في ساحة العدو لا يكون اللعب!
حسين شريعتمداري
1 – كنا اشرنا في مدونة الى حكاية لقاء المرحوم "الشيخ البهائي" بالمرحوم "المقدس الاردبيلي" واوردنا فيها؛ "خلال فترة الحكومة الصفوية – في ايران – شد المرحوم الشيخ البهائي – بمشورة من علماء دين وأهل الحل والعقد – شد رحاله الى النجف الاشرف، ليطلب من المرحوم المقدس الاردبيلي العالم الجليل الساكن في النجف، ان ينتقل الى ايران لرفد الحوزة العلمية. وبعد وصول الشيخ البهائي للنجف وزيارة مرقد الامام علي "عليه السلام"، توجه الى حلقة درس المقدس الاردبيلي بالرغم من سمو مقامه العلمي وشهرته في الآفاق. وخلال الدرس بدر للشيخ اشكال في طرح المقدس الاردبيلي، فطلب الشيخ الرد على الاشكال كما هومتعارف عند طلبة الحوزات العلمية الدينية. فسارع الاردبيلي بالاجابة بأن الاشكال غير وارد مقدماً ادلته العلمية على ذلك. فتقدم الشيخ البهائي بإشكال آخر فسمع من المقدس الاردبيلي الرد بشكل مبرهن، ووجه الشيخ اشكال ثالث الا ان الاردبيلي لم يجبه هذه المرة على اشكاله، وكأنه عجز عن الرد، وبعد مرور يوم على ذلك رد الاردبيلي في درسه على اشكال الشيخ. فتساءل الشيخ: هل ان سماحتكم قد استوفيتم الاجابة بالبحث والتدقيق وتوصلتم للرد؟ فأجاب الاردبيلي: كنت على دراية في نفس الوقت بما لابد ان اجيب عليه، فأستغرب الشيخ ان لماذا لم تجيبوني حينها؟! فقال الاردبيلي: ان ايران قد تحولت هذه الايام الى قبلة للعلم ومناراً للفقة الشيعي بجهود علماء دين كبار مما جعلها قبلة للعلماء والمجتهدين، وجنابك احد هذه الاعمدة في حوزة ايران، وبالنسبة لي كطالب علم – مما يعكس تواضع المقدس الاردبيلي – فضلت ان اظهر للطلبة في الدرس ان مقامك اجلّ علمياً من طالب علم مثلي، اذ هبت باجابتي على سؤالك الثالث ان تنال هذه القامة العلمية خدش، مما سيترك – لا سامح الله – أثراً على الساحة العلمية للتشيع في ايران في المستقبل، لما نأمله من دور مصيري ستلعبه الحوزة العلمية في ايران وحاضرتها على العالم الاسلامي".
2 – ولنلتفت الى توجيهات سماحة القائد؛ الاول: "بدوري ارى مطمئناً ان الجيش السايبري للاعداء بانتظار فرصة يستغلها؛ ففي بعض الاحيان يوجهون على لسان خصومكم السياسيين التهمة والاساءة، كي يثيروا حفيظتكم، او ان يوجهوا اهانة لشخصية محترمة عندكم او شخصية علمية دينية أوسياسية، كي يستفزوكم. لذا يسترعي الانتباه لذلك؛ أي كلما تشاهدون في الفضاء الافتراضي، ان كان يخالف رأيكم لا تصدقوه دائماً بأن ذلك هو خصمكم السياسي او معارضكم السياسي، اذ ربما هو من قبل عدوكم المشترك". في 21 تموز 2024.
الثاني: "ان مخطط المعارضين كذلك – كما نعلم به – في العمل على مواجهة الانصار مع بعضهم البعض، بتحريك انصار هذا المرشح ضد انصار المرشح الاخر، وتتم بتوجيهات خاطئة قذف اقاويل غير صائبة، وهم يستخدمون الفضاء الافتراضي لذلك، اي يتم عن طريق الاجواء الافتراضية نقلاً عن شخص في هذه الحملة ضد شخص في الحملة الاخرى، ويتم نشر اكاذيب على لسانه، مما يجعل الجانبان هجومهما مركزاً على احدهما ضد الآخر. التفتوا ان دوافع الاعداء لخلق الخلل والاختلاف، فهي دوافع عميقة يعتمدها البعض". في 26 مارس 2021.
3 – ولست في مقام النصيحة، انما اتركه للشاعر سعدي:
لرب عالم يعجز عن التدبير ويصيب سهم الطفل سهواً كنه المصير
تأسيساً على ذلك ووفق توجيهات سماحة القائد اذ نعلم ان كلامه حجة شرعية على جميع الاخوة، نوجه الخطاب للاعزة الذين يلبسون هذه الايام بصفتهم موالين لهذا المرشح او ذاك، يحاولون إلباس قضية انتخابات رئاسة الجمهورية المنصرمة لبوساً جديداً ويسحبون عتاب تلك الايام – ولم تكن في حينها محل عتاب – الى هذه الايام، نخاطب هؤلاء بأنكم وللاسف الشديد ودون التفات تلعبون في ساحة العدو! فانظروا جيداً للساحة! أليس اعداء النظام وبعض أذنابهم قد انهمروا بالتصفيق والصفير. ولسنا في محل جدل! فان كانت توجيهات سماحة القائد "فصل الخطاب" لكم وهي كذلك، فلا تستمروا بهذه المواجهة الضارة.
4 – والتفتوا الى توجيهات سماحة القائد، حين يتحدث عن اختلاف المؤيدين، فيقول: "في بعض الاحيان يأتي المؤيدون باختلافات لا علم للمرشحين بها، اي في حالات تكون كما يقال "الصحن اشد حرارة من المرق الذي يحتويه"، والذي ارجوه ان يلتفت المؤيدون المحترمون الى هذه الجوانب".
ولنا كلام مع المرشحين المعنيين، حين يقول سماحة القائد: "في بعض الاحيان لا يعلم المرشحون عن هذه الاختلافات ..." ونستميح السادة العذر اذ لابد من القول: "والآن وقد علمتم فالمرجو منكم ان تبادروا للحؤول دون استمرار القضية".