الحوثي: معظم الأنظمة العربية متورطة في خيار المعية مع الأميركي
صنعاء- وكالات:-قال قائد حركة انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خلال كلمة ألقاها، الخميس، إن "المشروع الأمريكي الصهيوني هو مشروع عدواني بحت"، مؤكدا على أن عمليات الحركة مستمرة حتى لو قرّب الأميركي حاملة طائراته في البحر الأحمر.
وقال السيد الحوثي إنه لايكاد يمر أسبوع دون ان يقدم اليمنيين في مسيرتهم الجهادية شهداء، مشيرا إلى أن "المشروع الصهيوني الذي تريد أميركا أن نكون معه هو مشروع عدواني على أمتنا."
وأضاف السيد الحوثي: "في إطار مناسبة الذكرى السنوية للشهيد يتم التركيز على ثلاثة أمور: ترسيخ مفهوم الجهاد وقيمة الشهادة في سبيل الله، والاستذكار للشهداء واستلهام الدروس من سيرة الشهداء، والبرامج الهادفة للعناية بأسر الشهداء."
وتابع قائلاً: " تأتي مناسبة الذكرى السنوية للشهيد في إطار الأحداث والمتغيرات الكبرى وموقف شعبنا نصرة للشعبين الفلسطيني واللبناني."
وأكد على أن: "المشروع الصهيوني الذي يتحرك فيه الأمريكي والإسرائيلي هو مشروع عدواني على أمتنا يصادر الحرية والاستقلال للشعوب ويصادر الأوطان والحقوق"، مشددا على أن: " المشروع الصهيوني هو تهديد للأمة وعدوان عليها في هويتها ودينها واستقلالها وحريتها وفي أوطانها وثرواتها."
وتابع السيد الحوثي حديثة قائلا: "تقبُّل من ينتمي لهذه الأمة رسميا أو شعبيا للمشروع الصهيوني يعني الاستسلام وأن تكون مع عدوك المستهدف لك ولأمتك"، مؤكدا أن: "المشروع الصهيوني يريد أن يكون من تقبّلَه مجرد أداة لخدمته فيما هو خطر على الأمة، وهذا هو الغباء والخسارة بكل ما تعنيه الكلمة."
وشدد السيد الحوثي على أن "معظم الأنظمة العربية تتورط في خيار المعية مع الأمريكي وهي تدرك أن بلدانها وأنظمتها مستهدفة"، مؤكدا على أن "تحرك الأمريكي لم يكن من أجل أن يضمن مصالحه في المنطقة فقط بل اتجه للسيطرة المباشرة وإخضاع المنطقة بشعوبها وحكوماتها للسيطرة المباشرة ولمصلحة العدو الإسرائيلي."
وأشار إلى أن الأمريكي اتجه لخطوات أكثر من مسألة المصالح وهو يريد أن يكون الإسرائيلي وكيله الحصري المسيطر تماما على واقع ما يسمونه بـ "الشرق الأوسط"، لافتا إلى أن: "تحرك شهيد القرآن السيد حسين رضوان الله عليه بالمشروع القرآني كان الخيار ضد أمريكا وإسرائيل والمشروع الصهيوني من منطلق قرآني ومبدئي"
وشدد السيد الحوثي على أن: "الخطر ليس فقط على الشعب الفلسطيني بل هو خطر يستهدف الأمة بشكل عام، فأعداؤها حاقدون وطامعون فيما تملك هذه الأمة"، وأكد على أن "الأعداء يسعون لإبادة هذه الأمة، وما يفعلونه في فلسطين يمكن أن يفعلوه في أي بلد آخر."
وأكد في سياق حديثه على أن "ما فعله الأمريكي سابقا في العراق وأفغانستان يمكن أن يفعله في أي بلد آخر مع الإسرائيلي في إطار المشروع الصهيوني الرامي لتغيير وجه المنطقة"، وأوضح أنه "عندما تتحرك أمتنا تجاه المشروع الصهيوني بالروح الجهادية وبوعي وبصيرة قرآنية تكون في مستوى المَنَعَة والقوة والعزة وتدرك أهمية كل عناصر القوة."
وتابع قائلاً: "الروح الجهادية التي تتحرك فيها الأمة تنهض بالأمة إلى مستوى مواجهة التحدي دون اكتراث بما يمتلكه العدو من جبروت. إن أمتنا بحاجة إلى أن تتحرر من عقدة الخوف من أمريكا و"إسرائيل" لأنها لا تمثل حماية للأمة بل تدفعه للاستسلام وليس للحذر والتحرك المضاد."
وأشار السيد الحوثي إلى أن " الخوف يبعث الكثير من أبناء الأمة رسميا وشعبيا نحو الاستسلام والخضوع والطاعة والتسليم بالأجندة الأمريكية والإسرائيلية"، موضحا أنه "لدى أعدائنا من الحقد والعُقد ما لا يقبلون لأحد من أبناء الأمة أن يكون في وضعية محترمة وإن لم يكن توجهه عدائي تجاههم."
