kayhan.ir

رمز الخبر: 199096
تأريخ النشر : 2024December14 - 20:20

الحياة تعود تدريجياً إلى بعض الجنوب… وإصرار على إعادة البناء

 

علي بدر الدين

 علي بدر الدين

 بعد أسبوع من عودة النازحين إلى قراهم ومنازلهم التي ما زالت واقفة وعلى قيد الحياة، أو التي دمّرتها صواريخ الطائرات الحربية «الإسرائيلية» الهمجية والحاقدة والغادرة، ما زالت معاناة النزوح تواكبهم بكلّ صغيرة وكبيرة، ويحاولون تجاوزها وطي صفحتها وكأنها لم تكن، خاصة أنّ حلم العودة السريعة تحقق بفضل رجال الله في الميدان الذين قاوموا وصمدوا وضحّوا وأفشلوا مخططات العدو «الإسرائيلي»، الذي طلب وقف إطلاق النار مُرغماً بفعل المواجهة الأسطورية للمقاومين والصواريخ التي دكّت تل أبيب، وما كان لذلك من تداعيات على المستوطنين وسكان كل منطقة شمال فلسطين المحتلة.

عاد النازحون وعادت معهم الحيوية والنشاط والحياة إلى المدن والقرى والبيوت والحقول والمحال والمؤسسات التي كانت تنتظر عودتهم بشغف بعد 66 يوماً من العدوان المتوحّش، الذي قتل وأباد عائلات بأكملها ودمّر وأحرق الأخضر واليابس.

عادوا والفرحة تغمر الوجوه رغم الألم والقهر والحزن والفجائع على ما أصاب الأهل والجيران وأبناء البلدة الذين إما فقدوا عائلات بكاملها أو عزيزاً، أو الذين تحوّلت بيوتهم ومؤسساتهم ومحالهم التجارية إلى ركام وحطام ورماد، وكيف لهذه الفرحة أن تكتمل وأهالي 62 قرية حذرهم العدو من العودة إليها وهدّد بإطلاق النار على كلّ مواطن يحاول الدخول إلى قريته وبيته؟

كلّ صاحب بيت مدمَّر أو متضرّر أو تحطّم زجاج أبوابه ونوافذه يعمل على إعادة ترميم ما يمكن، ليعيد له بعضاً من روحه وحيويته ودفئه وذكرياته التي طمرتها الحجارة وحطّمتها الصواريخ وأحرقتها نار الحقد الصهيوني، وعمَد البعض إلى لملمة أشيائه وحاجاته المبعثرة وانتشالها من تحت الأنقاض وأكوام الحجارة والتراب، وقد فتحت بعض المحال التجارية السليمة لتلبّي حاجات العائدين من الماء والغذاء والخضار وقوارير الغاز، وقد عادت الحرارة إلى الهواتف الثابتة و»الإنترنت»، وبدأت لجان الكشف عن الأضرار إيذاناً بالتعويض والمباشرة قريباً بإعادة البناء والإعمار والعمل والإنتاج، فقط المياه لم تسلك طريقها إلى المنازل حيث استغلّ أصحاب الآبار الإرتوازية وآليات نقل المياه انقطاع المياه ورفعوا الأسعار إلى حدٍّ غير معقول وغير مقبول ويفتقد إلى الحدّ الأدنى من الاخلاق والتكافل ومراعاة ظروف الناس، وقد قرأت على إحدى صفحات «الفايسبوك» أنّ سيدة من مدينة النبطية تستصرخ الضمائر وكتبت «نقلة المي أصبحت بـ 50 دولاراً» علماً أنها لم تتجاوز الـ 15 دولاراً قبل الحرب.

كما أنّ التيار الكهربائي لا يزال مقطوعاً عن كلّ المناطق الجنوبية التي تعرّضت للعدوان الإسرائيلي.

الحياة بدأت تعود تدريجياً مع وجود خوف وقلق من انهيار وقف إطلاق النار أو عودة الحرب بعد انتهاء مدة هدنة الشهرين، خاصة بعد الخروقات العسكرية الصهيونية التي تحصل منذ الإعلان عن موعد وقف النار فجر الأربعاء 27 تشرين الثاني الماضي، واستهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية المعادية عدداً من القرى والمنازل والمدنيين.

السؤال الكبير، هل انتهت الحرب و»تنذكر ما تنعاد» أم أنّ العدو «الإسرائيلي» مصرٌّ على مواصلة حربه وعدوانه وإجرامه ومخططه الذي أفشلته المقاومة بصمودها وتصدّيها البطولي…؟