kayhan.ir

رمز الخبر: 207573
تأريخ النشر : 2025June02 - 20:24
داعيا اتخاذ خطة استراتيجية لشرح افكاره..

عارف: نظرة الامام الخميني (ره) للمظلومين كانت لإنقاذهم من الاستبداد والاستعمار

 

 

 

طهران- مهر:-أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية "محمد رضا عارف"، أن الإمام ا لم يعتبر العدالة مجرد شعار سياسي، ولم تكن نظرته للمظلومين عاطفية أو دعائية، بل كانت استراتيجية لإنقاذ البشرية من الاستبداد والاستعمار.

وقال عارف"، امس الاثنين على اعتاب الذكرى الـ 36 لرحيل الامام الخميني (ره): إن اليوم نجتمع في الذكرى السادسة والثلاثين لرحيل مفجر الثورة الاسلامية ومهندس الفكر الحضاري، الذي أوصل رسالته إلى العالم حيث تخطت افكاره الحدود الجغرافية والعرقية وحتى الفقهية.

وأضاف: لقد ذكرنا الإمام مراراً على مر السنين باعتباره فقيها ومناضلا وسياسيا، ولكن الآن حان الوقت للتطرق إلى ما لا يتم الاهتمام به وحقائق عن شخصيته.

وأشار عارف إلى عدد من الخصائص البارزة للإمام الخميني (رض) والتي من الضروري الاهتمام بها في الظروف الراهنة، مضيفا إن الثورة الإسلامية في إيران كانت قبل كل شيء تحولاً ثقافياً، ثورة من أجل التحول الداخلي للإنسان، وإعادة بناء منظومة القيم في المجتمع، وإحياء علاقة الإنسان بالله والنفس والقوة.

وفي إشارة إلى النظرة الحضارية للإمام الخميني(ره)، قال النائب الأول لرئيس الجمهورية: "منذ بداية انتصار الثورة الاسلامية اعتبر الإمام الراحل الثقافة القضية الأساسية، وهي ثقافة يجب أن تكون إنسانية ومسؤولة وذات معنى".

وأوضح عارف أن الإمام الخميني (رض) كان يسعى إلى مشروع أكبر من مجرد ثورة سياسية، مضيفا: "كان الإمام يسعى إلى مشروع بناء مؤسسات أخلاقية على مستوى الثقافة الإسلامية. كان الإمام معلما للشعب قبل أن يصبح فقيها للحكومة".

وصرح أنه لقد أعاد الإمام الخميني (ره) تفسير الفقه في سياق التاريخ وتغييرات العصر دون أن ييتعد عن مبادئه وأسسه الأصلية. وهذه القدرة على تفسير الفكر الفقهي وتطويره ضرورية ومهمة للعالم الإسلامي اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وأشار إلى سمة أخرى من سمات الإمام وهي فن ادارة الازمات في اوقات صعبة قائلا: "إن الإمام رحمة الله عليه لم يكن قائداً في أيام الثورة الاسلامية فحسب، بل بعد انتصار الثورة اظهر اقتداره في إدارة الأزمات بما فيها: الحرب المفروضة على ايران (1980-1988) والخلافات الداخلية والاغتيالات التي شهدتها ايران في الايام الاولى من انتصار الثورة اسلامية والضغوط العالمية التي فرضت على ايران.

وتابع اعتبر الإمام الخميني (رض) المرأة قوة فاعلة ومؤمنة في بناء الحضارة الإسلامية. لم يكن يعتبرها مجرد فرد من أفراد الأسرة، بل عنصرًا مؤثرا في المجتمع والتاريخ الإسلاميين.

وأضاف إن من هذا المنظور يرى الامام الراحل أن الحضور والمشاركة الفاعلة للمرأة في مختلف المجالات هو ضمان تقدم المجتمع الإسلامي وقوته.

وقال في المنظومة الفكرية للإمام الخميني (رض) لم يكن الشباب مجرد فئة عمرية، بل كانوا الرصيد الاجتماعي والثقافي الرئيسي للبلاد.

وأضاف: كان لدى الإمام إيمان راسخ بالشباب، وأوكل إليهم أعظم مهام الثورة. من الدفاع المقدس إلى جهاد البناء، ومن الجامعة إلى المساجد، ومن العلم إلى الساحة السياسية - كان الشباب هم من استجابوا لدعوة الإمام، ولعبوا دورا محوريا في التطورات التي حققتها ايران.

وأكد أن الإمام لم يعتبر العدالة مجرد شعار سياسي، بل أساس شرعية للحكومة الدينية، وقال: إن الفقر والتمييز والحرمان والفوارق الاجتماعية والطبقية من مظاهر الظلم. لم تكن نظرته للمظلومين عاطفية أو دعائية، بل كانت استراتيجية لإنقاذ البشرية من الاستبداد والاستعمار.

وأشار عارف إلى الأخلاق السياسية للإمام الراحل وصدقه وأيمانة وثباته، ولفت الى ان الإمام الخميني (ره) كان سياسياً يتحدث بصراحة وكان يتخذ موقفاً واضحاً ولم يكن يستسلم.

وفي إشارة إلى العلاقة الروحانية للإمام مع الشعب والجماهير، أوضح أن هذه العلاقة بدأت في اليوم التاريخي 14 فبراير 1979 عند وصول الامام الخميني الى ايران و الاستقبال الحاشد له من قبل ابناء الشعب الايراني وكذلك في التشييع المليوني لجثمانه في 4 يونيو 1989.

وأكد النائب الأول لرئيس الجمهورية على الأكاديميين، أن يتخذوا خطة استراتيجية لشرح افكار الإمام، لأن الإمام الراحل كان دائمًا يولي اهتمامًا خاصًا للمفكرين الأكاديميين.

وأضاف كان الإمام الراحل يشدد على ضرورة تكاتف الأكاديميين ورجال الدين للحفاظ على هويتهم وأسسهم وبناء مستقبلهم ومن أجل تقدم البلاد.