kayhan.ir

رمز الخبر: 201471
تأريخ النشر : 2025January26 - 20:06

المبعث النّبويّ الشّريف يوم الولادة الكبرى للاسلام

 

إنه يوم 27 رجب لسنة 13 قبل الهجرة، الذي يحمل كل عام ذكرى رسالة خالدة لولادة النور والرحمة الإلهية، في هذا اليوم المبارك بدأت البعثة النبوية الشريفة، ومبعث النور ومولد الرسالة والقرآن الكريم.

إنه يوم مبارك ليس فقط للأمة الإسلامية ولكن للبشرية جمعاء فبعثة الرسول “صلى الله عليه وآله” عمت بركتها الكائنات كافة.

فمع حلول السابع والعشرين من شهر رجب الحرام ذكرى المبعث النبوي الشريف ، نستحضر هذه النعمة الإلهية الكبرى ، نعمة بعث الأنبياء لبني البشر بشكل عام ، و نعمة بعث نبينا الاكرم محمد صل الله عليه وآله وسلم رسولا للعالمين و نبيا لهذه الأمة على وجه خاص ، اذ لا يستغني الإنسان عن الهدي الإلهي في طريقه و سعيه نحو التكامل والسعادة ، حيث يحتاج إلى هداية الله و توجيهه سبحانه و تعالى ، كي يسير في طريق الكمال و يحقق السعادة لنفسه .

ولعل أحد أسرار بعثة النبي الأكرم في مجتمع كان يعيش أدنى درجات الانحطاط، أن تظهر عظمة هذه الرسالة وتميز هذا الرسول. فلو جاء النبي في مجتمع له تاريخ من الحضارة والتقدم لسهل القول بأنه انطلق من تجربة مجتمعه واستفاد من تاريخ محيطه، ولكن أن يأتي هذا الرسول الى مجتمع يعيش أدنى درجات الجهل والانحطاط، ثم يعرض على البشرية هذه الرسالة العظيمة الرائعة في مختلف المجالات, حينها لا يبقى لأي عاقل مجال للشك في أن هذه الرسالة ليست إنتاجا بشريا, ولا تعبيرا عن مستوى ذاتي، لأن المحيط الاجتماعي الذي عاش فيه النبي لا يسمح بأي حال من ألأحوال لشخص يعيش تلك الظروف أن يقدم مثل الرسالة وهذه الشريعة.

إن ذكرى المبعث النبوي الشريف فرصة لتجديد الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة، ولا سبيل لأمتنا إلا العودة إلى الهدي الإلهي إذا أرادت أن تلحق بركب الحضارة البشرية اليوم، فالأمة الإسلامية وخاصة في المحيط العربي أصبحت تعيش وضعا شبيها بأوضاع العرب في الجاهلية، فالأمة تكاد تكون خارج سياق التطور البشري في مختلف المجالات والأبعاد، ولكن مهما كانت قسوة التخلف التي نعيشها، لا ينبغي أن يصيبنا ذلك باليأس والإحباط مادام عندنا هذا الهدي الإلهي وهذه الرسالة العظيمة. إن العودة لهذه القيم العظيمة السامية كفيلة بأن تتجاوز بنا التخلف والانحطاط. وهناك في الأفق بدأت تلوح بشائر الأمل وهذا ما يبشر بعودة الأمة الى سالف مجدها واعتزازها بدينها القويم.

انتشر الاسلام وعم السلام والخير والبركة.. لم لا وأن رسول الاسلام قد اتصف بصفات لم يمتلكها مثله من البشر. فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أحسن الناس خُلقاً؛ وكان أكثر الناس شجاعةً، ويعفو عمّن أساء له، وأحسن الناس عِشْرةً، لا ينتقم لنفسه، شديد الحياء، يغضب لانتهاك حُرمات الله، لا يُفرّق بين أحدٍ، ولا يعترض على الطعام؛ فيأكل ممّا تيّسر دون تكلّفٍ، وكان يخدم أهل بيته، شديد التواضع، يُحبّ المساكين، ويُشاركهم في جنائزهم، ولا يستحقر الفقير أبداً.

كانت من صفاته الصدق والأمانة ولم يشكّ أحداً بِصدقه، لأنّه لم يكذب على الناس قطّ، كما كان كثير التصدّق على الفقراء والمساكين، وامتاز بهدوء النَّفس، وثبات القلب عند مقابلة العدو، فكان يزداد قوّةً وشجاعةً كلّما زاد أذى المشركين له.