kayhan.ir

رمز الخبر: 198261
تأريخ النشر : 2024November27 - 20:27

مرة اخرى المقاومة شرف للبنان

 

دخل اتفاق وقف اطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله في لبنان حيز التنفيذ الاربعاء 27 نوفمبر، فيما ينشر الجيش اللبناني الآلاف من افراده اضافة لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة (اليونيفيل) في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، مع مراقبة لجنة دولية بقيادة اميركا لامتثال جميع الاطراف للقرار.

فما انجزه حزب الله خلال الايام الاخيرة من عمليات استثنائية وصلت الى خمسين عملية في يوم واحد هو يوم الاحد الاسود24/نوفمبر، طال معظمها مساحة واسعة من العمق الاسرائيلي، هو لوحده يشرح الروح المعنوية لقوات حزب الله، والاهم من ذلك هو القتال وجهاً لوجه مع القوات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية مما يشير لمفخرة يسجلها الحزب بالحفاظ على الاراضي اللبنانية.

ومع ان جميع الفرقاء السياسيين والمرجعيات الرسمية اللبنانية تتفق على ضرورة وقف اطلاق النار، دون اي تعديل على القرار 1701 (وهو قرار مجلس الامن التابع للامم المتحدة والمتخذ بالاجمال في 11/آب اغسطس عام 2006، بهدف  انهاء الحرب بين "اسرائيل" وحزب الله في جنوب لبنان)، لتجنيب لبنان المزيد من الخسائر  البشرية والدمار في البنية التحتية، الا انه برزت قوى سياسية معارضة مثل حزب الكتائب  لتطرح مسألة نزع سلاح حزب الله، وكأن القضية منفصلة عن الوجود السيادي للبنان.

بينما نلمح على المقابل تبريرات قنوات الكيان الصهيوني، فتقول صحيفة "يديعوت احرونوت"، ان ثلاثة اسباب جعلت الاتفاق ممكنا، فركزت على ضرورة استراحة القوات في الاحتياط التي استنزفت بين لبنان وغزة على مدار عام كامل والحاجة الى التزود بالذخيرة. واللافت هنا هو انسحاب الجيش الاسرائيلي خلال ستين يوماً مما يشير الى تاريخ تسلم "ترامب" لمنصب رئاسة الجمهورية الاميركية في العشرين من يناير /كانون الثاني.

ان مقارنة سريعة بين ما تهدف اليه "اسرائيل" من القرار، حسب ما صرح به نتنياهو للاستهلاك المحلي ليس الا؛

1 ـ زيادة الضغط على حماس

2 ـ التركيز على التهديد الايراني

3 ـ استراحة القوات وتجديد مخزون الاسلحة

وبين ما يفترض ان تكون التقييمات لمواقف حزب الله. فالكيان الصهيوني يريد فتح جبهة جديدة للقتال وهذا مؤشر واضح على استعصاء خرق الجبهة اللبنانية ما دامت قوات حزب الله مرابطة على الجنوب بعيون ساهرة. فالكيان الصهيوني يستعد اما لقصف العراق او التوغل في الضفة الغربية، اذن فهو مستمر في مشروع حربي غير آبه لقرارات اُممية.

هذه الخارطة لوضع المنطقة لا تفرز لنا إلا الموقف المشرف لحزب الله سواء على مستوى القضية الفلسطينية ام على مستوى السيادة اللبنانية، وهي وان قبلت بشروط وقف اطلاق النار إلا انها عين على السلاح وعين على ابقاء حالة المقاومة المتقدة لدى جيل الشباب الثوري على امتداد المنطقة، وهي رسالة عصية على الخضوع لاي قرار او شروط يفرضها الواقع في الخارج.

ان التجربة التي عاشها الحزب خلال 14 شهراً صنعت منه اسطورة ملحمية يفتخر بالانتماء لها اللبنانيون بكافة مشاربهم، وقدوة للمقاومة الفلسطينية ان طريق الجهاد وان كان لاحباً  اشواكه غلبت وروده، ولكن هيهات ان تتوقف قافلة النصرة وان عز الناصر.