وفيما يتعلق بالسودان، قال السيد الحوثي إن "الأعداء لم يتركوا الشعب السوداني لحاله رغم أن أدواتهم فيه هي المسيطرة على الوضع بل اتجهوا لاستنزافه بمشاكل وصراعات وحروب"، مضيفا: " شعبنا العزيز اتجه لنصرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بكل شجاعة لأنه يثق بالله ووعوده من منطلق إيماني وقرآني رغم حجم التحديات."
وتابع السيد الحوثي حديثه قائلا: "405 أيام من العدوان والإجرام الإسرائيلي والأمريكي ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني، يقابلها خذلان عربي وخذلان البلدان الإسلامية ما عدا القليل"، واضاف: " 405 أيام من الثبات الفلسطيني، ومن الثبات اللبناني العظيم، وثبات جبهات الإسناد."
وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي يستهدف الخيام القماشية بقنابل أمريكية خارقة للتحصينات، ويستهدف الشعب الفلسطيني بالتجويع وبالتهجير القسري وتدمير كل مقومات الحياة بهدف إبادته"، مؤكدا على أنه "بالرغم من اتضاح الصورة لكل العالم، لكن لا يوجد أي تحرك جاد من معظم الشعوب والمنظمات والمؤسسات الدولية."
ولفت إلى أن "أكثر الدول تسكت لأن الأمريكي شريك الإجرام، ولا تتخذ حتى خطوات سهلة مثل المقاطعة السياسية الاقتصادية، وهو ما شجع العدو"، مشددا على أن "موقف معظم الدول العربية والإسلامية شجّع العدو الإسرائيلي كثيرا على الاستمرار في جرائمه."
هذا وقال السيد الحوثي في سياق حديث: "لم يتخذ العرب والمسلمون الحد الأدنى من الموقف الذي هو واجب عليهم ضمن مسؤولياتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقومية وبكل الاعتبارات، وبعض الحكام والأنظمة العربية والإسلامية يصرون على أن يحتفظوا بعلاقاتهم السياسية والاقتصادية مع العدو الإسرائيلي."
وأشار إلى أن "بعض الأنظمة العربية والإسلامية زادت علاقتها الاقتصادية مع العدو الإسرائيلي عبر إرسال قوافل البضائع والشحنات التجارية له."
وشدد السيد الحوثي على أن: "إجرام العدو الإسرائيلي الفظيع في غزة ولبنان هو مخزٍ لكل دول العالم التي تسكت ولا تتحرك لاتخاذ موقف."
وحول تحركات المقاومة بوجه الاحتلال الإسرائيلي قال السيد الحوثي إن: "حماس رغم ما تواجهه من ضغوط وخذلان تعرب عن ثبات في الموقف، وعمليات حزب الله في تصاعد مستمر مستهدفا القواعد العسكرية للعدو ومواقع حساسة جدا"، مؤكدا على أن "حالة الذعر لدى العدو الاسرائيلي من عمليات حزب الله كبيرة جدا."
وأضاف السيد الحوثي: " بلدنا يواصل عملياته وأنشطته في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ونفذت العمليات العسكرية في هذا الأسبوع بـ 29 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة"، وتابع قائلاً: "عملياتنا العسكرية منها ما كان باتجاه عمق وجنوب فلسطين المحتلة في يافا وعسقلان وأم الرشراش وقاعدة جوية للعدو الإسرائيلي في صحراء النقب ومنها ما كان إلى البحار."
وأوضح السيد الحوثي: "أبرز عملياتنا البحرية هي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "إبراهام لينكولن" في البحر العربي وهربت بعد الاستهداف لها بمئات الأميال، ومن بعد هروب حاملة الطائرات الأمريكية التي كانت فيما سبق في البحر الأحمر أصبح العدو يتهرب من البحر الأحمر، ولم تدخله حاملة الطائرات منذ تلك المدة."
وأوضح في سياق حديثه أن "حاملة الطائرات الأمريكية "لينكولن" في أقصى البحر العربي هربت لمئات الأميال بعد الاستهداف لها، ومع استهداف حاملة الطائرات في البحر العربي تم استهداف سفينتين حربيتين أمريكيتين في البحر الأحمر"، مضيفا: "لو أراد الأمريكي أن يقدم حاملة الطائرات إلى البحر الأحمر فهو سيقربها أكثر لاستهدافها، وإذا أراد أن يتجرأ على ذلك فليجرب."
وأكد السيد الحوثي أنه: "تم تنفيذ العملية البحرية في وقت كان يحضّر الأمريكي لتنفيذ أكبر عملية جوية عدوانية على بلدنا في تلك الليلة منذ إعلانه للعدوان الذي يساند فيه العدو الإسرائيلي."
وشدد على أنه "طالما العدو الإسرائيلي مستمر في عدوانه الذي يشترك معه فيه الأمريكي على قطاع غزة وعلى الشعب اللبناني فنحن مستمرون في عملياتنا."