kayhan.ir

رمز الخبر: 201410
تأريخ النشر : 2025January25 - 21:38

المقاومة في الضفة كابوس لكيان الاحتلال

 

 تسيطر سلطات الاحتلال على 60% من مساحة الضفة الغربية عن طريق الاستيطان وارتبط المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية بأجندة الاحزاب الصهيوينة واليهودية حيث كان الاستيطان محوراً جوهرياً في برامج الاحزاب التي شكلت الائتلاف لمختلف الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة من منطلقات ايديولوجية وديمغرافية، وتمثل الجمعيات اليهودية الذراع الرسمي لحكومة الكيان الصهيوني في توسع المشروع، اذ اوكلت لهذه الجمعيات الاشراف على 150 بؤرة استيطانية، لتصل بالمجموع عدد المستوطنات في الضفة الغربية 2880 مستوطنة يقيم فيها اكثر من 550 الف مستوطن، وآلتهم الحربية هي وحدة "شبيبة الطليعة المقاتلة" المنتشرة على طول خط الهدنة.

وكانت الضفة الغربية قد ضمت للاردن في مؤتمر اريحا عام 1951، وشكلت الجزء المتبقي من فلسطين الذي لم تستول عليه اسرائيل عام 1948 وقد سمتها السلطات الاردنية بالضفة الغربية لانها تقع غرب نهر الاردن واعتبر اهاليها مواطنين اردنيين ولكن في السابع من يونيو عام 1967 استولت اسرائيل على الضفة، وبقيت خاضعة لهيمنة الاحتلال وسياسات الاستيطان وقضم الاراضي الفلسطينية وعزل بعضها عن بعض.

وعبر اتفاقيات اوسلو التي عقدت الاعوام 1993 – 1995 تشكلت السلطة الفلسطينية باعتبارها كياناً ادارياً مهمته ادارة شؤون الفلسطينيين في الضفة وغزة، ضمن هيمنة الاحتلال وحسب التنسيق الامني تحاول أحهزة أمن السلطة الفلسطينية منع أي نشاط للمقاومين فيتم اعتقال كل من يحاول مواجهة تعسف المستوطنين، الا انه منذ عامين تشكلت فصائل فلسطينية مقاومة جديدة في الضفة الغربية لا تتبع لأي فصيل سابق، مثل "عرين الاسود" في نابلس، وهي حالة مختلفة عن المجموعات القديمة اذ تمتاز بقدرة اشتباك مباشرة عالية، وكذلك كتيبة جنين وكتيبة العياش، وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وكتيبة طول كرم وكتيبة الرد السريع وكتيبة عقبة جبر.

وحسب تقارير الجيش الاسرائيلي فان هذه الكتائب باتت تصنع اسلحة هجومية، فيما اطلقت كتيبة العياش قبل اسبوعين صاروخين من نوع قسام على مستوطنة شاكيل، مع تواصل قوات الاحتلال عدوانها الواسع على مدينة ومخيم جنين مع الدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية للمنطقة، فاقتحمت بلدات في جنين والخليل ونابلس وبيت لحم في الضفة، فواجهتها سرايا القدس – كتيبة جنين في محاور القتال بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفةلتلحق صفوف القوة الاسرائيلية اصابات محققة.

إن خارطة القتال في الضفة تختلف عن ما كانت عليه قطاع غزة لما تتمتع به من تضاريس متنوعة من تلال وانهار اضافة الى عديد سكانها البالغ 3 مليون و258 الف نسمة، يشكل الشباب الغالبية العظمى.

ويبقى التساؤل المحير وهو كيف تحصل هذه الفصائل الفلسطينية على السلاح.

فحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"؛ "ان ايران وحلفاءها اداروا شبكة واسعة عبر اربع دول لتهريب الاسلحة الى الضفة الغربية بأستخدام طائرات مسيرة ورحلات طيران سرية، تهدف لتعزيز القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية المتحالفة معها وعدم اقتصار ذلك على حركة حماس".

الا انه مع تشديد الحصار وعمليات المراقبة على طريق تهريب الاسلحة باتت الفصائل اكثر اعتماداً على الاسلحة المصنعة محلياً وخاصة الصواريخ، ونسخاً مقلدة من ألغام كلايمور الاميركية المضادة للافراد وبنادق هجومية من طراز m4 ، ومتفجرات ومسدسات.

ان النمط الجديد للعمل الميداني المسلح المشترك ظهر عام 2023 مع ازدياد التشكلات المسلحة وتعزيز تنسيق عناصرها رغم الانتماءات الفكرية المختلفة، اذ تعد الفصائل المسلحة امتداداً لسياقات تاريخية مرت بها القضية الفلسطينية في برنامج مقاومتها لكيان الاحتلال، ففي نهاية الانتفاضة الاولى عام 1987ظهرت تشكيلات عسكرية مسلحة مثل "الجيش الشعبي" والفهد الاسود" و"صقور فتح"، ومع اندلاع الانتفاضة الثانية في 28 ايلول 2001 انضوت كل التشكيلات تحت اسم كتائب شهداء الاقصى، فيما برز اسم "سرايا القدس" في الضفة كجناح عسكري لحركة الجهاد الاسلامي التي تأسست عام 1982.

ان خيار المقاومة بكافة تفرعاتها منصب اليوم على انهاك قدرات جيش الكيان الصهيوني في ازقة الضفة الغربية وتلالها وليس بإمكان الجيش الاسرائيلي ان يتحرك بسهولة لتوزع المستوطنات في ارجاء الضفة، وبالتالي يسهل استهدافها، وكل الذي يحتاجه المقاتل الفلسطيني هو الصبر والتسلح بالايمان لتبقى القضية حية في نفوس الاجيال القادمة وفي وجدان شعوب المنطقة اجمع.