برهن على عدم انتمائك للموساد يا سيد غروسي!
حسين شريعتمداري
1 – ان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل غروسي" أبدى تصريحات ساخرة خلال مؤتمر صحفي في اليابان حول النشاطات النووية للجمهورية الاسلامية الايرانية، وهي مما تقيم خارج نطاق العقل والمنطق. فقد قال غروسي: "على ايران ان تبرهن انها ليست بصدد انتاج السلاح النووي"! وقد ووجهت تصريحات غروسي المضحكة برد منطقي لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية من خلال بيان منطقي يستحق الاستحسان. ومن الضروري الاشارة الى عدة نقاط من بيان منظمة الطاقة الذرية الايرانية، وهي لا تبقي ادنى شك ان غروسي لا يصلح للبقاء في منصبه الحالي، وعلى الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تمتنع من قبوله كمدير عام لمنظمة الطاقة الذرية الدولية.
2 – وكما جاء في بيان منظمة الطاقة الذرية للجمهورية الاسلامية الايرانية فأن "اصل البراءة" أحد البديهيات القانونية. وبعبارة ثانية فأن من يتهم عليه ان يقدم دليلاً على ادعائه ويحضر شاهداً، كما جاء في النص: ": البينة على من ادعى".
على سبيل المثال اذا اتهم شخص شخصاً آخر بالسرقة، فعليه لاجل اثبات ادعائه تقديم الدليل. فليس في أي من الانظمة القانونية في العالم يتم الطلب من المتهم لاجل تبرئة نفسه من التهمة الموجهة اليه الاتيان بالدليل والبينة اذ ان الاصل هو البراءة فلا يمكن من دون تقديم دليل توجيه تهمة للآخرين بأرتكاب ذنب. من هنا وعلى اساس اصل بديهي في جميع الانظمة القانونية العالمية ينبغي ان يقدم السيد غروسي لاجل اثبات ادعائه ان ايران بصدد انتاج السلاح النووي، الدليل.
3 – ان نظرة الى تاريخ تشكيل المنظمة الدولية للطاقة الذرية من البدء ولليوم، تعكس بوضوح ان اكثر وادق واوسع جولات تفتيش الوكالة اجريت للمنشآت النووية للجمهورية الاسلامية الايرانية. بحيث ان ربع مجموع مفتشي الوكالة قد خصصوا لذلك، وقد اكدت الوكالة مراراً سلمية برنامج ايران النووي.
ان ادعاء غروسي هذا فضلاً عن كونه ساخراً وبعيد عن التعقل والمنطق يعكس حقيقة لا تنكر وهي ان الوكالة لا تملك اي دليل وسند على عدم سلمية البرنامج النووي للجمهورية الاسلامية وهو بمنتهى الحماقة يريد من ايران ان تدلل على عدم سلمية برنامجها النووي!
4 – والان ينبغي على السيد غروسي ان يبرهن على انه ليس جاسوساً للموساد. وربما تستغربون وتوجهون اللوم بأنه لماذا استخدم نفس المعادلة التي استفاد منها غروسي والذي اعتبرناه مضحكاً وبعيد عن القواعد العقلية والمنطقية؟! ولكن ادعاءنا يختلف عن ادعاء غروسي الساخر اذ ليس من دون دليل وشاهد. فلدينا ادلة وشواهد بتبعية السيد رافائيل غروسي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للموساد. اذ ان المرور على الشواهد والقرائن لا يبقي ادنى شك بعدم السماح له دخول البلد ومنعه من ابداء وجهة نظره حول البرنامج النووي الايراني!
5 – ان اميركا وبعض الدول الاوروبية وعلى مدى فترة المفاوضات النووية قد جرّوا الحديث الى موضوع الابعاد العسكرية الاحتمالية للبرنامج النووي الايراني – PMD -، حيث ان لايران في السابق بعض النشاطات غير السلمية لبرنامجها النووي! فأميركا تدعي ان هذه المعلومات قد حصلت عليها من الحاسوب الشخصي لاحد الموظفين السابقين في منشآت ايران النووية وقد فر من ايران! كما ونقلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الامر في نوفمبر من عام 2011 خلال تقرير للجمهورية الاسلامية الايرانية، مطالبة بتوضيح حوله. فكان رد ايران على ذلك بأنها دراسة موضوعة، وضمن تقديم الادلة الدامغة برهنت على عدم واقعية هذه المعلومات، فما كان من الوكالة الدولية للطاقة إلا اعتبار الموضوع مختوماً في 2013، اذ اكد مدير عام الوكالة حينها "يوكيا امانو" خلال تقرير الى مجلس حكام الوكالة بأن "لا وجود لنشاطات مشكوكة في برنامج ايران النووي منذ عام 2009".
6 – فما كان من اميركا والكيان الصهيوني اللذين امتعضا بشدة من تقرير "يوكيا امانو"، قد صبا الضغوط على امانو مطالبيه أن يتراجع عن تقريره!
الا ان امانو اعتبر الطلب مخالفاً لقوانين الوكالة الدولية، معلناً ان تقرير الوكالة يتطابق مع التحقيقات المتبعة والوثائق التي قدمتها ايران، ولم يستجب للضغوط المفروضة من قبل اميركا والكيان الصهيوني. وفي حينها كان "رافائيل غروسي" مساعداً لمدير الوكالة "يوكيا امانو"، وهو "أي غروسي" معروف بعدائه لايران ومماهاته لاسرائيل. فكان لغروسي الاصرار الشديد كي يتراجع امانوعن التقرير المتعلق بتبرئة ايران من تهمة PMD، وكان رد امانو رداً سلبياً للطلب غير القانوني الذي تقدمت به اميركا والكيان الصهيوني و... ومن ثم ارتحل عن الحياة الدنيا! ليحل محله "رافائيل غروسي"! حيث عملت اميركا والكيان الصهيوني لاجل انتخاب غروسي مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية اتصالات مع مجموعة من الدول الاعضاء في الوكالة لتشكيل لوبي موحد، وحتى اضطرت بعض الدول للرضوخ رهبة.
7 – ان بعض وسائل الاعلام الغربية وضمن الاشارة الى ان غروسي معروف بأنسجامه بشكل شديد مع اميركا والكيان الصهيوني والعداء للجمهورية الاسلامية الايرانية، اعتبرت موت امانو بالامر المشكوك، وانها مؤامرة وجريمة لاحلال غروسي محله.
ويكفي لاثبات عداء غروسي حيال الجمهورية الاسلامية الايرانية ان نضيف بأنه حين جاء الى ايران بمعية فريق الوكالة الدولية للتفتيش كمساعد خاص لـ"امانو"، قد قال لممثل ايران في الوكالة الدولية للطاقة حينها "الدكتور علي اصغر سلطانية" وبشكل وقح: "نحن في منصة المدعي العام وانتم في خانة الاتهام"! مما ووجه بانزجار قوي من قبل الدكتور سلطانية.
8 – بعض الادلة التي قدمناها سلفاً يقوي احتمال عضوية رافائيل غروسي لوكالة التجسس الاجرامية للكيان الصهيوني "الموساد". هذا الاحتمال القوي اضافة الى التعامل العدائي لغروسي، لاسيما ادعائه الاحمق مما يعزز مقولة عدم اهلية غروسي لتولي منصب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى المسؤولين المحترمين رفض حضوره في هذا الموقع.