kayhan.ir

رمز الخبر: 200754
تأريخ النشر : 2025January12 - 20:13

من العقبة الى الرياض "الاسرائيلي" يتقدم

 

لا تنعكس المخاوف في استعادة الادارة الجديدة في سوريا للثقة في نظام سياسي يشمل الجميع، ولا تقتصر القضية على الحريات او حقوق المرأة بل تمتد الى مسائل  اوسع مثل المصالح   الجيوسياسية وسط النفوذ الاقليمي والموارد الطبيعية.

فالتحديات تكمن في تعامل الجولاني مع رفاقه القدامى خاصة العناصر الاكثر تشدداً  في صفوفه. فكيف يتخلى شخص فجأة عما كان يؤمن به بقوة، وهذا ما صرحت به وزيرة خارجية المانيا (انالينا بيربوك) حين زيارتها لدمشق بالقول: ان اوروبا ستدعم سوريا لكن لن تكون راعية لهياكل اسلامية جديدة.

وبالامس انطلقت في الرياض فعاليات الاجتماع الموسع حول سوريا على قسمين؛ الاول يشارك فيه الوزراء العرب، بينما يحضر الجزء الثاني مسؤولون غربيون من فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا وتركيا، والمفوض الاعلى للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي، فضلا عن وكيل وزارة الخارجية الاميركي "جون باس"، والمبعوث الاممي الى سوريا "بيدرسون". وجاء اجتماع الرياض بعد لقاء استضافته مدينة العقبة الاردنية منتصف الشهر الماضي، اكدت خلاله لجنة الاتصال الوزارية المعنية بسوريا الوقوف الى جانب الشعب السوري في هذه المرحلة ... على الاسس التي تحفظ أمنه واستقراره وسيادته ووحدته...

ان اللافت في اجتماع العقبة هو التاكيد على: إدانة توغل "اسرائيل" داخل المنطقة العازلة  مع سوريا، والمطالبة بانسحاب القوات الاسرائيلية من المناطق التي احتلتها، ومطالبة مجلس الامن باتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

ولكن ما الذي جرى على ارض الواقع؟  وما الذي يشغل بال الحكام العرب. فحسب استطلاع اعلامي انتخب ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الشخصية القيادية العربية الاكثر تاثيرا لعام 2024. فهو صاحب مشروع "تروجينا" وهو منتجع للتزلج ـ قيد الانشاء ـ في قلب صحراء  "نيوم" ويطمح لاستضافة دورة الالعاب الآسيوية الشتوية 2029. فهي حسب الاعلام العربي، دولة ذات رؤية  مستقبلية.  ان حصيلة مشروع "تروجينا" حسب تحقيق بثته شبكة التلفزيون البريطانية "ITV"؛ "ان 21 ألف عامل مهاجر لقوا حتفهم بالفعل  في مواقع البناء، بينما يعتبر مائة الف  آخرين في عداد المفقودين".

بينما المشهد الثاني من الواقع الاقليمي يعكس مدى التوغل الاسرائيلي. اذ حسب تقارير عبرية، شرع الجيش الاسرائيلي بتحويل النقاط السورية ـ تثبيت 12 نقطة عسكرية بمساحة 600 كم مربع ـ التي احتلتها الكتيبة 101 من وحدة المظليين الى مواقع عسكرية، كما عُمل على تأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، تضم حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات والمطابخ واعمدة اتصالات، وبناء سواتر ومرابط للدبابات  والمدفعية كنقطة انطلاق لهجوم لاحق، والهدف قطع منطقة البقاع عن الجنوب اللبناني وعليه تقطع امداد السلاح ومحاصرة حزب الله جنوب نهر الليطاني.

فجبل  الشيخ الذي احتله "اسرائيل" يشرف من اعلى قمته على لبنان وفلسطين والاردن وسوريا. هذا اضافة لتهديد الامن المائي لكل من سوريا والاردن، بعد الاستحواذ على ابرز المسطحات المائية الهامة في محافظة القنيطرة. منها سد الشيخ عيسى وسد سحم وسد الوحدة وسد كودنا وسد رويحينة وسد بريقة، وسد المنطرة اكبر السدود جنوبي سوريا، اضافة لمنابع الانهار ومجاريها. كما ان المناطق التي احتلتها القوات الاسرائيلية وتشمل  1%  من ارض سوريا بدءاً  بريف القنيطرة ومدينة البعث  وفي ريف درعا الغربي مثل قرية عابدين وكويا ومعريا، وقرية نافعة في حوض اليرموك. ومرتفع شارة حرمون في ريف دمشق الجنوبي الغربي.

ان هذا الاستطراد السريع يُذكر  القادة المجتمعين في الرياض  ان الادانات السابقة التي دوت قاعة اجتماع العقبة قد آتت اُكلها باحتلال "اسرائيل"  لمناطق جديدة في سوريا لذا أن تكتفوا بما جاء في العقبة حتى تلتقط القوات الاسرائيلية أنفاسها.