kayhan.ir

رمز الخبر: 203670
تأريخ النشر : 2025March08 - 20:40

الى اين تسارعون؟!

 

حسين شريعتمداري

1 – افصح السيد "شهرام دبيري" مساعد رئيس الجمهورية المحترم لشؤون المجلس عن لائحة ارسلت مؤخراً من قبل الحكومة الى مجلس الشورى الاسلامي للمصادقة عليها. واللائحة مذيلة بقيد عاجل!... ونظرة سريعة للائحة وحتى بعدم مراجعة الفحوى تعزز احتمال وجود خديعة، اذ نضع اقدامنا دون احتساب في ساحة قد رسم اعداء النظام في الخارج حدودها. وقد اعرب الاخ العزيز "طلائي نيك" مساعد شؤون البرمجة والمجلس والمتحدث بأسم وزارة الدفاع بهذا الخصوص، بالقول:"ان هذه اللائحة قد نظمت بموافقة وإشراف هيئة اركان القوات المسلحة، والمؤمل ان لا يتم الحكم عليها دون دراسة وتفحص دقيق في محتواها". وضمن الاشارة الى انه قد قبلنا فقط بروتوكولين من هذه الاتفاقية مع الاحتفاظ بالشرط، وقالوا ان هذين البروتوكولين المقترحين في اللائحة هما:

1 – ضبط استعمال مأموريات لها تشضيات لا تشخص بأشعة إكس في جسم الانسان.

2 – ضرورة التعرف واستحصال المواد القابلة للانفجار  من مناطق الحرب بعد انتهاء الحرب.

2 – وينبغي القول ابتداءاً ان الاحتفاظ بالشرط  وحق الاحتياط في المعاهدات الدولية مشروط بمواكبة هذا الاحتفاظ بالشرط  وحق الاحتياط مع نص المعاهدة وتشخيص هذه المواكبة تعود لمركزية المعاهدة وليس الدول الاعضاء.

على سبيل المثال فانه في "اللجنة الخاصة لمجموعة FATF" تم وضع تعريف للارهاب حسب فهمهم وعليه فانه على عكس رؤية الجمهورية الاسلامية الايرانية صنفوا حرس الثورة الاسلامية، وحزب الله لبنان و...على قائمة الارهاب!

ان عنوان اللائحة هو "لائحة إلحاق الجمهورية الاسلامية الايرانية بمعاهدة حظر استعمال بعض الاسلحة المتعارفة"! فالاسلحة المتعارفة تشمل اسلحة مثل المدافع والدبابات والبنادق والرمانات والراجمات والمقاتلات. اي تلك الاسلحة التي لا تدخل ضمن الدمار الشامل مثل الاسلحة النووية والبايولوجية والراديولوجية والكيمياوية وان جميع الدول مسموح لها استخدامها.

ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لطالما عبرت عن عدم استخدامها لاسلحة الدمار الشامل بتاتاً. ومن ضمنها عدم انتاج الاسلحة الذرية "رغم امكانية انتاجها في ايران". فالمعاهدة المذكورة قد ركزت ليس فقط على اسلحة الدمار الشامل، وانما فرضت قيوداً على انتاج أوتهيئة الاسلحة المتعارفة في بلدنا.

4 – والتساؤل الاول هو: ان الحكومة المحترمة بأي دافع وعلى اساس اي ضرورة قد هيأت لائحة "انضمام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى معاهدةحظر أو الحد من استعمال بعض الاسلحة المتعارفة" وارسلتها لمجلس الشورى الاسلامي لاجل المصادقة عليها؟! ومن الضروري الاشارة الى عدة نقاط لبيان سبب القلق الناجم من تهيئة هذه اللائحة وتعزيز احتمال الخديعة!

الاولى: لاكثر من عقدين تشهد ايران تحد مع اعداء الخارج بخصوص البرنامج النووي، وبالرغم من تأكيد الوكالة الدولية للطاقةالذرية مراراً على سلمية نشاطات ايران النووية،  والاعلان عن حرمة استخدام السلاح النووي من قبل سماحة قائد الثورة المعظم، مازال ملفنا النووي يتعثر في طوايا الاعيب الاعداء. لماذا؟!

ان "جورج فريدمن" مدير عام "وكالة المعلومات والمراقبة الستراتيجية الاميركية"وكان مستشار الجيش والحكومة الاميركية في مجال الدفاع والامن القومي، وعمل مدرساً لعشرين عاماً في كلية "ديكينسون" الاميركية للعلوم السياسية. ان فريدمن قد قال في معرض اجابته على سؤال مراسل الصحيفة الاميركية "يو.اس.اي.تودي" بخصوص التوتر النووي بين ايران واميركا، فأجاب: ليست مشكلة اميركا مع ايران بخصوص البرنامج النووي الايراني، ان القضية هي ان ايران قد اثبتت انها ليست من غير علاقة مع اميركا وحسب بل في حال خصامها وعدائها مع اميركا يمكن ان تكون اكبر قوة عسكرية وتقنية في المنطقة. "كتاب العقود القادمة عام 2012".

وحسب اخينا العزيز جناب "ظهره وند" عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الاسلامي، في رده على اللائحة المذكورة: "نحن رغم اننا دخلنا  في التقنية النووية السلمية وشهدنا ماذا فعلوا بنا من متاعب. وفي ظل هذه الظروف معلوم مصير الاسلحة المتعارفة. وحسب النص فانه حتى انتاج واستخدام الاسلحة المتعارفة مثل الطلق الناري والرمانات لربما يحظر استعماله".
الثانية: القوا نظرة الى الجرائم الوحشية لاميركا والكيان الصهيوني! في نموذج على سبيل المثال فان عشرات الالاف من اطنان القنابل قد القيت على رؤوس شعب غزة المظلوم، والآن تريد تلك الجرثومة الفاسدة ومرتكبة المجازر، ان تقرر حول اسلحتنا المتعارفة! أليس الامر مقلقاً؟! صدقوا هوكذلك!

الثالثة: ان الكيان الصهيوني واميركا قد استخدمتا في حرب غزة انواع الاسلحة غير المتعارفة مثل؛ القنابل الفسفورية والكيماوية واسلحة بيولوجية واسلحة انشطارية معززة ونووية و.... وتم قتل عشرات الالاف من النساء والرجال والاطفال و...ويثار الان تساؤل هو هل ان ضرورة مواجهة استخدام اسلحة غير متعارفة واسلحة الدمار الشامل كأولوية أو "منع اوحظر استخدام الاسلحة المتعارفة"؟!...فضلاً عن قيد المعالجة الفورية! فإلى أين بهذه السرعة؟!

الرابعة: ان هذه الجراثيم الخبيثة قد اعلنت صراحةً ومراراً واثبتت ذلك عملياً بشدة القساوة بأن ايران الاسلامية هي العدو اللدود لهم.

حبذا لو اشار المعدّون لهذه اللائحة الى نموذج واحد من المعاهدات الدولية التي لم يحرفوا فيها اعداء النظام الحقائق ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية!

5 – فهل يبقى ادنى شك من ان اللائحة "انضمام الجمهورية الاسلامية الايرانية الى معاهدة منع اوحظر استخدام بعض الاسلحة المتعارفة"! هي مطلب الاعداء وهدفهم النهائي من إلحاق ايران بهذه المعاهدة، نزع السلاح عن ايران الاسلامية قبال الهجمات الوحشية للاعداء؟!