kayhan.ir

رمز الخبر: 204450
تأريخ النشر : 2025April07 - 20:18

الكرة في الملعب الاميركي!

 بعد رسالة الرئيس الاميركي ترامب للقيادة الايرانية الطلب بفتح ملف المفاوضات والادعاء بأنه رئيس سلام ويريد السلام ردت طهران على الرسالة وقد كشف قائد الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء باقري جانباً منها حيث اكد قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي بأنه لا تفاوض بشكل مباشر لكن لا توجد مشكلة من المفاوضات غير المباشرة. وقد اكدت إيران انها ليست من دعاة الحرب لكنها سترد على أي تهديد بكل ما أوتيت من قوة.

ايران الاسلامية التي خبرت كل الادارات الاميركية طيلة اكثر من اربعة عقود لا يمكن ان تثق بعهودها ومواثيقها فكيف بـ"ترامب الطرف الاكثر خيانة للامانة وعدم الالتزام في المفاوضات الماضية والثقة به مفقودة على الاطلاق، حسب توصيف رئاسة الاركان العامة اللواء باقري.

وحتى كتابة هذه السطور لم تستلم طهران بعد رسالة الرد من واشنطن على اجراء المفاوضات غير المباشرة حيث اكد السيد عراقجي وزير الخارجية "بأن الكرة الان في الملعب الاميركي بشأن هذه المفاوصات". مثل هذه المفاوضات لا يمكن ان تخرج من سياقها كما جرى في السابق الملف النووي والنووي فقط ولا يمكن طرح ملف آخر لانه خط أحمر بالنسبة لإيران سواء كان يتعلق بحلفائها او وسائلها الدفاعية لان ذلك يمس بسيادتها واستقلال قرارها وهذا لا يمكن البت فيه على الاطلاق.

اميركا التي تمثل اليوم رأس الاستكبار العالمي، لا يمكن الثقة بوعودها ولا بما تقطعه على نفسها وهذا هو ديدنها وتعاملها مع دول العالم وحتى مع حلفائها لانها تريد فرض وصايتها على العالم، فكيف اليوم ويقودها الرئيس ترامب المنفلت من كل القيود والالتزامات ولا يمكن التكهن بردود افعاله وفقاً للمعايير المتعارف عليها. ترامب الذي ساهم قبل دخوله البيت الابيض على وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى بين الكيان الصهيوني وحماس، يقف اليوم خلف الجزار والارهابي نتنياهو لإشعال حرب الإبادة الجماعية في غزة وخرق وقف اطلاق النار ثانيةً.

فمن حق إيران وقيادتها الحكيمة ان لا تثق بهذا الموجود الذي يقول شيء في الليل ويفعل شيئاً آخر في النهار فهو متلون الى ابعد الحدود ويتظاهر بالجنون لتخويف العالم لكن لا تنطلي عليها مثل هذه الخزعبلات الرخيصة وهي تقف كالجبل الراسخ امام العواصف مهما اشتدت ولا ترتعد من الحرب لكنها ليست من دعاتها واذا ما فرضت عليها فأنها ستقلب الحابل على النابل واميركا قبل غيرها وخاصة ترامب الذي ذاق مرارتها في عين الاسد في ولايته الاولى ادرى بغيره من قدرات ايران الماحقة. واذا ما ارتكب حماقة وحتى الان لا يجرؤ على ارتكابها فستكون تداعياتها كارثية ليس على المنطقة فحسب بل على العالم اجمع وانه يعلم قبل غيره لا يمكن لاميركا ان تهزم ايران في حرب تقليدية، فما تملكه ايران من قدرات ردعية ضخمة واخرى تهاجمية هي من تردع اميركا للتلاعب بالنار أو الدخول في حرب غير محسوبة النتائج والعواقب.