kayhan.ir

رمز الخبر: 207176
تأريخ النشر : 2025May26 - 20:20
في ذكرى استشهاده ..

الإمام الجواد هو علمٌ من الأئمّة الأعلام المعصومين عليهم السلام

نعزي صاحب العصر والزمان (ع) والأمة الاسلامية بذكرى استشهاد الإمام الجواد عليه السلام. ففي التاسع والعشرين من ذي القعده سنة 220هـــ استشهد الامام الجواد عليه السلام على يد (المعتصم بالشيطان) لعنة الله عليه .

الإمام الجواد، هو محمد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد ابن الحسين السبط ابن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب القرشي، الهاشمي، العلوي، المدني، أبو جعفر الثاني، الملقب بالجواد والمرتضى والمنتجب والقانع.

بعد موت (الغير المأمون) جاء (المعتصم بالشيطان) للسلطة، فكان كاسلافه العباسيين على خوفه من إمامة أهل البيت (ع) و مكانتهم العلمية والسياسية، فاستدعى الامام الجواد(ع) من المدينة الى بغداد عام (219) هـ خوفا من تألق نجمه واتساع تاثيره، وليكون على مقربة من مركز السلطة والرقابة، ولعزله عن ممارسة دوره العلمي والسياسي والشعبي.

تم استقدام الإمام الجواد (ع) من المدينة الى بغداد ولم يبق في بغداد الا مدة قصيرة حيث راح (المعتصم بالشيطان) يدبّر الجريمة بالتعاون مع جعفر بن (غير المأمون) الذی أغرى أخته "أم الفضل" بدسّ السم إلى الإمام، واستجابت "أم الفضل"، فوضعت السّم في العنب، وكأنها تعلّمت ذلك من أبيها (الغير المأمون) الذي اغتال الإمام الرضا(ع) بنفس الطريقة.

وكذا استشهد الإمامُ الجواد (ع) في 29 ذي القعدة سنة 220 هجرية، وله من العمر 25 عاماً. وحُمل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش، الكاظمية المقدسة حالياً، ليدفن إلى جانب جدّه الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) حيث مرقده الآن يزوره المسلمون من بقاع العالم .

وبالرغم من قصر المدة التي عاشها الإمام محمد الجواد(ع)، وهي خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، وهو أقصر عمر نراه في أعمار الأئمة الإثني عشر (ع) من أهل بيت رسول الله(ص)، إلاّ أنّ التراث الذي وصل إلينا إذا قارنّاه بالظروف التي أحاطت بالإمام(ع) وبشيعته وقارنّاه بأعمار من سبقه من آبائه الكرام (ع) والتي يبلغ معدّلها ضعف عمر هذا الإمام العظيم نجده غنيّاً من حيث تنوّع مجالاته، ومن حيث سموّ المستوى العلمي المطروح في نصوصه وحجمه، ومن حيث دلالاته التي تعد تحدّياً صارخاً عند ملاحظة صدور هذا التراث من مثل هذا الإمام الذي بدأ بالإشعاع والعطاء منذ ولادته وحتى سِنيّ إمامته وهو لم يبلغ عقداً واحداً من العمر.

الإمام الجواد عليه السلام هو علمٌ من الأئمّة الأعلام المعصومين الذي أثبت بعدّة قرائن أنّ الامامة هي عهدٌ من الله، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة: 124)، وذلك لصغر سنّ الإمام؛ إذ إنّه تقلّد الإمامة وهو ابن ثمان أو تسع سنوات وألقى حجّته على كلّ أهل زمانه من سلاطينٍ وأهل علم، وهو ما تحدثت به الروايات. كما ينبغي الإشارة إلى أنّ عصر الإمام الجواد عليه السلام قد شهِد فكرة تأصيل التعصّب المذهبيّ والتحريض ضدّ مدرسة أهل البيت عليهم السلام؛ إذ كلّما تقادمت الأيّام في عهد الأئمّة كلّما تأصّلت مدرسة الحرب الفكريّة والكلاميّة والفقهيّة ضدّهم وضدّ أتباعهم عليهم السلام، وهذا ما تشهد به روايات المناظرات.