kayhan.ir

رمز الخبر: 196781
تأريخ النشر : 2024November02 - 20:13

أهي سفارة المانيا أم القنصلية الاسرائيلية؟!

 

حسين شريعتمداري

1 ـ ان الحكومة الالمانية قد اغلقت القنصليات الايرانية في فرانكفورت وهامبورغ وميونيخ على اراضيها رداً على اعدام "جمشيد شارمهد"، زعيم زمرة "تندر" الارهابية والذي اعترف بقتل 14 شخصاً وجرح ما يقرب من ثلاثمائة آخرين!

وزيرة خارجية المانيا "آنالنا بيربوك" وفي معرض اعلانها لهذا القرار، قالت: سبق أن اعلنا مراراً وبصراحة لطهران، ان اعدام مواطن الماني يستتبعه ردود جادة، مؤكدة: كما ان المانيا بصدد حث الاتحاد الاوروبي على فرض عقوبات شاملة على من له يد في اعدام "شارمهد".

2ـ ان جمشيد شارمهد المواطن الايراني والحاصل على التابعية الالمانية والمقيم في اميركا، يتزعم زمرة "تندر" الارهابية، تورط بجرائم قبل اعتقاله خلال اعترافه في لقاءات تلفزيونية ـ ومنها في حديث للتلفزيون الالماني ـ وهذه الجرائم هي؛

ـ التفجير الذي وقع في حسينية سيد الشهداء(ع) في شيراز في 12 ابريل نيسان 2008 والذي تسبب في قتل 14 شخصاً وجرح 300 آخرين.

ـ حرق فندق جهان في طهران بتاريخ 4 مايس /2008

ـ تفجير حرم الامام الخميني(ره) بتاريخ 19 حزيران/2009

ـ محاولة تفجير سد "سيوند" في شيراز بتاريخ 15 نوفمبر /2006

والقيام بعمليات تفجير في اماكن عامة ومنشآت حكومية، وشبكة المواصلات العامة، وبنى تحتية، وعمليات تخريب في منشآت حكومية وغير حكومية، والاضرار بالبيئة عن طريق تسميم مصادر الماء، وحرق الغابات، اعداد قنابل لتفجير حوزة "آية الله العظمى الكلبايكاني" العلمية، هي جانب من ما قامت به زمرة تندر الارهابية التي يتزعمها "جمشيد شارمهد".

وكان جمشيد شارمهد قد اعترف، قبل اعتقاله (عن طريق جنود صاحب الزمان (عج) المجهولين ثم نقله الى طهران) اعترف خلال حديثه لعدة قنوات تلفزيونية في اميركا واوروبا، بجميع العمليات التي اشرنا لها أعلاه، مصنفاً هذه الجرائم بانها عمليات تحررية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية!

3 ـ ان وزيرة خارجية المانيا في اعتراضها على اعدام جرثومة الفساد هذه لم تتمكن من اخفاء الدوافع الاساس للحكومة الالمانية في الاعتراض على اعدام شارمهد، معتبرة، في اشارة صريحة، دعم ايران لحزب الله وحركة حماس وانصار الله وثوريي العراق ومواجهة اسرائيل، جانبا من اجراءات الجمهورية الاسلامية الايرانية! وبعبارة ثانية ان وزيرة خارجية المانيا ضئيلة الاحساس لم تنكر انها في هذه القضية تتحدث بالنيابة عن نتنياهو!

والجدير ذكره ان الحكومة الالمانية وضمن دعمها لاسرائيل قد فرضت عام 2006 خلال حرب الـ 33 يوماً، عقوبات على الجمهورية الاسلامية الايرانية. فحينها سأل مراسل مجلة شبيغل الالمانية من السيدة "انجيلا ميرغل" مستشارة المانيا: هل ان هذه العقوبات تعارض معاهدة فيينا الدولية بخصوص حقوق الانسان؟

مضيفاً، ان العقوبات ستضر بالشعب الايراني، ورغم ذلك الا تعارض هذه العقوبات اسس الديمقراطية؟ فكان رد المستشارة الالمانية؛ لا ينفصل في ايران الشعب عن الحكومة ولذا فان اي عقوبات محتملة على ايران الاسلامية هي مسموحة! فكان لتصريحاتها الاعتراض الشديد من قبل عدة اشخاص من ممثلي الحزب الاشتراكي الديمقراطي، واعتبرت السيدة "كريستين لانغه" المتحدثة باسم الحزب وبشكل تلميحي، اعتبرت "ميرغل" فاقدة للشعور السياسي.

وكنا قد اوردنا في مقال حينها تحت عنوان "هل هو قرارك يا سيدة ميرغل ام املاءات اسرائيل"؟! واعتبرنا اجراءات المانيا تبعاً لمطلب الكيان الصهيوني دون ادنى قيد وشرط، وجئنا بأدلة لبرهنة هذه الرؤية.

4 ـ ان مروراً عابراً على سجل المانيا بعد الحرب العالمية الثانية لا يبقي ادنى شك بان المانيا بصفتها دولة ذات سيادة لا تمتلك هوية مستقلة.

