القائد: ايران تمتلك طاقات بشرية هائلة يجب استثمارها لتحقيق التقدم
طهران-العالم:-شدد قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي على ضرورة استثمار الأجواء المهيأة لخدمة الشعب وعدم تفويت الفرص المتاحة، مخاطبا المسؤولين: "لا تضيعوا الفرص، واستمعوا حتى لأصوات الغضب"، مؤكدا أن النزول إلى الميدان والتفاعل المباشر مع الناس، مهما كانت مواقفهم، هو مفتاح كسب ثقتهم وتحقيق التقدم.
والتقى وزير الداخلية، إسكندر مؤمني، برفقة محافظي مختلف المحافظات ظهرامس الأربعاء قائد الثورة الإسلامية حيث اكد سماحته خلال اللقاء، أن المحافظ هو المدير الشامل لكافة شؤون المحافظة، مشيراً إلى أن الأجواء العامة في البلاد مهيأة للخدمة المناسبة وتتوفر فيها الكثير من الفرص. وطرح سماحته عدة توصيات قائلاً: "من المواضيع المهمة موضوع الناس، فيجب الذهاب إليهم، والمشاركة في تجمعاتهم، والاستماع إلى أقوالهم حتى وإن كانت قاسية، والتحلي بالصبر وتوضيح الأمور لهم".
واعتبر سماحته أن المحافظ مسؤول عن كافة شؤون المحافظة كالإنتاج، والبيئة، والخدمات الحضرية، والأسواق الحدودية، والدبلوماسية المحلية، قائلاً: "رغم التأكيد على هذا المبدأ في مختلف الحكومات، فإن رؤساء الجمهورية لم يتمكنوا من تطبيقه بالكامل بسبب معارضة بعض الوزراء، ولكن يجب منح المحافظين الصلاحيات ليتخذوا القرارات والإجراءات المناسبة".
وأشار اية الله خامنئي إلى أن البلاد مليئة بالفرص وخالية من تحديات كبرى مثل الحروب أو الأوبئة ككورونا، أو مشاكل أمنية حادة، أو خلافات سياسية فاقعة، وأكد أن البلاد تمتلك طاقات بشرية هائلة من الشباب المتعلمين والكفؤين، وأن أي مؤسسة استطاعت التعرف على هذه الطاقات والاستفادة منها، قد حققت تقدماً ملحوظاً.
كما أشار قائد الثورة إلى عضوية إيران في منظمات إقليمية ودولية مهمة مثل شنغهاي وبريكس، واعتبر أن تولي وزارة الداخلية من قبل وزير مطلع على المناطق المختلفة في البلاد يُعد فرصة أخرى، مشدداً على ضرورة اختيار مدراء يتحلون بروح الخدمة والنزاهة، قائلاً: "إذا تم اختيار مثل هؤلاء المدراء للمحافظات، فلن تُفقد أية فرصة للعمل والتقدم".
وأكد سماحته ضرورة امتناع المحافظين عن أي أنشطة قد تتضمن تعارضاً في المصالح كالتجارة الشخصية خلال فترة خدمتهم القصيرة، وشدد على ضرورة الحفاظ على نزاهة البلاد ومكافحة الفساد، قائلاً: "حاول البعض الادعاء بأن الفساد في الجمهورية الإسلامية بنيوي، وهذا كذب، فالنظام سليم، لكن توجد بؤر فساد قوية أو ضعيفة في بعض الجهات، ويجب مواجهتها بحزم".
واعتبر اية الله خامنئي أن مكافحة الفساد من المهام المؤكدة لكبار المسؤولين، قائلاً: "الشرط الأساسي في مكافحة الفساد هو ابتعاد المسؤولين وعائلاتهم عن مسببات الفساد، لأن الضرر الناتج عن تورط المسؤول في الفساد مضاعف، نظراً لمكانته، وعذابه أمام الله سيكون أشد. وكما ذكرتُ سابقاً، فإن الفساد كتنين ذي سبعة رؤوس لا يُقضى عليه بسهولة، ويجب مواصلة مكافحته".
وفي توصية أخرى، دعا سماحته المسؤولين والمحافظين إلى التواصل المباشر مع الناس، والتودد إليهم، والاستماع بصبر حتى إلى كلامهم القاسي، مؤكداً أن هذا يُكسب محبة الناس ويزيد من استعدادهم للمساعدة في اللحظات الحرجة.
كما أوصى سماحته المحافظين بالتدين، والابتعاد عن المحرمات، والإقبال على الشعائر الدينية، والاهتمام بتطبيق شعار العام، والمكافحة الجادة والمنسقة لتهريب السلع.
وفي بداية اللقاء، قدم وزير الداخلية، تقريراً عن البرامج الجارية، وقال إن من أولويات الوزارة: الاستثمار في الإنتاج، مكافحة الفقر، خلق فرص العمل، التواصل مع الناس بمودة، الانفتاح على مختلف فئات المجتمع، تمكين الشباب، الدبلوماسية الاقتصادية، تعزيز العلاقات مع الجيران، تنظيم أوضاع الأجانب، وتوفير الأمن المستدام.