kayhan.ir

رمز الخبر: 202820
تأريخ النشر : 2025February21 - 21:22

الهزيمة المدوية الثانية

كتب المحرر السياسي

 شهد العالم يوم الخميس الماضي وبأم عينيه كيف ادارت حماس وبذكاء عملية تبادل جثث اربع اسرائيليين لتقلب الطاولة على الكيان الصهيوني وقادته وتنغص فرحة الاسرائيليين الذين ملأوا منصات الاعلام والتواصل الاجتماعي بالصراخ والعويل وتوجيه الانتقادات الى مسؤوليهم الذين فشلوا في ادارة عملية تبادل الاسرى وفرض شروطهم على حماس التي حولت هذه  المشاهد الى حرب نفسية قتلتهم في المهد. وقد ذهبت الامور الى درجة وصفتها بعض القنوات الاسرائيلية بـ"مراسم الذل والعار" مضيفة بأنه "لم يكن الحدث مجرد عملية تبادل الاسرى بل تحول الى استعراض سياسي ونفسي مدروس حيث استحوذت حماس على المشهد بالكامل.

وما صدم الجمهور الاسرائيلي الذي كان يتابع البث المباشر على الشاشة بشكل اكبر العبارات التي ظهرت على منصة الحفل بالعبرية: "نحن الطوفان، نحن اليوم التالي". وهذا كان تحدياً صارخاً جاء ليحطم السردية الاسرائيلية حول مستقبل غزة، حيث كانت "تل ابيب" تردد بأستمرار "اليوم التالي سيكون بيدها او بيد سلطة اخرى"، غير ان حماس جاءت لتؤكد "نحن اليوم التالي وليس أي طرف آخر".

الجمهور الاسرائيلي الذي كان اكثر الجهات في الكيان مصدوماً وغاضباً وهو يستقبل جثث ابنائه الذين كانوا ضحية نزوات نتنياهو حيث غدر بهم على حساب مصالحه الشخصية، حملوا الاخير مسؤولية قتل ابنائهم وهذا ما كشف به غالانت وزير الدفاع السابق ايضاً حيث اعلن بأن نتنياهو هو من امر بقتل الاسرى الاسرائيليين مع حراسهم من حماس.

حرب الوعي والصورة التي برعت حماس في ادارتها ضربت بعمق نفسية الجمهور الاسرائيلي وتأليبه على حكومته ونزع الثقة منها. فمسألة تحرير الاسرى وعودتهم بشكل افقي شكل انكساراً ونكسة الى الكيان الصهيوني برمته وخاصة ذوي الاسرى الغاضبين وهذا ما منع نتنياهو من حضور مراسم الاستقبال خوفاً من ردود الفعل ، لانه هو المسؤول المباشر حيث كان يتبجح باستمرار بانه ستحقق النصر المطلق ويعيد الاسرى بالقوة ولكنه اليوم تبين بوضوح ان ما في ذلك كانت "الهزيمة المطلقة" وتعتبر هذه الهزيمة هي الهزيمة المدوية الثانية في معركة طوفان الاقصى. من يقاوم ومن يصمد سيكون حليفه النصر النهائي وفقاً للسنن الآلهية.