kayhan.ir

رمز الخبر: 201823
تأريخ النشر : 2025February02 - 20:39
في ذكرى مولد العباس (عليه السلام)..

مدافع حوزة الإسلام والتعاليم الإسلامية و حامى حرم الحسين  و الدين

 

 

نبارك للأمة الإسلامية جمعاء ولادة قمر بني هاشم أبو الفضل العباس عليه السلام، ولادة أشرق الكون بها مذ بزغ نوره من أُفق المجد العلوي مرتضعاً ثدي البسالة متربياً في حجر الخلافة وقد ضربت فيه الإمامة بعرق نابض فترعرع، و مزيج روحه الشهامة والاباء والنزوع عن الدنايا و ما شوهد مشتداً بشبيبته الغضة الا وملء أهابه إيمان ثابت و حشو ردائه حلم راجح ولب ناضج و علم ناجع فلم يزل يقتص أثر السبط الشهيد(ع) الذي خلق لأجله و كون لأن يكون ردءاً له في صفات الفضل و مخائل الرفعة و ملامح الشجاعة والسؤدد والخطر فان خطى سلام الله عليه فإلى الشرف و ان قال فعن الهدى والرشاد و ان رمق فإلى الحق و ان مال فعن الباطل و ان ترفع فعن الضيم و ان تهالك فدون الدين.

 ولد العباس ابن الامام علي بن ابي طالب(ع) و امه ام البنين بنت خالد بن حزام الكلابية و اسمها فاطمة في الرابع من شهر شعبان سنة 26  من الهجرة بالمدينة المنوره. و يكنى بابي الفضل ويلقب بالسقاء و قمر بني هاشم و هو صاحب لواء اخيه الحسين (ع) في كربلاء.

كان العباس وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهم و رجلاه يخطان في الارض. نشأ في بيت الإمامة الإلهية و ترعرع في أكنافها، و تربى في مدرسة أبيه أمير المؤمنين(ع) الذي هو باب مدينة علم الرسول الأعظم (ص) و ظل ربيب ذلك البيت الرفيع مع أبيه طيلة أربعة عشر عاماً، في ذلك البيت.

بعد وفاة الزهراء (سلام الله عليها)، رغب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) أن يتزوج امرأة تلد له ولداً يجاهد في سبيل الله، فطلب من أخيه عقيل بصفته عارفاً بالقبائل و أنسابها، أن يختار له زوجة تتمثل بالخصال الفاضلة و تنفرد بالأوصاف الكاملة، حتى تلد له ولداً يكون له عوناً و مساعداً لأخيه الحسين (ع) يوم الطف. فأشار عقيل على الإمام علي بالزواج من فاطمة بنت حزام بن خالد وقال له: ليس في القبائل أشجع من آبائها المعروفين بالفروسية، فهي امرأة صالحة من الفاضلات و ذوات الشرف والحشمة، تتصف عشيرتها بالنجابة والشجاعة فكان أخوال فاطمة بنت حزام معظمين لدى العشائر العربية ومقربين من الملوك والأشراف معروفين بالشجاعة والفروسية، منهم أبو براء عامر بن مالك الملقب ب(ملاعب الأسنة) لشجاعته و فروسيته، و عامر بن الطفيل بن مالك من أشهر فرسان العرب بأساً و نجدة من أخوال العباس عروة الرحال الوافد على الملوك.

تم زواج أمير المؤمنين بها فولدت البنين الأربعة و هم: العباس، و عبدالله، و جعفر، و عثمان فلقبت بأم البنين، وكلهم استشهدوا في يوم عاشوراء، وقفوا مواسين أخاهم الحسين مدافعين عن حوزة الإسلام والتعاليم الإسلامية المحمدية.

واعتبر موقف العباس يوم الطف كموقف أهل بدر الذين جاهدوا المشركين من قريش، فكان نعم الأخ المواسي لأخيه و نعم الصابر المجاهد المحامي الناصر. فقد حامى عن الدين الحنيف و ذاد عن حرم الحسين (ع)، و أجاب طاعة ربه وزهد في الدنيا فنال الدرجة الرفيعة والمقام المحمود بما صبر واحتسب وهو على بصيرة من أمره، فاقتدى بالنبيين و اتبع سبيل الصالحين.

كانت شخصيته مهيبة كما رباه أبوه عليُّ عليه السلام، شجاعاً مقداماً لا يخشى الجيوش بكثرتها، كيف لا يكون كذلك و هو ابن الكرار صاحب الجهاد و ارفع لواء الإسلام الذائد عن الرسول يوم بدر و حنين واحد وكل المعارك والغزوات، فكان أبو الفضل العباس (ع) كذلك هو مؤسس الجود والإباء، فكرم العباس و سخاؤه يضرب به المثل، وقد وردت حكايات كثيرة في كرمه وجوده، ولذا عرف بأبي الفضل.

و من ألقابه السقّاء أو ساقي عطاشى كربلاء وكبش الكتيبة و قمر العشيرة و قمر بني هاشم و بطل العلقمي والعميد أو عميد العسكر وحامل لواء الحسين و حامي الظعينة، كل هذه الألقاب متداولة بين ألسن الناس، و هي مشتقة من أفعاله الكريمة و خصاله الحميدة. هذا وصار لأبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب (ع) حرم طاهر و غرف يلوذ بها المؤمنون و يلجأ إليها الداعون إلى الله سبحانه، وصار له مشهد يشهد به الناس كما له مشهد يشهده الأبرار المتقون.