وثيقة للمخابرات الاميركية: "داعش" ضرورة لاسقاط الحكومة السورية
واشنطن - وكالات انباء:- تتزايد الأدلة والوثائق على دور الولايات المتحدة الأميركية والدول الاقليمية التابعة لها في تسهيل نشوء وتمدد تنظيم "داعش" الارهابي وعلى قيامها بتقديم المساعدات العسكرية له وذلك بهدف استخدامه كأداة في حربها على الدولة السورية، نشرت المجموعة الرقابية الحكومية المحافظة "غوديشيال وتش" عدداً من الوثائق السرية لوكالة المخابرات المركزية الاميركية بعدما حصلت عليها من مكتب وزارة الدفاع ووزارة الخارجية الاميركية من خلال دعوى قضائية اتحادية.
ويقول أحد التقارير المسربة لوكالة المخابرات الذي يعود إلى /12/ آب عام /2012/.. إن "تنظيم القاعدة والفروع التابعة له هي القوة الدافعة للمجموعات المسلحة المعارضة في سورية التي يساندها الغرب وبالتالي لا بد من التعامل معه بهدف إضعاف حكومة دمشق" .
ويشير التقرير السري المسرب إلى أن "وجود دولة إسلامية أمر مرغوب به في المنطقة الشرقية من سوريا من أجل زيادة تأثير السياسات الغربية في المنطقة"، ويضيف : "بالنسبة لدول الغرب والخليج (الفارسي) وتركيا التي تدعم المعارضة السورية هناك احتمال لإقامة إمارة سلفية معلنة أو غير معلنة في شرق سوريا أي في الحسكة ودير الزور وهذا بالتحديد ما تريده القوى الداعمة للمعارضة وذلك من أجل عزل الحكومة السورية" .
وأشارت المجموعة التي نشرت الوثائق إلى أن التقرير عمم على نطاق واسع بين مختلف الوكالات الحكومية من بينها القيادة المركزية الأمريكية وجهاز المخابرات سي آي إيه ومكتب التحقيقات الفيدرالي أف بي آي ووزارة الخارجية وغيرها .
ويؤكد التقرير الذي أصبح بمثابة وثيقة أن جهاز المخابرات الاميركية توقع ظهور تنظيم "داعش" في العراق والشام ، لكن بدلاً من تحديد الجماعة على أنها عدو اوضح التقرير ان المنظمة الارهابية ذات فائدة استراتيجية للولايات المتحدة .
ورغم أن العديد من المحللين والصحفيين وثقوا دور الأجهزة الاستخباراتية الغربية في تشكيل وتدريب المجموعات الارهابية في سورية لكن الوثيقة المسربة الجديدة تشكل التأكيد الأعلى مستوى على أن الحكومات الغربية تنظر لتنظيم "داعش" الارهابي على انه احدى الأدوات لاسقاط الحكومة في سوريا .
وبعيدا عن إعلان الولايات المتحدة الاعلامي والاستعراضي تشكيل تحالف دولي للحرب على تنظيم "داعش" فإن تتبع حركة السلاح الاميركي الى المنطقة يظهر وصول قسم كبير منه إلى أيادي إرهابيي "داعش" ومنه على سبيل المثال استخدام التنظيم عددا كبيرا من صواريخ التاو الأميركية المضادة للدروع خلال الاعتداء الأخير على مدينة تدمر وما تلاه من ارتكاب مجازر بحق مئات المدنيين.
وإن تتبع مصدر الصواريخ الكرواتية المضادة للدبابات التي عثر عليها بحوزة إرهابيي "داعش" كما جاء في تقرير أبحاث التسليح في حالات الصراع يقود إلى برنامج مشترك بين المخابرات السعودية والمخابرات الأمريكية وهو ما يمكن إثباته بسهولة عبر الأرقام المتسلسلة للصواريخ.