kayhan.ir

رمز الخبر: 201672
تأريخ النشر : 2025January31 - 20:26

فتح غزة

 وعادت اسراب الطيور الى اوطانها بعد ان عبثت الغربان بأوكارها، ولسان حالها انه وان تضافرت وحوش الغاب على تهجيرنا في رهان أسود مقيت الا ان اشلاءنا المقطعة تراصفت ثانية لتخلق جسداً اقوى ارادة من ذي قبل، مستلهمة العزيمة من روح الشهيد السنوار التي ترفرف مبتهجة فوق الجموع الزاحفة وهي تهيب بهم؛ لقد وجدت ما وعدت حقاً، فالوعد الصادق بانتظاركم ايضاً، انها مئات الالوف تعود لاطلال منازلها في مشهد تجسدت فيه ارادة الصمود وتشبث شعب بارضه ليجهضوا مخطط التهجير، "فلسطينيون اقل وارض اكبر" الذي ينادي به ترامب اليوم، و"من الماء الى الماء" الذي يتشدق به اليمين الاسرائيلي المتطرف؛ فهنالك من ينادي بالدولة – ويقصد بها حدود عام 1967 – والشعب ينادي بالوطن – والمقصود كل فلسطين - .

وحتى حدود 1967 يستكثرها ترامب ليطلق من جديد – ضمن اوامره التنفيذية – ولكن هذه المرة يصوبها على الاردن ومصر، انهما لابد ان يقبلا بإسكان أهل غزة على اراضيهما.

ولم لا وهنالك من يجعل من ترامب سيد المرحلة، فالمبشر المسيحي "لانس والناو" يقول: لقد تنبأت بانتصار ترامب، انه جزء من خطة الله لبدء عصر جديد من الهيمنة المسيحية في جميع انحاء العالم! وهذا ما يفسر لنا عنجهية ترامب واطلاق التهديدات وتسارع في ممارسة السلطة قبل حلف اليمين في مخالفة للتقاليد الدستورية! فبعث "ستيف ويتكوف" مبعوثه للشرق الاوسط قبل توليه الرئاسة، فأجرى زيارة ميدانية بعد ذلك في قطاع غزة شملت محور "نتساريم" ومعبر كرم ابوسالم ، ليطلق تصريحه: ان قطاع غزة لم يتبق منه شيء تقريباً، وربما تستغرق عملية اعادة اعماره من عشرة الى 15 عاماً، ويتجه السكان شمالاً للعودة الى منازلهم ويرون ما حدث ثم يعودون.

فإذا جمعنا هذه التصريحات الى تصريح "لازاريني" المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا": "إن عمل الوكالة الاممية في الاراضي الفلسطينية المحتلة سيتعطل بسبب الحظر الاسرائيلي، مما يجعل مصير ملايين الفلسطينيين على المحك". وما سيتمخض من لقاء ترامب – نتنياهو في الرابع من شباط الجاري.

وكذلك مطالبة "غوتيريش" الامين العام للامم المتحدة بإجلاء 2500 طفل من قطاع غزة على الفور لتلقي العلاج، وما قالته منظمة الصحة العالمية؛ ان اكثر من 12 ألف مريض ينتظرون الاجلاء الطبي من غزة،وبالطبع سيرافق هؤلاء المرضى ذووهم الى الدول التي ستعالجهم فيتضاعف العدد الى مئات الالوف.

وكما قال سماحة قائد الثورة قبل أيام "ان وراء الابتسامات الدبلوماسية عداوات خفية واحقاد خبيثة، مضيفاً: ان الكارتيلات العالمية الكبرى كل يوم وبطريق ما تخطط لتغيير الهوية ومصالح الشعوب وتوسيع نفوذ الاستعمار".

فهناك مخطط قديم جديد، عقده ترامب مع نتنياهو لاخلاء غزة والضفة الغربية، على مراحل زمنية. فقد سربت صحيفة الغارديان البريطانية في مقال، جانب منه: "لا تخطئوا..اليمين الاسرائيلي المتطرف يخطط من اجل غزة بلا فلسطينيين.

لا ينبغي ان تكون هناك اوهام حول الاتجاه الذي تتجه اليه الصفقة فلا ينوي نتنياهو ان يرى الامر يصل الى وقف اطلاق نار دائم، كما لا ينوي الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من قطاع غزة ولن يمنعه ترامب من نسفه. ويبدو ان نتنياهو وافق على مطلب وزير المالية "سموتريتش" باستئناف القتال بعد انقضاء المرحلة الاولى من مراحل وقف اطلاق النار الثلاث". فليس الاسرى الاسرائيليون المتبقين يحوزون اهمية بالنسبة لنتنياهو بعد ان تم الافراج عن الاسيرة "اربيل يهود" والتي بسببها قال نتنياهو: لن تسمح "اسرائيل" بمرور الغزيين الى شمال قطاع غزة الا بعد اطلاق سراح "اربيل يهود".

فما عرف حتى الان انها تعمل كمدربة لاستكشاف الفضاء وعلم الفلك في مجلس اشكول الاقليمي في غلاف قطاع غزة.

اذن على رجال المقاومة الفلسطينية الابطال ان يزيدوا من رباطة جأشهم ويعدّوا العدة لجولة ثانية قتال من دونه خرط القتاد، ولا يعولوا في جهادهم على وعود أحد من المثبطين فالحرب خدعة كما قيل قديماً، بان يباغتوا الاعداء جميعاً بما يمتلكونه من عزم وارادة، وان مصير الشعب الفلسطيني ومستقبل قطاع غزة يقرره الفلسطينيون.

فكفة المقاومة اليوم هي الارجح لادارة مستقبلية للاراضي الفلسطيني، لاسيما وان عملية تبادل الاسرى ستشمل عدد من قادة فتح، وان غالبية الاسرى المفرج عنهم هم من فتح مقاتلون يشعرون بالامتنان لحركة حماس التي استطاعت ان تفرج عنهم في اطار هذه الصفقة.