حسين شريعتمداري

1 ـ تم بالامس تدشين قناة تلفزيونية تركية باللغة الفارسية في ايران بتصريح رسمي من الجمهورية الاسلامية الايرانية! وهذه القناة كانت قبل ذلك موقع افتراضي  ينشط ضد ايران، وضمن التعمية على مكتسبات بلدنا ومدى التقدم الحاصل في ايران يصر على تثوير الاقوام الايرانية بعضها على البعض.

2 ـ ولاجل التعرف على ماهية هذه القناة التلفزيونية التركية التي تبث باللغة الفارسية، يكفي ان نلقي نظرة الى جانب من تصريحات "زاهد سوباتشي" مسؤول اذاعة وتلفزيون الحكومة التركية (TRT)!  وقد ادلى "سوباتشي" بهذا الحديث خلال مراسم تدشين جامعة "بورسا اولوداغ" التركية، حيث قال؛

"نحن والى نهاية هذا العام سنقوم بتدشين قناة (تي آر تي) باللغة الفارسية. وان افتتاح هذه القناة سيتسبب في امتعاض ايران، ولكننا مع ذلك سنفعل  ذلك. فينبغي ان نغيظ ايران ونؤلمها، ومن الضروري ان نجعل ايران تعيش الفوضى"!

3 ـ فهل اعطى مسؤولو بلدنا المحترمون، باصدار التصريح لتدشين هذه القناة، المكافأة لاردوغان وحكومته التي تلوثت يداها هذه الايام بدماء الشعب السوري المظلوم، ولا تنفي انها شكلت احد اضلاع المثلث الاميركي الاسرائيلي التركي في المواجهة الدموية قبال قوى المقاومة؟! الحكومة التي فتح باب صادراتها على مصراعيه من انواع السلع النظامية والصناعية والتجارية الى اسرائيل، في اوج الجرائم الوحشية لكيان الاحتلال ومجازره بقتل آلاف النساء والاطفال المسلمين!...

4 ـ وهل ان المسؤولين الذين اصدروا رخصة افتتاح هذه القناة لاعلم لهم بماهية هذه القناة؟!

وكان يكفي ان يمروا مروراً  عابراً على متون وفحوى برامج هذه القناة حينما كانت موقعاً انترنيتياً، او ان يلقوا نظرة سطحية لتصريحات مسؤول الاذاعة والتلفزيون للحكومة التركية بخصوص هذه القناة، والاهداف التي ترنو لها، كان كافياً لتجنب اصدار  تصريح العمل هذا. فلو لو يتم هذا السعي والتحقيق لكان ينبغي مساءلة المسؤولين المعنيين؛ انه لماذا تحملتم عبء  اثقال المسؤولية؟! واذا مع الاطلاع على ماهية القناة المذكورة المناهضة لايران ستصدرون تصريح العمل.

5 ـ فصدقوا يا ايها المسؤولون الذين اصدرتم التصريح المذكور!  ان اجراءكم معيب حقاً، ويذكرنا بابيات للشاعر ناصر خسرو قبادياني، لنقرأ:

شمّر شاهين يوماً بجناحه

يطلب صيداً في اول صباحه

فنظر مزهواً لاستقامة قوامه

كأن العالم كله تحت اقدامه

فاذا بسهم حاذق اصابه

قد اطلقه صياد غير نابه

فقال بعد ما انتها إليه حاله

لا اعاتب إلا نفسي وتجواله