هل ستستمرون في المفاوضات؟!
حسين شريعتمداري
1 – مرة أخرى يطلق الرئيس الاميركي "دونالد ترامب" خلال زيارته للسعودية اول امس تهديده لايران، مكرراً تخرصاته المعتادة بحق الجمهورية الاسلامية الايرانية: "لقد وقفت امام ما تطلق ايران على "الخليج" اسم "الخليج الفارسي" (!) .... واذا رفضت ايران "غصن الزيتون" الذي قدمناه، سنستمر في مواجهتها بفرض العقوبات (!) ... ولا نسمح لايران بتاتاً ان تهدد اميركا وحلفاءها عن طريق الارهاب او الهجوم النووي، والان بالضبط هو وقت اتخاذ القرار بالنسبة لايران (!) ... نحن نريد ان تكون ايران بلداً آمناً ومرفهاً، واليوم هو فرصة الانتخاب. انا لا احب (!)... وان اقتراحنا لايران لن يبقى للابد دون تغيير (!)..."!
2 – وكان ترامب قد قال في الايام الاولى لفوزه في سباق الانتخابات الرئاسية للمرحلة الثانية: "اذا ما وافقت السعودية على شراء المنتوجات الاميركية بقيمة 450 مليار دولار، ستكون وجهتي الاولى لزياراتي الخارجية"! وبالامس كتبت صحيفة "نيويورك تايمز": "ان ترامب انفق مليارات الدولارات لمواجهة انصار الله ولكنه فشل. والان توجه الى المنطقة كي يسترد الاموال التي انفقها من دول المنطقة"!
3 – ان تهديدات ترامب لايران أشبه بالترجيعات المعروفة بترجيعات الشعاب الضيقة التي يطلقها اشخاص يمرون ليلاً في هذه الشعاب القديمة المظلمة الخاوية من السكنة لاجل ضبط النفس والسيطرة على الخوف المستولي على المارة!
ولكن التساؤل هنا هو: "هل يغض الظرف على تهديدات ترامب وتترك تخرصاته دون رد؟! اذ ان اميركا قد فرضت خلال الايام الماضية حزمتين من العقوبات الجديدة على ايران ولتصل مجموعة الحزم من العقوبات منذ بداية الجولة الاولى من المفاوضات غير المباشرة والى اليوم الى ست حزم جديدة من العقوبات على بلدنا. في مثل هكذا وضع أليس لاستمرار المفاوضات مع اميركا معنى ومفهوماً سوى تجاهل اقتدار ايران الاسلامية وعدم الالتفاف الى الامن القومي وسيادة الارض الايرانية؟!
إن أقل ما نتوقعه من المسؤولين المحترمين لبلدنا أن يعلنوا رسمياً انه مادام لم يعتذر ترامب من النظام والشعب الايراني، فلا يستمرون في المفاوضات. فبأي لغة يعلن ترامب أنه اتخذ من المفاوضات إلعوبة كي نصدقه؟!