انتصار غزة انتصار تاريخي
لاشك ولاريب ان انتصار غزة وصمودها البطولي وصبر شعبها بعد خمسة عشر شهرا هو معجزة الهية ولايمكن ان تتطابق مع المعايير المادية لان انتصارها التاريخي لم يكن على الكيان الصهيوني وحده بل هو انتصار على اميركا وكل القوى الغربية الغاشمة التي وقفت ودعمت الكيان الصهيوني بكل انواع الدعم وخاصة التسليحي لكن كل ذلك لم يفلح في ان يحقق هذا الكيان اي من اهدافه المعلنة وغير المعلنة طوال المعركة.
وما كان موجعا للاحتلال وقادته انهم اعترفوا علنا بانهم هزموا في هذه المعركة وسلموا بالامر الواقع امام هذا الاتفاق الذي وصفوه بالاستسلام وعليهم ان ينسحبوا مرغمين من غزة ويطلقوا سراح الاسرى الفلسطينيين ومنهم من هم محكومين بالمؤبد.
فبعد خمسة عشر شهر من حرب الابادة والتدمير والخراب وعدم تحقيق الكيان الصهيوني اي من اهدافها في القضاء على حماس ونزع اسلحتها او تعين حاكم عسكري لغزة اوتحرير اسراها تراجعت وبشكل مفضوح امام حماس وسائر الفصائل الفلسطينية المقاومة والانكى من كل ذلك لم يحلم ومعه الاستكبار العالمي حتى باليوم التالي للحرب الذي وعدت به كثيرا.
وهذا هو الانتصار الاكبر حيث نزلت القوات الامنية لحماس الى شوارع غزة للامساك بزمام الامور فور دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ وهذا هو اليوم التالي للحرب الذي بنوا عليه حساباتهم الخاطئة ومعهم حتى بعض الحكام العرب والسلطة الفلسطينية الذين سجلوا مواقف مخزية للغاية تجاه غزة الصمود والعزة
لكن الخطر الاكبر الذي ينتظر الكيان الصهيوني هو تبعات هذا الاتفاق على الكيان ومستقبله وما سيواجهه من خلافات ومشاحنات وصدامات تقرب انهياره واول الغيث هواستقالة بن غفير وما سيليه من استقالات وكوارث لا تحسب عواقبه