ان المانيا وبعد اندحارها في الحرب العالمية الثانية قد قسمت بين اربع دول منتصرة (الحلفاء) وهي؛ اميركا والاتحاد السوفياتي السابق، وبريطانيا، وفرنسا. فكانت المانيا الغربية من نصيب الدول الثلاث؛ اميركا وبريطانيا وفرنسا، فيما المانيا الشرقية باتت من حصة الاتحاد السوفياتي السابق. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، التحقت المانيا الشرقية بالغربية لتشكيل المانيا الموحدة باسم "جمهورية المانيا الفدرالية".

ولنلقي نظرة على مواقف الحكومة الالمانية منذ احتلالها عام 1945 والى اليوم. فالمانيا لم يكن لها اي موقف ومبادرة خارج ارادة واملاء اميركا. هذا في الوقت الذي تعتبر المانيا الدولة الاكثر تعداداً للسكان من بين الدول الاوروبية، والاكثر تصنيعاً، وغناءاً.

5 ـ ان تعداد المانيا لاحصاء عام 2023 يبلغ تسعين مليون نسمة. وان عدد اليهود الساكنين فيها ـ غالبيتهم ليسوا من اصول المانية ـ يصل الى 150 الف نسمة. فالا تستغربون ان عدد النواب اليهود في البرلمان الالماني "بوندس تاغ" يقرب من 115 شخصاً؟! فيما السائرون وعددهم ستمائة نائب برلماني يمثلون تسعين مليون من تعداد سكان المانيا!

ولنسلط الضوء على مكانة البرلمان في اتخاذ القرارات ورسم سياسة الحكومة الالمانية بدرج عدة امثلة؛

الف: إن مهمة المصادقة على القوانين الدولية والميزانية العامة للبلاد هي من صلاحيات هذا المجلس المركزي "بوندس تاغ"، كما ويتم انتخاب المستشار الاعظم لالمانيا عن طريق هذا المجلس.

باء: كما ان الاشراف على عمل الحكومة وتحديد نهج الحكومة وبرنامجها هي من مهام "بوندس تاغ".

جيم: ان شريان الاقتصاد الالماني والشركات والمصانع الضخمة ذات الدخل الكبير بيد اليهود.

دال: وبالنظر لحضور مائة نائب يهودي غير الماني الاصل من مجموع 150 الف نسمة يهود في البرلمان الالماني وما عرضنا لتكاليف البرلمان والتي هي شاملة لجميع امور البلد تقريبا، فيمكن التوصل بسهولة الى ان الحكومة الالمانية والكيان الصهيوني.

6 ـ قبل فترة وقد تعالت موجة من السخط بين الشعب الالماني على ما تتصرف به اسرائيل الارهابية قاتلة الاطفال بمصير بلدهم، وقد زادت هذه الايام حدة هي الاعتراضات حتى ان احد زعماء اليهود قد اوصى اليهود الساكنين في المانيا بعدم إعتمار الطاقية او قبعة الرأس (الكِبة) خلال تواجدهم بين الناس، ولا ينطقوا بكلمة "شلوم" كتعبير للتحية فيما بينهم!

ان جرائم الكيان الصهيوني الوحشية في غزة ولبنان والابادة الجماعية التي تمارس بحق الابرياء تلك الديار قد ووجهت باعتراضات شديدة من قبل الشعب الالماني (كما حصل في سائر الدول الغربية)، حتى لم تثنهم الممارسات القمعية وفرض الغرامات الثقيلة من الاستمرار في الاعتراض على الكيان الصهيوني، فكانت الحصة الاكبر من اعتراضات الشعب الالماني هي بسبب تبعية الحكومة الالمانية لهذا الكيان المجرم.

ان محرقة الهولوكوست المختلقة هي من الاكاذيب الكبيرة التي التفت الكثير من الشعب الالماني بانها موضوعة، ويطلقون على نصب "بيورن هوكه" الذي هو رمز لمقتلة اليهود في برلين اسموه "نصب الحياء التذكاري" كما واطلقوا على منشآت في ميونخ تمثل افران حرق البشر (داخاو) بالكذبة التاريخية الكبرى و...

7 ـ وسبق ان كان للحكومة الالمانية احقاد كثيرة تجاه شعبنا، منها قرض بقيمة 18 مليار مارك قبال نقضها لتأسيس محطة بوشهر الذرية. واضرار بقيمة 300 مليون مارك تعود لعقود تختص بغواصات. وزيادة مديات صواريخ صدام لقصف المدن والاماكن السكنية في ايران. وبيع المواد السامة لصدام لانتاج القنابل الكيماوية و...

8 ـ مع التفصيل الآنف والوثائق غير القابلة للانكار والتي عكست الهوية الصهيونية للحكومة الالمانية، فهل يبقى أقل شك بان السفارة الالمانية في ايران هي قنصلية اسرائيلية وينبغي ان تغلق؟! واليس السماح بتواجد السفير والسفارة الالمانية في بلدنا بمعنى الاذن فتح قنصلية للكيان الصهيوني مما يتسبب في تهييج المشاعر المضادة للصهيونية لدى شعوب العالم. لقد حانت افضل فرصة لاغلاق السفارة الالمانية (وبعبارة ثانية القنصلية الاسرائيلية) في ايران.

نأمل ان لا يضيع مسؤولونا المحترمون في بلدنا هذه الفرصة الذهبية.