السلوك القرآني والوحدة الإسلامية والدفاع عن فلسطين
طهران-تسنيم:- قال ممثل الولي الفقيه في منظمة الحج والزيارة إن النصر حتماً سيكون من نصيب أمة الإسلام، ولكن نحن أيضاً، كمسلمين، يجب أن نؤدي دورنا في نصرة هؤلاء (الفلسطينيين).
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن حجة الإسلام سيد عبد الفتاح نواب، ممثل الولي الفقيه في منظمة الحج والزيارة، أوضح خلال ملتقى "الحج وأهل السنة" الذي شارك فيه علماء من أهل السنة، شعارَ موسم الحج لهذا العام وأهمية ما يتضمنه.
وقد بيّن أن هذا الشعار يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: السلوك القرآني، التقارب والوحدة الإسلامية، والدفاع عن فلسطين المظلومة.
وأكد ممثل الولي الفقيه أن المجتمع الإسلامي بحاجة إلى تبني نمط حياة قرآني، وأشار إلى التحديات الراهنة قائلاً: إن كل ما تكبدناه من خسائر يعود إلى ابتعادنا عن النهج القرآني، سواء في السوق أو التعليم أو التخطيط. ودعا إلى إعادة صياغة البرامج بما يتوافق مع تعاليم القرآن الكريم.
واعتبر حجة الإسلام نواب أن المحور الثاني من شعار الحج هذا العام هو وحدة الأمة الإسلامية، موضحًا أن التضامن بين المسلمين يُعدُّ سدًّا منيعًا أمام تغلغل أعداء الإسلام. ودعا العلماء والمسؤولين إلى بذل الجهود لتعزيز هذا التماسك.
وأشار إلى أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني يشكل المحور الثالث في شعار هذا الموسم، قائلاً: قد يعتبره البعض مجرد شعار، لكن هذه الشعارات تحظى باهتمام الشعوب حول العالم.
كما تحدث عن لقائه مع بعض المسؤولين الأجانب، وعن ارتياح الفلسطينيين لتأكيد إيران على قضية فلسطين ضمن شعار الحج لهذا العام.
وتطرّق حجة الإسلام نواب إلى تزامن أسبوع الحج مع "عشرة الكرامة"، مشيرًا إلى ولادة الإمام الرضا (عليه السلام) في اليوم الأخير منها، معتبراً هذا التزامن فرصة لتسليط الضوء على القيم الإسلامية.
وأثناء تلاوته لآيات من سورة الأنفال، أكد أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يحقق النجاح فقط بتأييد إلهي، بل أيضًا من خلال مساندة المؤمنين. واعتبر أن دورهم في تحقيق الألفة الاجتماعية إنما هو ثمرة لرحمة الله.
وأشار ممثل الولي الفقيه إلى أن النبي (ص) ينتظر من أمته في عالم البرزخ أن تتحلى بالوحدة والتآزر.
وأوضح أن النبي الأكرم (ص) كثيرًا ما شدد على ضرورة الانسجام بين أفراد الأمة، وأن على المسلمين أن يتصرفوا كوحدة متكاملة، تمامًا كأعضاء الجسد الواحد.
وقال إن على المسلمين أن يكونوا متعاطفين مع معاناة بعضهم البعض، مضيفًا: "حينما يتألم أحد أعضاء الجسد، تتألم باقي الأعضاء؛ وهكذا يجب أن تكون الأمة الإسلامية".
وصرّح نواب أن كلمات النبي (ص) تشكل معيارًا دقيقًا لتقويم سلوك الأمة الإسلامية، وشدد على ضرورة مراجعة تصرفاتنا كي تواكب تطلعات الرسول الكريم.
ولفت إلى أن العالم الإسلامي يواجه الكثيرمن التحديات، لكن أخطرها هو الجريمة التي تُرتكب بحق فلسطين، وهي جريمة لا تستهدف فقط القضاء على الشعب الفلسطيني، بل تسعى – واهمًا – إلى استبداله.
وفي معرض إشادته بعلماء أهل السنة، قال نواب: أحيّي علماء السنة الذين لم يكتفوا بإعلان موقفهم، بل أصدروا فتاوى بالجهاد، وشاركوا بفعالية في هذا المسار. ويجب على الجميع، سنة وشيعة، أن ينهضوا بمسؤولياتهم دفاعًا عن فلسطين بوحدة وتلاحم.
كما شدد على أهمية المحبة والتلاحم داخل الأمة الإسلامية، قائلاً: لا يتحقق نصر الأمة إلا بترسيخ المحبة بين أبنائها. ويجب أن تكون النظرة العامة قائمة على الأمانة، فحتى في قوافل الحج، فإن أنظار الحجاج تتجه نحو الخدام، ونحن نتحمّل مسؤولية كبيرة تجاههم، ما يفرض علينا أداء واجباتنا بأفضل صورة وتذكيرهم وتعليمهم القيم الدينية باستمرار.
كما تطرق إلى أهمية التواصل بين عباد الله، واستشهد برواية عن عمّار بن ياسر: "سأل موسى (عليه السلام) ربّه: من أحبّ عبادك إليك؟ فقال الله: الذين يتألمون لألم الآخرين، حتى وإن اختلفت دياناتهم. هؤلاء – بسبب محبتهم لعباد الله – هم الأحبّ إليّ".
وفي جزء آخر من كلمته، أشار نواب إلى مسؤولية الأمة تجاه فلسطين قائلاً: الفلسطينيون يشتركون معنا في الدين والعقيدة، وعندما تُقصف بيوتهم ويُذبح أطفالهم وتُسفك دماؤهم ظلماً، لا يملكون إلا أن يقولوا "حسبنا الله ونعم الوكيل". وكما قال قائد الثورة، فإن الوعد الإلهي كالسوط ينهال على رؤوس الكيان القاتل والمجرم، والنصر لا محالة سيكون من نصيب الأمة الإسلامية. ولكن علينا نحن أيضًا، كمسلمين، أن نؤدي واجبنا في نصرتهم.
وختم كلمته قائلاً: عندما نهتف "لبيك اللهم لبيك"، علينا أن نتأمل في ما ينتظره الله منّا تجاه عباده المظلومين، فإن لم يكن في قلوبنا التفات إلى آلامهم، فإن تلبية النداء لا تكون ذات معنى حقيقي.