الانتصار الكبير في حرب الارادات
كما توقعنا في مقال سابق ان ابناء الجنوب سيزحفون الى قراهم وبلداتهم الحدودية وسيكنسون الاحتلال ويفرضوا ارادتهم الفولاذية عليه وهذا ما حصل يوم أمس "الاحد" فعلاً حيث شهد العالم بأم عينيه كيف تم الزحف المقدس لابناء الجنوب وهم يتحدون الموت ويدخلون قراهم وبلداتهم رغم عدم انسحاب الجيش الاسرائيلي من هذه المناطق وهذا هو التحرير الثالث الذي يسجله ابناء الجنوب في تاريخهم المشرق ويلقنون العدو الغاشم درساً قاسياً لا ينساه.
وما كان لافتاً في هذا الزحف ان نواب حزب الله وأمل والنخب قد تقدموا صفوف الناس في هذا الزحف المقدس ليثبتوا للعالم بأنهم لن يتركوا جماهيرهم في هذه المحطات التاريخية خاصة وان ابناء الجنوب قد اتخذوا قرارهم المصيري في تحد الاحتلال وقهره على مغادرة اراضيهم.
فساعات نهار الاحد 26/1/2025 كانت ساعات حاسمة حيث استطاع ابناء الجنوب بزحفهم رسم خارطة جديدة في حرب الارادات التي انتصروا فيها انتصاراً كبيراً، وفرضوا ارادتهم على الاحتلال للانسحاب من اراضيهم رغماً عن انفه هذه العودة المباركة لابناء الجنوب وبهذا الزخم الكبير الى بلداتهم وقراهم كان أمراً بعيداً عن التصور ولا يخطر على بال أحد، لكنه فعلاً ترجم على الارض واصبح واقعاً.
فهذا الزحف كان اشبه بالطوفان الجماهيري الذي شدّ انظار العالم اليه لان المواجهة فيها غير متكافئة بأية صورة من الصور، حيث تحدى أبناء الجنوب المقاوم بلحمهم الطري قوات الاحتلال المدججة بالسلاح واستطاعوا ان يفرضوا ارادتهم على الاحتلال وحمله على مغادرة الاراضي اللبنانية. وهذا ما دفع ب أغلب الشخصيات والقيادات والاحزاب اللبنانية ومن مختلف الطوائف والمذاهب والاديان أن يطأطؤا رؤسهم امام ارادة الجنوبيين ويباركوا هذا الانتصار الكبير. وكان في مقدمة هؤلاء الرئيس اللبناني جوزاف عون الذي خاطب الجنوبيين: "الجيش اللبناني معكم دائماً حيثما تكونوا يكون". وقد تجسد هذا الامر عملياً حيث امتزجت دماء ابناء الجنوب اللبناني الذين استشهدوا يوم أمس مع دم احد ابناء الجيش اللبناني محمد يوسف زهور الذي سقط شهيداً برصاص الجيش الاسرائيلي الغادر على الارض.
ولاشك ولا ريب ان الشهيد المقدس والقائد التاريخي للمقاومة الاسلامية السيد نصر الله كان حاضراً بروحه في هذه المشاهد الرائعة ويراقب من علياء السماء ما يجري على ارض الجنوب حيث وعد سابقاً ابنائه فيها "قطعاً سننتصر".
ان الكيان الصهيوني اللقيط وقيادته الارهابية التي يتزعمها نتنياهو اراد من مماطلته لتمديد فترة الستين يوماً هو لإكماله المشروع الخبيث وهو الايحاء بأن حزب الله عاجز عن مواجهته والدفع باتجاه نزع سلاح المقاومة بالتعاون مع الطابور الخامس في لبنان.