kayhan.ir

رمز الخبر: 206783
تأريخ النشر : 2025May19 - 20:38

صراخ بالوكالة!

 

حسين شريعتمداري

 1 – شدد أول أمس السيد رئيس الجمهورية بزشكيان خلال "منتدى حوار طهران" الذي عقد بحضور ضيوف من الخارج، على استحالة التراجع امام الضغوط أو القبول بتقديم الاتاوات لاميركا، قائلاً: "اذا لم يتم نقل الطاقة من خلال الخليج الفارسي فسيعانون (اميركا واوروبا) الشلل التام". وهدد السيد بزشكيان في جانب من كلمته المقتدرة، هدد اعداء ايران الاسلامية بغلق مضيق هرمز. المضيق الذي يعتبر المعبر البحري الثاني والاكثر ازدحاماً في العالم، ويتم نقل ما يقرب من 18 مليون برميل يومياً من النفط خلاله اي ما يعادل 42% من النفط الخام العالمي. ولنا حول هذا القسم من حديث الدكتور بزشكيان اول امس والذي بالنظر للتهديدات والعقوبات الظالمة على بلدنا، يمكن ان يكون بالنسبة لاعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية خطوة انتقامية وحركة تذيقهم الندم، لنا تعقيب. لنقرأ!

2 – سبق في مقالات ماضية وتقارير لصحيفة كيهان ان تمت الاشارة الى هذه الالية لمواجهة العقوبات والتهديدات الاميركية الاوروبية وأفدنا أن مضيق هرمز يقع ضمن المياه الاقليمية لايران، وحسب القوانين المتبعة دولياً – والتي سنشير لها – فأن الهيمنة على هذا المضيق واصدار رخص العبور للسفن من هذا الممر المائي هو حق قانوني لايران وان الجمهورية الاسلامية الايرانية حسب ميثاق جنيف عام 1958 وميثاق جامايكا عام 1982 والذي يتناول "النظام القانوني للممرات المائية الدولية وحق عبور السفن من خلالها"، من حقها وبامكانها حين تجد ان مصالحها القومية تتعرض للخطر ان تغلق مضيق هرمز بوجه جميع ناقلات النفط وحتى السفن الحاملة للسلع التجارية والاسلحة اذ لا يوجد دليل للسماح للدول التي تخاصمنا ان تعبر من مضيق يقع ضمن اراضينا.

3 – ان البنود 14 الى 23 من معاهدة جنيف لعام 1958 والبنود 17 الى 37 من معاهدة جامايكا لعام 1982، تختص بموضوع الدول المتشاطئة وحق مرور السفن. فالمادة 14 من معاهدة جنيف وضمن اعتبار عبور سفن جميع الدول سواء الدول المتشاطئة ام غيرها مجازاً، تؤكد على ان تردد السفن ينبغي ان لا يتسبب في ايجاد الضرر للدول المشاطئة "وهنا ايران الاسلامية"، وفي الملاحظة 4 من المادة نفسها فان "التردد سيكون الى حد لا يشكل ضرراً حين لا يتسبب في الاخلال باستقرار بنظم وامن الدول المشاطئة".

وحسب المادة 16 للمعاهدة فان "تشخيص عدم ضرر أو الحاق الخسائر من مرور السفن" هو بعهدة الدول المشاطئة.

4 – ولنلتفت الى أمر مهم، أن اذناب الاعداء في الداخل والتيار السياسي الموالي للغرب لا يشيرون الى أمر بتاتاً، وهو: إن السيد روحاني رئيس الجمهورية الاسبق وفي رد على تهديد اميركا واوروبا في تموز من عام 2018، والقاضي بالحؤول دون السماح لايران من تصدير النفط، خاطب الغربيين: "ان من له قليل من الدرك السياسي لا يصرح بمنع ايران من تصدير النفط، فلدينا مضائق عدة، وان مضيق هرمز واحد من هذه المضائق". وبعد تصريح رئيس الجمهورية خلال زيارته الاخيرة لاوروبا والقاضي "اذا لم يتم السماح للنفط الايراني بالتصدير فان نفط اي بلد آخر لا يسمح له بالتصدير" هو تصريح مهم يعكس سياسة النظام وتوجهاته. وان من مهام وزارة الخارجية ان تتابع بجد هكذا امور ومواقف لرئيس الجمهورية".

وحينها وجه الشهيد الكبير الفريق قاسم سليماني خلال رسالة للسيد روحاني قائلاً: "ان ما انعكس من حديثك في وسائل الاعلام والقاضي انه اذا لم يسمح لنفط الجمهورية الاسلامية الايرانية بالتصدير فلا ضمانة لان يسمح لتصدير نفط دول المنطقة وكذلك التوجيهات القيمة بخصوص موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال الكيان الصهيوني، له مبعث فخر واعتزاز... فكانت كلمة في الوقت المناسب من الحكمة والصواب تستحق لتقبيل يدك وكذلك كل موقف سياسي يصب في مصالح النظام الاسلامي".

6 – وبالتالي ينبغي على رئيس جمهورية بلدنا المحترم السيد بزشكيان ان يلتفت – وهوكذلك حتماً – ان تصريحاته الذكية والصادرة عن غيرته على النظام هي كما تفضل سماحة قائد الثورة "حديث مهم يعكس سياسة ونهج النظام"، و"من مهام وزارة الخارجية متابعة هكذا مواقف بحد". وكما تفضل الشهيد سليماني العزيز "لهي مبعث فخر واعتزاز"...وبالطبع فان بعض اذناب الاعداء سيصرخون نيابة عن اميركا و"اسرائيل"!