kayhan.ir

رمز الخبر: 198060
تأريخ النشر : 2024November24 - 20:40

يوم مفصلي في تاريخ "اسرائيل"

 

بعد الضربات المؤلمة التي وجهها الكيان الصهيوني لحزب الله خاصة اغتيال قيادته العليا المتمثلة بامين عامها السابق سيد شهداء طريق القدس السيد نصر الله تصور نتنياهو واهما بان ضرباته للحزب ستضعفه وستخرجه من الميدان وسيحقق حلمه باعادة مستوطني الشمال الى منازلهم ليغطي على اخفاقاته المتكررة في غزة واذا به يفاجئ يوم امس بيوم استثنائي لشدة الحزام الناري التي شهدته الاراضي المحتلة منذ انطلاق عملية "طوفان الاقصى".

وعلى ما يبدو ان ما شهدته الاراضي المحتلة  يوم امس هو بداية مرحلة جديدة اعلنها حزب الله وهي المرحلة الثالثة التي ستؤلم الكيان الصهيوني في الصميم، أي ضرب "تل ابيب" مقابل بيروت وحيفا مقابل الضاحية.

نتنياهو اقدم خلال الايام القليلة الماضية على تصعيد عسكري سواء عبر غاراته على بيروت والضاحية وبقية المناطق اللبنانية وهكذا تكثيف حربه البرية في تسعة مناطق للتغلغل في الاراضي اللبنانية وكلها اصطدمت بالمواجهة الشرسة للمقاومين الابطال مما اضطر الى سحب رتل عسكري مؤلف من 25 دبابة من بلدة البياضة.

الهدف من كل التحركات العسكرية المحمومة التي يقوم بها نتنياهو لتحسين شروطه في التفاوض لذلك راهن على الميدان، لكن الصدمة جاءته في الصميم واذا به يفاجأ بيوم استثنائي حيث اطلق حزب الله يوم امس (الاحد) مئات الصواريخ التي غطت سماء فلسطين المحتلة بدءاً من الجبهة  الشمالية حتى الوسط وانتهاء بـ"تل ابيب" وحيفا وبعمق وصل اكثر من 150 كم جنوب "تل ابيب" وقد وصف احد الخبراء الاسرائيلي ان صواريخ حزب الله كانت تحلق كالطيور في سماء "اسرائيل".

هذا الوضع الخطير والاستثنائي دفع نتنياهو لعقد  جلسة مشاورات مع كبار مستشاريه لدراسة الموقف واتخاذ ما يلزم لمواجهة هذا الحزام الناري الذي لم يحول  المدن الشمالية الى مدن اشباح فقط بل حول "تل ابيب" وحيفا ونهاريا وعكا واشدود ايضا وكان حجم الدمار والخراب والحرائق  مشهودا في كل مكان لدرجة هرع اربعة ملايين اسرائيلي الى الملاجئ. لقد استطاع حزب الله بالامس وبجدارة فائقة وعبر امطار الكيان المحتل بمئات الصواريخ النوعية شل الحياة الاجتماعية والاقتصادية وبث الرعب والقلق في عموم مدن فلسطين المحتلة.

حزب الله اثبت بالامس انه هو من يمسك بزمام المبادرة في الميدان وقد اعاد التوازن مع العدو الصهيوني الذي ذهل مما شاهده من كثافة الصواريخ الغير مسبوقة وهذا هو البداية للمفاجآت الكبرى التي تنتظر الكيان لاحقا.

هذا التطور الميداني اللافت الذي يقلب المعادلات يأتي بعد ما يقارب الشهرين من بدء الحرب البرية التي شنها العدو الصهيوني على الجنوب اللبناني بتوهم انه قضي على 80% من قدرات حزب الله وما هي الا ايام حتى تبدأ المفاوضات وبدعم اميركي لوقف اطلاق النار بشروطه.

وحتى ساعة كتابة هذه السطور لم يرشح شيء على جلسة المشاورات التي دعا اليها نتنياهو بحضور  مستشارية ومستشار الرئيس الاميركي وما سيتخذه من قرارات صعبة سواء على مستوى التصعيد او انهاء الحرب البرية الفاشلة منذ ما يقارب الشهرين لاختراق ارض الجنوب اللبناني. فالموقف في الكيان بات خطيرا وخطيرا جدا وستكشف ابعاده خلال الساعات القادمة لان الرسالة النارية الكثيرة التي ارسلتها المقاومة الاسلامية  اللبنانية تكشف بوضوح بان مخازن حزب الله من الصواريخ النوعية لم تمس بعد وعلى الكيان اعادة النظر في حساباته الف مرة قبل ان يقدم على الانتحار؟