ملتقى "مدرسة نصر الله" الدولي ينطلق في طهران..
قالیباف: استشهاد السيد حسن نصر الله يکشف عدم جدوى التسوية مع العصابة الإجرامية الصهيونية
الشهيد السيد نصر الله كزعيم لحزب الله لم يقل قط إن طوفان الأقصى هو قضية فلسطينية أو سنية، بل اعتبرها قضية مقاومة وإسلام وإنسانية
رئيس السلطة القضائية: جبهة المقاومة تزداد قوة كل يوم
عراقجي: إذا امتدت الحرب فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا
وزير الثقافة: الشهيد نصر الله كان مزيجاً نادراً من الفكر والعمل
طهران /ارنا- انطلق الملتقى الدولي "مدرسة نصر الله " امس السبت في طهران بمشاركة مفكرين من 13 دولة وذلك في الذكرى الاربعين لاستشهاد سيد المقاومة المجاهد الشهيد السيد حسن نصر الله.
وقد انطلق مؤتمر"مدرسة نصر الله" الدولي بحضور25 ضيفا من 13 بلدا في العالم منها لبنان والعراق والبحرين ومصر والكويت وتركيا والهند وماليزيا والجزائر وتونس بهدف التعريف بالابعاد الفكرية والشخصية والسياسية للسيد حسن نصر الله بهدف بناء النموذج وتبيان دور القادة المستقبليين للمقاومة.
وحضر المؤتمر رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف ، ومدير الحوزات العلمية (المدارس الاسلامية) في ايران "اية الله علي رضا اعرافي" ووزير الثقافة والارشاد الاسلامي عباس صالحي ووزير الخارجية عباس عراقجي والمساعد الاستراتيجي لرئيس الجمهورية محمد جواد ظريف ورئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني حجة الاسلام والمسلمين اختري.
وقد افتتح المؤتمر رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف الذي اكد عبر كلمته: أن استشهاد السيد حسن نصر الله كشف عن عدم جدوى التسوية مع العصابة الإجرامية الصهيونية،قائلا: إن استشهاد السيد نصر الله هذا المؤمن والمجاهد لا يعد هزيمة له ولجبهة المقاومة.
وقال "قاليباف" ، خلال ملتقى الذكرى الاربعين لاستشهاد سيد المقاومة المجاهد الشهيد السيد حسن نصر الله، في صالة المؤتمرات الدولية: إن استشهاد السيد نصر الله هذا المؤمن والمجاهد لا يعد هزيمة له ولجبهة المقاومة. شهادته تزيل قناع قتلته أكثر من أي وقت مضى وتکشف عدم جدوى التسوية مع هذه العصابة الإجرامية الإجرامية والشيطانية.
وأكد قاليباف :ان نصر الله وقف إلى جانب مجاهدي حماس منذ بداية طوفان الأقصى وآمن بأنه لا توجد حرب أكثر شرعية من القتال ضد الصهاينة وبحسب قائد الثورة الاسلامیة فإن كل ضربة للکیان من أي شخص ومن كل فئة هي خدمة للمنطقة كلها وللإنسانية جمعاء.
وأوضح : أن القائد الشهيد في حزب الله كان مصدر قوة في خدمة الإنسان وفي العالم المعاصر وخلق مؤسسة قوية خدمة لمصالح لبنان وأمنه الوطني وتقدمه.
وقال رئيس مجلس الشورى الاسلامي: أن حزب الله لم يفقد جذوره أبداً باستشهاد قادة مثل السيد عباس موسوي والسيد حسن نصر الله.إن الفلسفة التأسيسية لحزب الله هي محاربة الظالم والدفاع عن المظلوم. وهي تعاليم ليست اسلامية فحسب ، بل تتوافق أيضًا مع الضمير الإنساني.
وأضاف قاليباف : لم يتعامل الشهيد السيد نصر الله مع حزب الله باعتباره مؤسسة عسكرية بحتة، بل حوله إلى منظمة اجتماعية بينما عمل في الوقت نفسه على تحسين قوته الدفاعية إلى الحد الذي أصبح فيه لاعباً استراتيجياً في منطقة غرب آسيا.
وأوضح : إن الشهيد السيد نصرالله كان شخصية شيعية بارزة لكنه كان رمزا للوحدة الحقيقية على أساس مصالح الأمة.
واردف قائلا : إن الشهيد السيد نصر الله كزعيم لحزب الله لم يقل قط إن طوفان الأقصى هو قضية فلسطينية أو سنية، بل اعتبرها قضية مقاومة وإسلام وإنسانية، وضحى بنفسه في سبيل قضية المقاومة هذه.
