الرؤى المشتركة لرؤساء اميركا مع سماحة الامام!
حسين شريعتمداري
1 – في البدء نقرأ عبارة لسماحة الامام – رضوان الله تعالى عليه – خلال رد سماحته على التهديد العسكري لجيمي كارتر رئيس جمهورية اميركا حينها: " واما بالنسبة لعبارات النهر الصادرة عن كارتر، لا ادري هل طرق سمعكم هذا المثل، ويصعب علي ان اضرب المثل بالاسد، اذ قيل انه حين يقف امام عدوه يرفع من صوته ويخرج من دبره شيئاً كما ويحرك ذيله. فهو يزأر كي يخيف خصمه، ويخاف لذا يخرج من دبره شيئاً، ويحرك ذيله كي يعثر على وسيط. وهذا حال السيد كارتر فهو يفعل نفس ما يفعله الاسد، فالصيحات ورفع الصوت والتهديد بالهجوم العسكري، انها اساليب قديمة، ولذا نراه يقول شيئاً ثم يستدرك ليقول شيئاً آخر يناقض الكلام الاول. انها نفس زئير ذلك الحيوان كي يخيف المقابل". صحيفة الامام / المجلد 11.
2 – الموقع الاخباري "ناشنال انترست" كتب في تقرير في الثاني من حزيران الجاري: "في الوقت الذي لم يتبق اكثر من ستة اشهر لانتهاء مهلة مجلس الامن الاممي لاتخاذ قرار بخصوص عودة عقوبات الامم المتحدة على ايران، تواجه ادارة ترامب تحديات جادة على صعيد السياسة الخارجية" معتبراً تهديدات ترامب بالخاوية، واضاف: "ان ترامب خلال تصريحاته العامة وحتى في رسالته الى زعيم الثورة الايرانية قد هدد انه في حال عدم التوصل الى اتفاق، ستتم الاستعانة بالقوة على المنشآت النووية الايرانية، ومع ذلك يرى الخبراء ان هذه التهديدات لها سمة استعراضية وتفتقد الدعم العملي، وقد برهن التاريخ انه خلال ربع قرن مضى هدد اربعة رؤساء اميركيين ومنهم ترامب بالقيام بحملة عسكرية على ايران، ولكن المآل كان التراجع".
3 – وكنا قد اشرنا في مقال سابق الى حكاية نقلت عن المرحوم العلامة الجعفري، اذ ينقل الاستاذ الجعفري هذه الحكاية عن الكاتب والفيلسوف والقس الفرنسي "فليسينه روبر دولامنه" الذي كان يعيش في القرن الثامن عشر.
يقول: "في تلك الليلة عادت الضفادع متاخرة الى المستنقع الذي تستقر فيه، وانقضى بعض الليل وهي المرة الاولى التي يعودون فيها بعد منتصف الليل. فوقع نظرهم الى داخل المستنقع فملأ الخوف كيانهم اذ حصل هجوم على المستنقع! ووقع تحت سيطرة الاعداء، وجنود العدو قد انتشروا وهم يرتدون بدلة بيضاء رصاصية. فتجمعت الضفادع وهم يستشيرون ضفادع من اماكن اخرى ارسلوا لهم كي يخرجوا بنتيجة.
وبالتالي قرروا مهاجمة العدو، واصدر قائد الضفادع امر الهجوم وانهالوا بكل ما يملكون من قوة لضرب العدو داخل المستنقع يميناً وشمالاً كي لا يمهلوا العدو اي فرصة للهرب. فلم تمض ساعة على الهجوم اعلن قائد الضفادع وقف القتال، فيما العدو قد تلاشى بالكامل، وتنفس الضفادع الصعداء، وفيما ملأهم نشوة الفوز غاروا اعماق المستنقع ليأخذوا قسطاً من الراحة. وحين بلغت الحكاية هذا المقدار سأل "دولامنه" تلامذته: " هل تعلمون من كان العدو ومن اين اتى؟ ومن ثم بيّن ان ما شاهدته الضفادع تلك الليلة كانت صورة مجرة درب التبانة الصورة المنعكسة في المستنقع، فالمجرة بمليارات النجوم.... فيما ظن الضفادع المساكين انهم قد قضوا على الخصم"!
4 – ولا بأس ان نذكر ما نشرته مجلة "ويكلي استاندارد". اذ افادت المجلة قبل سنوات "نهاية ولاية اوباما الثانية" في تقرير لا يخلو من نكاية يشير الى نجاحات ايران العلمية ودور ايران في معادلات المنطقة والعالم، وختم المقال قوله: "ان جميع رؤساء اميركا؛ من جيمي كارتر الى باراك اوباما يشتركون مع الامام الخميني في مسألة وهي ان اميركا لا تجرؤ على ارتكاب اي حماقة".
5 – ان سماحة قائد الثورة اشار في حديثه لمناسبة رحيل الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه الى سلوك اميركا في اخذ الاتاوات وكذلك في الجدل النووي مع ايران، مخاطباً اميركا بالقول: "ان ردنا على الهراء الاميركي وحكومتها عديمة التدبير كثيرة الضجيج واضح وصريح".
وذكّر بعجز احد رؤساء اميركا – قبل عدة سنوات – والقاضي باننا ان كنا نتمكن لنزعنا جميع المسامير والصواميل من الصناعة النووية الايرانية، قائلاً: ان مسامير وصواميل صناعتنا النووية اليوم شديدة الاستحكام، كما واقر ذلك الرئيس الاميركي انهم لا يتمكنون من فعل شيء، فان على حكام اليوم من الصهاينة والاميركان ان يعلموا انهم لن يستطيعوا ان يرتكبوا اي حماقة".