انتصار يفوق انتصار تموز
الهزيمة الساحقة التي منيت بها "اسرائيل" في معركة "اولي البأس" ستبقى تلاحقها لفترة طويلة ولا يمكن ان يندمل جراحها وكما قال احد المحللين الاسرائيليين: "اسرائيل هزمت استراتيجيا ولن تكون قادرة على العيش مع هذه الهزيمة". لانها في الواقع كلفتها كثيرا من الخسائر في الارواح والمعدات والمتملكات واما في البعد المعنوي فخسارتها كانت كبيرة جدا لانها لم تكن وحيدة في الميدان فاميركا والاطلسي بما يملكون من اساطيل وسلاح وعتاد ودعم مفتوح عبر مد جسور جوية وبحرية كانوا على مدار الساعة يقدمون لها ما تريد ورغم ذلك خرجت مهزومة مدحورة وحتى باعتراف وسائل الاعلام الاسرائيلية التي اكدت ان "حزب لم يهزم ولم يكن قريبا من الهزيمة".
فنتنياهو الذي تغني كثيرا بسحق حزب الله ونزح سلاحه واقامة منطقة عازلة واعادة المستوطنين الى الشمال وتغيير وجه الشرق الاوسط خرج خائبا واذا به بعد شهرين من الحرب البحرية للتغلغل في الجنوب اللبناني يستجدي وقف اطلاق النار بذريعة التوجه الى اهداف كبرى كايران وهكذا اعادة ترتيب قواته ونفاذ ذخيرته.
فالطرف الذي لم يحقق اهدافه في الحرب يعتبر في العرف العسكري مهزوما اما الطرف الذي يتصدى للعدوان ويحول دون تحقيق اهدافه يعتبر منتصرا، لكن نتنياهو المأزوم والمنفعل غير قادر على ابتلاع الهزيمة وتقبل نتائجها الا ان ذلك لا يغير ومن الواقع شيئا ولو كان هناك بصص امل ان يحقق نتنياهو اهدافه لاستمر في المعركة ولما توسل بوقف اطلاق النار، اما تخرصاته اللاحقة بانه سيعد العدة لمعركة اكبر هي تغطية لفشله وهزيمته خاصة وان الكيان الصهيوني ومنذ هزيمته المدوية في تموز 2006 وهو يعد العدة للانتقام من حزب الله واعادة هيبته الا انه حصل العكس تماما وفقد المزيد من هيبته. فثمانية عشرة سنة من الاعداد والجهوزية لم تسفر الا مزيدا من الفشل والخسائر والفضائح خاصة على الصعيد الدولي حيث اصبحت دولة مارقة ومنبوذة الى ابعاد الحدود بعدما عاشت عقودا من الزمن على انها الضحية والمستهدفة لكي تستجلب بذلك عطف العالم ودعمه.
فاطلالة الشيخ نعيم قاسم كأمين عام لحزب الله في اول خطاب له بعد وقف اطلاق النار كانت مهمة للغاية حيث كشف ابعاد النصر الذي تحقق في معركة "اولى البأس" والتي وصفها بانها انتصار يفوق انتصار تموز وهذا ما حصل فعلا واذا ما تمادى العدو في غيه مستقبلا فانه سيواجه الامرين وقد تكون نهايته المحتومة.