ومن جهة اخرى القى وزير الخارجية كلمته امام المؤتمر اكد فيها:على العالم أن يعلم أنه إذا انتشرت الحرب فإن آثارها الضارة لن تقتصر على منطقة غرب آسيا فقط. ويمكن أن ينتشر انعدام الأمن وعدم الاستقرار إلى مناطق أخرى وحتى إلى مناطق بعيدة.
واضاف "عباس عراقجي" ، في الملتقى الدولي "مكتب نصر الله" لإحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله: ان الشهيد السيد حسن نصر الله شخصية كان رمزا للمقاومة والشجاعة والوقوف في وجه الظلم والعدوان ليس للبنان فقط، بل للعالم الإسلامي وكل الأمم المحبة للحرية.
وقال: استشهاده خسارة كبيرة للمنطقة والعالم، لكن طريقه ومثله ستبقى حية ومستقرة. ولقد لعب الشهيد نصر الله، بشجاعته التي لا مثيل لها، دورا لا غنى عنه في التعريف الجديد للمقاومة، المتجذّر في إيمانه وفي التزامه اللامتناهي بالعدالة والإنسانية.
وتابع: إن الشهيد السيد حسن نصر الله، القائد الذي استطاع أن يحدث تغييرات جوهرية في المعادلات الإقليمية وبفهمه العميق للعلاقات الدولية وموازين القوى، استطاع أن يحول المقاومة إلى عامل مؤثر في المعادلات الإقليمية والعالمية.
وشدد عراقجي على أن الکیان الصهيوني، من خلال استمراره في سياساته العدوانية وانتهاكاته المتكررة للقانون الدولي، لم يعرض الاستقرار والأمن الإقليميين للخطر فحسب، بل خلق أيضا تحديا خطيرا للنظام الدولي.
وتابع وزير الخارجية الايراني: إن الهجمات الوحشية على المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية والحصار الاقتصادي هي أمثلة على تصرفات هذا الکیان والتي يجب اعتبارها جميعًا جرائم حرب. لقد أظهر الشهيد نصر الله بأسلوبه الفريد كيفية الوقوف في وجه مثل هذه التهديدات وعلم شعوب العالم أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة والحقوق الثابتة.
واضاف عراقجي: في الوضع الحالي فإن مسؤولية المجتمع الدولي عن هذه الأزمات أكبر من ذي قبل. يجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى أن تفي بواجباتها في صون السلام والأمن الدوليين من خلال اعتماد نهج محايد وقائم على العدالة.
وقال:من أهم سمات الشهيد نصر الله إيمانه بالدبلوماسية وأن النصر في فلسطين ولبنان يتطلب حركة مقاومة متزامنة ودبلوماسية نشطة وتعاون متعدد الأطراف. كما آمن الشهيد نصر الله، إلى جانب المقاومة، بالحوار والتفاعل الدبلوماسي للحفاظ على السلام والأمن المستقرين واهتم بالحلول العادلة والتعاون مع الدول والمؤسسات الدولية.
وتابع وزير الخارجية: الشهيد حسن نصر الله كان داعياً للوحدة والتضامن بين مختلف الأمم والطوائف. وأعرب عن اعتقاده أنه في عالم يمكن أن تصبح فيه الخلافات والانقسامات أداة في أيدي القوى التدخلية، فإن التضامن الداخلي للدول الإسلامية وتعزيز التعاون الإقليمي يمكن أن يحمي المقاومة من الأعداء.
وأضاف عراقجي: في العصر الذي أصبح فيه الإعلام هو الميدان الرئيسي للحرب الناعمة، لعب الشهيد نصر الله، بمعرفته بقوة الإعلام، دوراً فريداً في فضح المؤامرات أمام الرأي العام. معتبراً إن مواجهة الحرب الناعمة والروايات المشوهة تتطلب وسائل إعلام مستقلة ومسؤولة.
وقال وزير الخارجية: الحرب الحالية في لبنان هي مزيج من الأدوات العسكرية والاستخباراتية والإعلامية وحتى أدوات الفتنة بين المسلمین أنفسهم وبين المسلمین والمسيحيین. فالهجوم الإعلامي والروايات الكاذبة والمثيرة للفتنة لا تقل تدميراً عن الحرب العسكرية. ولبنان هو موطن كل لبناني وهذا البلد كان وسيظل دائماً أرض الحياة السلمية للمسلمين والمسيحيين وأتباع الديانات الأخرى عبر التاريخ.
واضاف: يجب أن يكون التوصل إلى وقف عادل لإطلاق النار ومساعدة الجرحى والنازحين في لبنان أولوية للمجتمع الدولي. وفي هذا الصدد، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم ولن تدخر جهدا أو مساعدة. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أثبتت منذ الماضي وحتى الآن، كانت وستبقى دائما مع الشعوب المضطهدة في المنطقة، ولن ننسى لبنان وغزة أبدا ونحن دائما ندعمهم في المقاومة المشروعة ضد الاحتلال والعدوان.
