الاستنجاد بعمان لحفظها من السقوط
يبدو وبعد التحركات النوعية لحركة انصار الله ومعها الجيش اليمني واللجان الثورية بما فيها القبائل على الحدود مع السعودية اخذت العمليات العسكرية منحا تصعيديا لافتا حيث باتت مناطق القتال مفتوحة مع الجانب السعودي وعلى طول الحدود الممتدة من محافظة صعدة الى محافظة حجة حيث تعرضت المواقع السعودية في هذه المناطق لقصف صاروخي ومدفعي مركز فيما تمت السيطرة على المزيد من المواقع العسكرية الاستراتيجية في العمق السعودي وهذا ما ارعب نظام آل سعود الذي بدأ بارسال اشارات لانقاذه.
ما حدث من تحركات عن طول الحدود اليمنية - السعودية من فرار جماعي للجنود السعوديين وسقوط مواقعهم الواحد تلو الاخر كذلك امتداد رقعة المعارك من جبهة صعدة - نجران الى جبهة صعدة - الظهران في جنوب المملكة وكذلك من جبهة صعدة جيزان الى المواقع السعودية المحاذية لمناطق رازح وشدا الملاحيظ اليمنية، باتت تربك القرار السعودي خاصة وان كل ذلك تزامن مع المباحثات الجارية على قدم وساق لعقد مؤتمر جنيف الذي بدأ بها الرئيس الهارب والمستقيل منصور هادي بالمزايدة عليه لانه سيكون خارج الدائرة اتوماتيكيا. فمؤتمر جنيف لايمكن ان يعقد تحت رحمة النيران والعدوان وهادي هو من غطى وشرعن العدوان الذي رفعته السعودية كشماعة لاجرامها وابادتها للشعب اليمني الاعزل باسم انقاذه من الميليشيات!!
وليس صدفة ان تتحرك عمان في الـ 24 ساعة الاخيرة ومن اعلى القمة حيث يرسل السلطان قابوس مبعوثين الى صنعاء عبر طائرة عمانية خاصة لاجراء مباحثات مع قيادة انصار الله ومن ثم يتوجه وفد رفيع من انصار الله برئاسة القيادي صالح الصماد وبرفقة الناطق الرسمي محمد عبدالسلام الى مسقط فلابد من دواع مستعجلة دفعت بعمان ان تتحرك في هذه اللحظات مع انها كانت مرشحة للوساطة من قبل، لكن السؤال الملح الذي يفرض نفسه على الواقع لماذا الان وبعد ستين يوما من العدوان الوحشي والمدمر الذي وضع الشعب اليمني على حافة الكارثة الانسانية؟ ما الذي استدعى ذلك اذا كان النظام السعودي المتوحش والمجرم بامتياز قد حقق اهدافه من العدوان طيلة هذه الفترة وكان من المفروض ان يرفع انصار الله والجيش اليمني الرآية البيضاء لكننا لا نرى ذلك ابدا بل نرى العكس حيث التجأت الرياض لعمان لمفاوضة انصار الله بهدف ايجاد مخرج يحفظ للسعودية ماء وجهها، لانه من البديهي ان لا تتحرك السلطنة وبثقل قيادتها السياسية في هذا المجال الشائك الا بطلب من النظام السعودي الذي بات يترنح على الحدود مع اليمن وهو يحاول لملمة فضيحته المدوية التي قد تتفجر في اية لحظة وتفتح ملفات تاريخية شائكة قد لا يستطيع دفع اثهانها ال باهضة.