kayhan.ir

رمز الخبر: 205442
تأريخ النشر : 2025April26 - 20:10

أي دعامة من آلية التفاوض شطبت

حسين شريعتمداري

 1 – خلال تصريحه أول أمس لمجلة تايمز الاميركية، قال ترامب: "ارى اننا سنصل الى اتفاق مع ايران"، واستطرد بالقول: "بالطبع اذا لم نتمكن من التوصل الى اتفاق فمن الممكن ان ادخل الحرب بمحض ارادتي"! فهذه الايام ومع ان المفاوضات غير المباشرة بين ايران واميركا ماضية وهكذا الجولة الثالثة منها في عمان، ينبغي ولا يمكننا التغافل عن التهديدات المشار اليها، والعبور من هذه التصريحات مرور الكرام. وقد المحت في المقال السابق الى "ان الرسائل الاربع – التي تمت الاشارة لها – تعكس ان اميركا لم تتوقف عن اهدافها الغاشمة، فان لم يكن الامر كذلك لما وقعت الاحداث الاربعة، وذلك في خضم المفاوضات الملتهبة "وبعبارة الباردة" وما كان لها من مبرر. أليس كان ويتكوف يؤكد في الجولتين السابقتين من المفاوضات على حل ما يعلق بين الجانبين والتوصل الى اتفاق يرضي الطرفين؟! فان كان الامر كذلك فما الداعي للعقوبات المتسلسلة وتصريحات ترامب بخصوص المكالمة الهاتفية مع الجلاد ومصاص الدماء نتنياهو"؟!

2 – ان تصريحات ترامب اول امس والتي تمت الاشارة لها يثير تساؤلاً؛ حقاً ما الذي تريده اميركا من الاتفاق مع ايران حين تطلق تصريحات بخصوص الحرب والهجوم العسكري كنقطة في قبال الاتفاق يعني اذا لم يتم التوصل الى اتفاق؟!

ان اتفاق الطرفين بخصوص سلمية البرنامج النووي الايراني "ويعلمون انه كذلك" في قبال الغاء العقوبات ليس من الاهمية بمكان لتكون النقطة المقابلة له الهجوم العسكري! تأسيساً على ذلك ينبغي ان نلحظ انه في هذه الآلية اي دعامة قد حذفت ليكون مسار المفاوضات مع ما يعلنه المسؤولون الاميركيون في تقاطع عكسي!

وأليس من المفترض ان يقدم فريقنا المفاوض – الذي برهن على فطنته ويستحق كل التقدير على ذلك – بطلب الاستيضاح من الطرف الآخر بخصوص هذه "الدعامة التي سقطت عمداً"؟!

3 – ان السيدة "نيكي هيلي" ممثلة الرئيس ترامب – لدورته الرئاسية الاولى – في الامم المتحدة، قد أقرت ان ترامب يعتمد نظرية "الرجل المجنون"، خلال إصراره لان أعكس للآخرين الصورة غير القابلة للتخمين كرئيس لجمهورية!

اذ قالت نيكي هيلي: ان ترامب في قبال تساؤلي انه لماذا ينبغي ان يظهر الرئيس "ترامب" شخصيته بهذا الشكل؟ فكان يؤكد: "لاجل إخافة الطرف المقابل"!

ان نظرة عابرة لما يقرب من مائة يوم مضت لترامب هي تعوده على التخرصات الفضة فهو أشبه بالنعجة التي وضعت لبوس الذئب!

4 – ان اميركا لو كان هناك احتمال ضئيل بنجاحها في تخرصاتها بتوسلها بالهجوم العسكري على ايران لما تأخرت ولطالما برهنت عدم تقيدها بأي ضوابط قانونية أو مراعاتها للثوابت الحقوقية والانسانية و... فالذي يمنع اميركا من ارتكاب اي حماقة هو الاقتدار الذي يضرب به المثل للجمهورية الاسلامية الايرانية وهو ما عبرت عنه خلال 46 عاماً مضت بوضوح. وهذا بالضبط ما يدفع اميركا لمتابعة اهدافها عن طريق التفاوض. لنقرأ الخبر الآتي!

5 – ان "ريتشارد نفيو" الذي يعرف بمهندس العقوبات على ايران قد اعرب ديسمبر الماضي في مقال نشرته المجلة الاميركية "فارين افيرز"، اعرب عن يأسه من تأثير العقوبات على ايران، وبخصوص الهجوم المحتمل على ايران قال: "ان تداعيات الهجوم على ايران ثقيلة جداً اذ يستبطن هكذا اقدام احتمال الفشل واضعاف حيثية اميركا". ويستطرد "نفيو" في مقاله: "كما أن مهاجمة المنشآت النووية الايرانية عديم الاثر، اذ ان التقنية النووية لايران محلية وليست مستوردة".

ويشدد نفيو على ان "التفاوض هو الحل الوحيد لمواجهة وتحييد ايران"! فدققوا هم يريدون التفاوض لاجل تحييد ايران وليس... الا انه رغم ان فريقنا النووي قد برهن بذكاء خلال جولتين من المفاوضات الاخيرة انه لن يسمح للخصم الخروج من الإطار المحدد ولكن ما يتوقع من فريقنا المفاوض ان يطلب من الطرف الاخر ايضاح التناقض بين المعادلة المعلنة للمفاوضات وما يصرح به ترامب.