kayhan.ir

رمز الخبر: 202563
تأريخ النشر : 2025February16 - 20:35
امام مؤتمر وزراء خارجية دول المحيط في مسقط..

عراقجي: ايران لا تسمح للقوى العالمية تحديد مستقبل المحيط الهندي

 

 

 

*سياسة "الاعتماد على البحار" في أولويات التطوير الاستراتيجي لإيران التي تمتلك اكثر من 5800 كيلومتر من السواحل

 

*مكران الجنة المفقودة ستتحول إلى مركز اقتصادي فسواحلنا ليست فقط حدود طبيعية بل بوابات تربط إيران بالاقتصاد العالمي

 

*سواحل الخليج الفارسي ربطت التجارة  من الهند وجزر إندونيسيا إلى افريقيا والبحر الأحمرالى سائر الممرات العالمية

 

*المحيط الهندي ومنذ آلاف السنين لم يكن مجرد ممر مائي بل شريان للتجارة وتبادل الثقافة وتطوير الحضارات

 

طهران-تسنيم:- أكد وزير الخارجية السيد عباس عراقجي ان ايران مصرة على تطوير سواحل مكران (السواحل الايرانية لبحر عمان) والتي سماها بـ "الجنة المفقودة" التي يجب أن تتحول إلى مركز اقتصادي مستقبلي لإيران والمنطقة، قائلًا: "لا يمكننا السماح للمنافسات الجيوسياسية للقوى العالمية بتحديد مستقبل المحيط الهندي."

 الوزير عراقجي الذي القى كلمة امام المؤتمر الثامن لوزراء خارجية دول المحيط الهندي، والمنعقد في مسقط، امس الاحد، أكد ان المحيط الهندي يلعب دورًا محوريًا في مستقبل الاقتصاد الدولي.

 واضاف : "اليوم نجتمع في أرض عُرفت لقرون كجسر بين الشرق والغرب، وبين الحضارات الكبرى والشعوب البعيدة والقريبة." وتابع عراقجي: "عُمان، مضيفتنا الكريمة، كانت دائمًا ليست فقط لاعبًا اقتصاديًا، ولكن أيضًا رمزًا للتفاعل والحوار والدبلوماسية البناءة في منطقة المحيط الهندي. هذه المنطقة، والتي كانت دائمًا في قلب التحولات العالمية، تلعب اليوم دورًا محوريًا في مستقبل الاقتصاد الدولي."

 وأشار وزير الخارجية إلى أن البحار كانت دائمًا عبر التاريخ بوابات للتواصل بين الحضارات أكثر من كونها حدودًا جغرافية، وقال: "المحيط الهندي، منذ آلاف السنين، لم يكن مجرد مسطح مائي، ولكنه شريان للتجارة وتبادل الثقافة وتطوير الحضارات."

وأوضح رئيس الدبلوماسية: "هذا الطريق ربط التجار من سواحل الهند إلى إفريقيا، ومن جزر إندونيسيا إلى الخليج الفارسي، ومن إيران إلى البحر الأحمر. في وقت كانت الطرق البرية طويلة وغير آمنة، كان هذا المحيط هو الذي يربط الاقتصادات الناشئة ويخلق فرصًا جديدة."

وأكد عراقجي أن إيران، بإدراكها لهذه التحولات، وضعت السياسة "المعتمدة على البحر" في أولوياتها الاستراتيجية للتطوير. وقال: "بلد يمتلك أكثر من 5800 كيلومتر من السواحل - 4900 كيلومتر منها في الجنوب، على طول هذا المحيط الواسع - لا يمكن أن يكون غير مبالٍ بمستقبله."

وأضاف: "تطوير الاقتصاد المعتمد على البحر ليس خيارًا لإيران فحسب، بل هو ضرورة. وقد أدركنا أن سواحلنا ليست فقط حدودًا طبيعية للبلاد، ولكنها بوابات تربط إيران بالاقتصاد العالمي. لذلك، وضعت الحكومة الإيرانية الحالية برنامجًا شاملًا وعمليًا لتطوير الموانئ والنقل البحري وإنشاء سلاسل توريد إقليمية."

وأشار عراقجي إلى أن سواحل مكران تحتل مكانة خاصة في هذه الاستراتيجية، قائلًا: "هذه السواحل، التي تم إهمال إمكاناتها الطبيعية والاقتصادية لقرون، أصبحت اليوم واحدة من أولويات التطوير الوطني."

وأضاف: "يجب أن تتحول 'الجنة المفقودة' مكران إلى مركز اقتصادي مستقبلي لإيران والمنطقة."

وحدد عراقجي أربعة أهداف رئيسية لإيران في تطوير سواحل مكران، وهي:

تعزيز الاقتصادات المحلية وخلق فرص عمل مستدامة للمجتمعات الساحلية ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تلعب دورًا في سلاسل التوريد الإقليمية.

تطوير البنية التحتية للطاقة، مع التركيز على الطاقة المتجددة.

إكمال الممرات الدولية وتعزيز طرق النقل.

جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية كقوة دافعة للتطوير الاقتصادي.

دور القوات البحرية الإيرانية

وأكد الوزير عراقجي أن تحقيق هذه الخطط يتطلب أمنًا بحريًا مستدامًا، قائلًا: "إيران، إلى جانب دورها الاقتصادي والتجاري، تتحمل مسؤولية تأمين الأمن البحري. القوات البحرية الإيرانية، بالتعاون مع دول المنطقة، لعبت دورًا فعالًا في مكافحة القرصنة والاتجار بالمخدرات والجرائم المنظمة وتأمين الملاحة البحرية."

وأشار وزير الخارجية إلى أن التعاون الإقليمي هو مفتاح التقدم المشترك، مؤكدًا أن إيران، من خلال عضويتها في رابطة دول المحيط الهندي (IORA) وقمة القوات البحرية (IONS)، تؤكد التزامها بالتعددية والتعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة.

وحذر عراقجي من أن بعض القوى الخارجية تحاول استغلال الانقسامات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة لتقويض التعاون الطبيعي بين دول المنطقة. وقال: "لا يمكننا السماح للمنافسات الجيوسياسية للقوى العالمية بتحديد مستقبل هذه المنطقة."

 واختتم عراقجي كلمته بالتأكيد على أن مستقبل المحيط الهندي يجب أن يُحدد من قبل دول المنطقة ومن أجل مصلحة شعوبها، معربًا عن سعادته لعقد هذا المؤتمر في عُمان، الدولة الصديقة التي كانت دائمًا رمزًا للتفاعل والحوار والدبلوماسية البناءة.