kayhan.ir

رمز الخبر: 205771
تأريخ النشر : 2025May02 - 20:15

لا تخدعكم آلية الزناد فإنها بندقية بلا خرطوش

حسين شريعتمداري

 1 – قال وزير خارجية فرنسا "جان – نويل بارو" مساء الاثنين في مقر الامم المتحدة: "اذا لم يتم ضمان المصالح الامنية لاوروبا فلن نتردد ولو لثانية واحدة فرض جميع العقوبات على طهران – آلية الزناد – والتي رفعت قبل عشر سنوات وتنتهي في اكتوبر القادم"!

2 – وكنا توقعنا في المقال السابق للصحيفة وتحت عنوان "ترامب يفوض اوروبا دور الشرطي السيئ" السلوك الاوروبي – بزعامة الحكومة الفرنسية – واطلقنا التحذير من ذلك. وسبق ان اشار سماحة قائد الثورة خلال استقباله مسؤولي النظام الى دور فرنسا كشرطي سيئ في المفاوضات النووية التي رشح عنها خطة العمل المشتركة، قائلاً: "رأيتم في القضية النووية كيف لعب الفرنسيون دور الشرطي السيئ – بالطبع تبنى الاميركيون ادارة البرنامج – الا ان الفرنسيين هم من تحمل الموقف الاسوأ في القضية النووية". 5/6/2016

3 – ولا نريد التطرق في هذا المقال الى حضور الترويكا الاوروبية – فرنسا وبريطانيا والمانيا – كشرطي سيئ، وانما هو تأكيد موثق لحقيقة ان التهديد الاوروبي باستخدام آلية الزناد "العودة التلقائية للعقوبات" هو تهديد فارغ لا قيمة له، لان خطة العمل المشتركة قد فقدت اهميتها بعد خروج اميركا ولا وجود خارجي لهذا الاتفاق كي يكون لآلية الزناد والتي هي من بنود الاتفاق لها الدور الواقعي. لنقرأ!

4 – ان خطة العمل المشتركة هي اتفاق مشترك من جهة تمثله الجمهورية الاسلامية الايرانية، ومن الجهة الاخرى للاتفاق ست دول يطلق عليها 5 + 1، فالتفتوا الى عبارة "all together" والتي ادرجت في الاتفاق وتعني "الجميع سوية". من هنا لما كانت اميركا قد خرجت من خطة العمل المشتركة فلا يبقى اي حضور لبقية الدول، فخطة العمل المشتركة قد فقدت مكانتها القانونية ولا وجود خارجي لها.

اذ ينبغي ان يلتئم مجموع الاعضاء المشكلين لخطة العمل المشتركة كي يتمتع الاتفاق بحياته القانونية. وبعبارة ثانية فان الاتفاق "خطة العمل المشتركة" بين ايران وكل دولة من مجموع 5 + 1 لم يتم انعقاده بخروج عضو من الاعضاء. فالمجموعة المؤلفة من ست دول هي بمثابة عضو (واحد) اذا خرج منه عضو لا ينعقد الاتفاق. وحين خرجت اميركا من خطة العمل المشتركة انتفضت التوليفة وبذلك سقطت خطة العمل المشتركة من اعتبارها القانوني.

5 – وكان المتوقع ومازال ان يعلن فريقنا القانوني في وزارة الخارجية الايرانية، اعتماداً على الوثائق القانونية المذكورة، فقدان خطة العمل المشتركة لاعتبارها يعلنها امام الاوساط الدولية لاسيما مجلس الامن التابع للامم المتحدة، ولا يسمح للخصم ان يفعّل  آلية الزناد كبند في الاتفاق الذي أصبح لا قيمة له وورقة ممزقة بخروج اميركا من الاتفاق، كي تدعي الترويكا بكل وقاحة "وبالطبع لعدم تدبيرنا كذلك" – مهددة – استخدام البندقية التي لا خرطوش لها بوجه الجمهوريةالاسلامية الايرانية!

6 – ونوجه سؤالنا الآن لاخوتنا الاعزة المحترمين في الفريق المفاوض لبلدنا والذي من المقرر ان يتفاوض مع الترويكا الاوروبية، والذين هددوا بتفعيل آلية الزناد نسأل اولاً: هل بقي اتفاق كي يتم التهديد باستخدام آلية الزناد؟! وثانياً: مع الاعتذار، ألا تعلموا ان اوروبا فاقدة الاختيار وانما هي تلعب مرة اخرى دور الشرطي السيئ؟!و...