد حفظ وحمى الثورة الاسلامية من هذه الآفة كما حصل للثورة الفرنسية التي كانت مدفوعة بالعواطف وتم نسيان اهدافها. فأشار سماحة قائد الثورة الى ركنين اساسيين لعقلانية الامام هما: ركن ولاية الفقيه وركن الاستقلال الوطني. فلولا ولاية الفقيه لانحرفت هذه الثورة عن مسار الدين، بينما الاستقلال الوطني يعني ان البلاد لا تنتظر الضوء الاخضر او الاحمر من اميركا وامثالها.

ان حجر الزاوية في الاستقلال الوطني هو مبدأ "نحن قادرون"، من هنا أشار سماحته الى المقترح الذي قدمته اميركا أخيراً بشأن القضية النووية قائلاً: "المقترح الاميركي المعروض بشأن الملف النووي معارض مائة في المائة لروحية "نحن قادرون"، فاصبح شبابنا على دراية بقضية الثقة بالنفس والمقاومة وتم الحفاظ على هوية الثورة. فبفضل الجهود الكبيرة تمكنت ايران من تحقيق دورة الوقود النووي الكاملة. لقد اختبرنا في العقد الاول من الالفية الثانية عدم موثوقية اميركا فيما يخص توفير الوقوقد النووي بنسبة 20%، وهذا ما دفعنا للاعتماد على انفسنا".

فجاء رد سماحة السيد واضحاً افحم الجميع وألقم الحجر في افواههم حين قال: "من انتم لتقولوا لنا ما اذا كان علينا امتلاك برنامج نووي أم لا....لن تستطيعوا فعل شيء، ولن يكون بمقدوركم ارتكاب أي حماقة في هذا الشأن... لن نتخلى عن التخصيب وردنا على الهراء الاميركي واضح وصريح".

ان موقف ايران الراسخ والشفاف بشأن البرنامج النووي السلمي هو حق مشروع ولن تقبل ان يقرر الاخرون مستقبل ومصير الشعب ومنعه من الوصول الى التكنولوجيا الحيوية، ولا تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية الى انتاج السلاح النووي وهذا ما اكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً، ولا تزال ايران ملتزمة بالتعاون البناء مع الوكالة، وتؤكد ان لا قيود على مستوى التخصيب في NPT بخصوص الفقرة 34 من تقرير الوكالة الذرية، وان اتفاق الضمانات لا يفرض اي قيود على مستوى تخصيب اليورانيوم، كما ان انشطة دورة الوقود بما في ذلك التخصيب معترف بها كجزء من السياسات الوطنية للدول الاعضاء تم التأكيد عليها في مؤتمرات مراجعة NPT وسائر محافل الامم المتحدة، لذا لن تطرح مبدأ الصناعة النووية والتخصيب على طاولة المفاوضات. ان الجديد من الصفعات التي يتلقاها الغرب ما قام به جنود امام الزمان المجهولون بالاستحواذ على آلاف الوثائق الاستراتيجية والنووية المتعلقة بالكيان الصهيوني بما في ذلك الخطط والمنشآت النووية، فهي بحق الضربة الاستخباراتية الاكبر بتاريخ الكيان الصهيوني.