واحد – صفر لصالحنا
نتيجة المفاوضات
حسين شريعتمداري
1 – ليست "المفاوضات غير المباشرة مع اميركا" على العكس من تصفيق وتصفير المتأثرون بالغرب وانشراح ادعياء الاصلاح، بالحدث الجديد، اذ سبق وان حصل لمرات. على سبيل المثال في ابريل من عام 2022 كان الاتفاق مع روبرت مالي. وفي اغسطس من عام 2022 وقع مرة اخرى كذلك مع "روبرت مالي". وكان موضوع المفاوضات غير المباشرة في المرتين البرنامج النووي. وفي اغسطس من عام 2023 مع "ماك غورك" حول فك القيود عن الارصدة الايرانية. وفي مارس 2024 مع "ابرام بيلي" و... والجدير ذكره ان المفاوضات المذكورة لم تصل الى نتيجة بسبب ما طلبته اميركا من اتاوات فيما شددت ايران على تحقيق شروطها.
2 – وبخصوص المفاوضات غير المباشرة كانت رؤية سماحة القائد نفسها حول عدم الوثوق باميركا، ورغم اعتباره السعي لالغاء العقوبات امراً ضرورياً الا انه شدد على ان الغاء العقوبات مسؤولية اميركا ولا تريد تحملها.
وقد قال سماحة القائد في تموز العام الماضي خلال استقباله رئيس واعضاء مجلس الشورى الاسلامي "نحن بإمكاننا رفع العقوبات بآليات نعتز بها واكثر من ذلك ان نبطلها وكما قلنا مراراً ان رفع العقوبات ليس بايدينا وينبغي ان نصل الى رؤية لرفعها ولكن إبطال هذه العقوبات بايدينا وهنالك سبل جيدة لذلك وقد سلك المسؤولون الحكوميون جوانب من هذه السبل وحصلوا على نتائج جيدة، وبإمكان المجلس ان يؤدي دوره".
3 – ان اميركا تعلم جيداً ان ايران غير ساعية لامتلاك السلاح النووي "لا تريد وليس لا تتمكن" وان الحؤول دون انتاج ايران للسلاح النووي هو ذريعة لفرض العقوبات. ان "جورج فريدمن" مدير عام وكالة الامن والمراقبة الستراتيجية الاميركية، وهو كان مستشاراً للجيش والحكومة الاميركية في مجال الدفاع والامن القومي، ويعمل لمدة عشرين عاماً كأستاذ في كلية "ديكينسون" الاميركية للعلوم السياسية. يقول "فريدمن" في معرض اجابته على سؤال مراسل الصحيفة الاميركية "يو 10سي اي تودي" بخصوص السجال النووي بين ايران واميركا. يقول "ليست مشكلة اميركا مع ايران في القضية النووية وانما في ان ايران قد برهنت انها ليس من دون العلاقة مع اميركا وحسب بل حتى في حال خصامها وعدائها مع اميركا بامكانها ان تكون اكبر قوة عسكرية وتقنية في المنطقة. وهذا بالنسبة لاميركا ليس بالنموذج المقبول! وقد رشح عنه الربيع العربي. وقد سطر "فريدمن" ذلك في كتاب "العقود القادمة".
4 – ان هنالك ادلة وفيرة تعكس يأس اميركا من حربة العقوبات. وانها اختارت المفاوضات كآلية لأخذ الاتاوات. لنقرأ!
في ديسمبر العام الماضي اعرب "ريتشارد نفيو" المعروف بمهندس العقوبات على ايران، خلال مقالة لمجلة "فارين افيرز" الامريكية اعرب عن تشاؤمه من آثار العقوبات على ايران، وكتب حول احتمال مهاجمة ايران "ان تداعيات الهجوم العسكري على ايران ثقيلة جداً، ويحتمل ان يكون فيه فشل وتصدع لحيثية اميركا. كما ان الهجوم على المنشأت النووية الايرانية لا فائدة منه، لان التقنية النووية الايرانية محلية وليست مستوردة". وشدد نفيو على ان "المفاوضات هي الحل الوحيد لمواجهة وتحييد ايران" (تحييد ايران وليس حل مشاكلها! كما يعكسه ادعياء الاصلاح).
5 – وفي الثالث من اكتوبر 2022 قال سماحة قائد الثورة بخصوص دوافع الاعداء من اثارة الفتنة صيف 2022 "ما اشعره ان دافعهم هو في شعورهم ان البلد يتجه نجو اقتدار في كل المجالات وهذا ما لا يطيقونه، اذ يرون ان بعض العقد المستعصية – ولله الحمد – باتت تحل. بالطبع ان البلد يعاني من المشاكل، وقد تم التحرك لحل بعضها بشكل جاد وهي مشاكل قديمة وتمت حل عقدها، والاعداء يرون الحركة نحو الأمام والتقدم الحاصل وهذه حقيقة، انها حركة في جميع النواحي وقد شهد الجميع هذه الحركة وهم ايضاً شاهدوا ذلك، ولا يريدون ان يحصل هذا الشيء، يشاهدون كيف تم تشغيل المصانع المعطلة ويرون ان الشركات المعرفية تنشط، والانتاج يتطور يومياً. ويشاهدون آثار ذلك وهذا يعني افشال العقوبات – الذي هو السلاح الوحيد بأيدي الاعداء – ولاجل ايقاف هذه الحركة خططوا ووضعوا البرامج العدائية".
6 – وبالالتفات الى الامر الذي اشرنا اليه اعلاه والتي تحتشد الادلة والتصريحات على صحتها، تقوم اميركا باستخدام آلية العقوبات للضغط على ايران الاسلامية ولما كان عداء اميركا لايران من سنخ جذور الجانبين يستمد حياته فلا يتخلى العدو عن فرض العقوبات بتاتاً. من هنا فان كانت جولة المفاوضات غير المباشرة ليوم السبت تنصب على البرنامج النووي – وهو كذلك – فيمكن ان تتوقع سلفاً ان المفاوضات غير المباشرة هذه كسابقاتها لا تخرج بنتيجة ما.
ولكن ما تحصل عليه اميركا من هذه المفاوضات غير المباشرة الفشل في فرض امانيها بالقوة، وما يبقى لايران الاسلامية تجربة اخرى من اعلان عدم الوثوق باميركا للرأي العام العالمي. تأسيساً على ذلك يمكن الخروج من الان بنتيجة المفاوضات غير المباشرة مع اميركا وهي: واحد – صفر لصالح ايران الاسلامية.