kayhan.ir

رمز الخبر: 196639
تأريخ النشر : 2024October30 - 21:28

قامة حكيمة تتحمل اعباء المسؤولية

 

إن ملء الفراغات التنظيمية ليس بالظاهرة المستجدة حين تستهدف القيادات على المستوى الميداني، وهي مما تفرضه آلية العمل الحزبي التنظيمي منذ نشوء التجمعات السياسية، وعلامة على تعافي تشكيلاتها، كل ذلك في زمن الاسترخاء والعيش في سلام. الا ان ما مر خلال فترة قصيرة نسبة ما على تنظيم حزب الله اللبناني وهي تعيش حرباً ضروس مع اكثر جيوش العالم وحشية وانعدام لابسط  المبادئ، يجعل الامر مختلفاً تماما، ولايذكرنا سوى بحادثة مشابهة مرت بها الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال فترة الحرب المفروضة من قبل 36 دولة اتفقت كلمتها على انهاء المشروع الالهي في يناعة انبثاقته، حين تم تفجير الحزب الجمهوري واستشهاد الدكتور بهشتي و72 عضواً من كوادره، على يد اذناب المخابرات الاميركية المجرمة. فهذه التجربة بمثابة السلوان لحزب الله، والرائدة في كيفية ضبط النفس لاكمال المسيرة بافضل وجه.

ان انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله كشخصية حكيمة يستهدى منها المضي في حمل الراية المباركة لقيادة الحزب، باجماع شورى القيادة ليس لضرورة آنية. فهو الفدائي الذي اقتحم الميدان باطلالته العلنية بعد حادثة استشهاد السيد حسن نصر الله، اشعرت بقوة الحضور رغم ضوابط التحفظ الامني. الا ان الساحة كانت تتطلب المزيد، والميدان الذي كان يملأه لا يقل عن ميدان الحرب. فهو المعتمد في الشدائد والكفيل في المصاعب والمدير لسنوات طوال.

ان سماحة الشيخ هو من مؤسسي نواة المقاومة التي ارتادت المساجد في الاحياء الفقيرة فهو من رجال  الدين الذين قلبوا موازين الصراع واطاحوا بمعادلات النفوذ الصهيوني لجنوب لبنان ورسمت واقعاً جديداً، لما تشكله لبنان في الستراتيجية الصهيونية من مكانة بعد ان شهدت التخلف العربي، من هنا قال بن غوريون: "ان لبنان هو نقطة ضعف  التحالف العربي وان السيطرة الاسلامية في هذا البلد مصطنعة يمكن الاطاحة بها بسهولة. ويجب ان تقوم دولة مسيحية  حدودها الجنوبية نهر الليطاني...". ولذا شهدنا دخول قوات الاحتلال الصهيوني لبنان عام 1982 لتبقى على حدود نهر الليطاني.

فكانت ابجدية حزب الله تطهير لبنان من الدنس الصهيوني مهما كلف الثمن وغلت التضحيات، اذ ارتكز العدو على دعامته الاساس وهي قوات المارينز الاميركية التي غرست انيابها واحكمت قبضتها على عنق الشعب اللبناني الذي لاحيلة له، غير أملها برجال اوفياء طلقوا الراحة ودواوين الامراء.

مرة ثانية نبارك للشعب اللبناني حياة المقاومة المتمثلة بحزب الله وامينها العام الجديد سماحة الشيخ نعيم قاسم، اللسان اللاهج بعون الله، والذراع التي تلوي اقزام وحدات النخبة من جيش الاحتلال الصهيوني  على بوابات الشريط الحدودي لفرض معادلة جديدة تثلج صدور الغزيين، [كما بدأنا اول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين]1

1.   انبياء/104