ومن جهة اخرى اكد وزير الثقافة والارشاد الاسلامي "عباس صالحي"،امام المؤتمر لقد كان الشهيد السيد حسن نصر الله شخصية فكرية، لكنه إلى جانب ذلك كان أيضاً رجل الساحة والميدان وكان هذا مزيجا نادرا في شخصيته.
وقال عباس صالحي، في ملتقى "مدرسة نصر الله" الدولي في قاعة الاجتماعات بالعاصمة طهران: لقد كان الشهيد نصر الله مزيجا شاملا من الصفات التي نادرا ما توجد في شخص واحد.
وأضاف: الشيء الآخر الذي يمكن معرفته عن شخصيته هو أنه كان سياسياً جادا وكاملا على الساحات الوطنية والإقليمية والعالمية وكان قائدا عسكريا كبيراً منذ بداية الهجوم على لبنان.
وأوضح: لقد كان الشهيد نصر الله شخصية وطنية لبنانية، أي أنه كان يهتم أيضاً بمصالح لبنان الوطنية فهو لا يريد أن يخسر لبنان قطعة من أرضه ومن ناحية، كان شخصية إسلامية عابرة للحدود الوطنية.
وقال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي: كان الشهيد حسن نصر الله مديراً استراتيجياً ومديراً ميدانياً، مضيفا: اهتم بالقوة الصارمة واستغلها، وعرف القوة الناعمة، فكل خطاب له كان يحدث تغييراً في الأفق. وكان يعرف وسائل الإعلام والدبلوماسية العامة جيدًا واستخدمها ببراعة.
وأكد رئيس السلطة القضائية في هذا المؤتمرعلى استمرارية جبهة المقاومة وقال: رغم استشهاد قادة كبار في المقاومة ولكن هذه الحركة لا تزال صامدة ، ومن المؤكد أنها ستزداد قوة يوما بعد يوم.
وقال حجة الاسلام "غلام حسین محسني ايجئي" على هامش ملتقى "مدرسة نصر الله" الدولي إن طريق المقاومة سيستمر بشكل أعلى وأقوى بعد استشهاد قادة عظماء كالشهيد السيد حسن نصر الله، لأن جبهة المقاومة مدرسة ولا تتکل على شخص واحد.
وأضاف: رغم استشهاد قادة كبار في المقاومة، إلا أن هذه الحركة لا تزال صامدة، وبفضل الإيمان والإرادة القوية، ستصبح أقوى يوما بعد يوم.
وفي نفس السياق شدد مساعد الشؤون الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، محمدجواد ظريف في هذا المؤتمران الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله كان طريق المقاومة المشرق ضد الكيان الصهيوني.
وشدد ظريف: "طريق السيد حسن نصرالله وطريق الشهداء الآخرين هو الطريق الصحيح لمقاومة الاحتلال، وعلينا ان لا نسمح لهم أن يظهروا لنا الطريق الخطأ",
وتابع: "ليس الفلسطينون واللبنانيون الذين يقاتلون نيابة عنا، بل نحن الذي نقاتل إلى جانب الشعب الفلسطيني"، مؤكدا: انهم يقاتلون من أجل هدفهم الرئيسي، ولن يثنيهم الاستشهاد والقتل عن طريقهم".
وصرح مساعد الرئيس الايراني: "حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي هي نتيجة الاحتلال الصهيوني، وان باستشهاد قادتهم وبجرائم الصهاينة لم يهزم الشعب الفلسطيني وبل يقفون أكثر صلابة امام اسرائيل".
وأضاف: "يجب على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أن يقبلوا بأنهم لن يروا السلام حتى يتم احترام حقوق الشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم".
وأكد ظريف: "المقاومة ضد إسرائيل والاحتلال بدأت قبل الثورة الإسلامية المجيدة وستستمر حتى تحرير الأرض الفلسطينية وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني"
وأشار ظريف الى انه لقد وضع قائد الثورة الإسلامية الحل أمامهم، فليحدد جميع الفلسطينيين، جميع سكان هذه المنطقة، من اليهود والمسلمين والمسيحيين، مستقبلهم في استفتاء حر، وبعد ذلك سترون السلم بافضل وجهه في المنطقة".
وقال: "نهاية الفصل العنصري في جنوب أفريقيا مثال واضح يمكن أن يتكرر ويجب أن يتكرر. وهذه هي رسالة دماء السيد حسن نصر الله وقاسم سليماني وإسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهم من قادة المقاومة وقادة طريق الجهاد والاستشهاد".